الجزائر ترنيمة الرّوح … بقلم: زينة لعجيمي
الجزائر ترنيمة الرّوح
بقلم: زينة لعجيمي
ليس الوطن رقعة جغرافية تأوينا، بل ذاك الحضن الدافىء الوحيد الذي كأم رؤوم يحتوينا، هو قطعة من القلب تختلج وترتجف عند فراقه والعودة، هو ذاك الأنين الممزوج بالحنين، تلك اللهفة المصاحبة للشهقة، كلما رفرف علمه عاليا، هو تلك الهيبة التي يكسوها الفخر وتتلوها البهجة، كلما تردد على المسامع اسمه في المحافل رنّانا، أو تغنى به شاعر وتغزل بجماله، فنظم عنه ديوانا أو قصيدة، الوطن ذاك الشوق والاشتياق الذي تفضحه عبرة، فاضت به مُقَل كل من ذاق مُرّ ويلات فراقه، وتجرع علقم كؤوس الغربة.
بلدي هو ترنيمتي الفريدة، التي تشدو بها الروح، تُعزف ألحانها بديعة، شغافُ القلب أوتارُها.
الجزائر في الجغرافيا والحضارة عالم عريق زاخر ومَعلم بارز جدا، وفي التاريخ أيقونة ساحرة، وعلامة فارقة، مدرسة أنجبت صناديد أفذاذا، لقنوا العدو في الوطنية والشرف درسا، وعلموا الأجيال في الحرية دروسا، فرووا بدمائهم الطاهرة ثراها، لتزهر أرضها ويتنفس شعبها الصعداء، بعد الاستدمار الفرنسي الغاشم، الذي تفنن في جوره وعدوانه طيلة قرن واثنين وثلاثين عاما من الزمن، فمارس كل أنواع الوحشية والقمع والترهيب ضد أبناء وطني، وتمادى في التقتيل والتهجير، وسعى بقوة لطمس الهوية الدينية والوطنية بشتى الطرق، حارب القرآن الكريم ومنع انتشار حفظه فهدم المساجد والزوايا التي تخرج حفاظه، حاول القضاء على منابع ومنارات العلم والدين، بقتل العلماء أو نفيهم للخارج، وأطلق حملات مكثفة للتنصير بهدف القضاء على الإسلام، ومنع تعليم وتعلم اللغة العربية، وفرض تعليم الفرنسية كلغة وطنية، وراح يدّعي بمنتهى التبجح والحماقة الجزائر فرنسية!
لكن هيهات! أبطالنا الأشاوس تصدوا له، وأحكموا زمام المقاومة والثورة بقبضة من حديد، وبذلوا النفس والنفيس في سبيل هذا الوطن الغالي، وعقدوا العزم أن تحيا الجزائر،
بفضل الله ومنته، بلدي الحبيبة تحتفل بذكرى عيد نصرها واستقلالها في اليوم الخامس من الشهر السابع من كل عام.
كلي فخر وعزة أن يقترن اسمي بترنيمة روحي “الجزائر” الأبية، ويُقال عنّي في المنابر والمحافل أنّي “جزائرية”.
المزيد من المشاركات