الجنرال الشاعر صلاح فايز .. ومشوار حافل مع الإبداع الجميل
الجنرال الشاعر صلاح فايز .. ومشوار حافل مع الإبداع الجميل
– كتب الاناشيد الحماسية ضد الإنجليز اثناء دراسته الثانوية.
– قدم ٧٠٠ أغنية وتعاون مع كل نجوم زمن الفن الجميل.
– جدد دماءه مع نجوم الثمانينات والتسعينات وقدم لهم إجمل الأغنيات .
– اروع اعماله مع رفيق مشواره اللواء الموسيقار خالد الأمير وافترقا لهذه الأسباب
—————
خالد فؤاد
—————
قبل أن التقي به بشكل مباشر تعرفت عليه من كثرة أحاديث رفيق رحلة مشواره الموسيقار الكبير خالد الأمير الذى جمعتني به لقاءات كثيرة ومتعددة صحفيا وإنسانيا.
إنه اللواء والشاعر الكبير صلاح فايز صاحب الكلاسيكيات الغنائية الجميلة والذى ودع عالمنا مؤخرا في هدوء عن عمر يناهز ٨٦ عاما بعد أن اثري الساحة الغنائية علي مدار ٦٠ عاما بنحو ٧٠٠ أغنية منذ إكتشاف الموسيقار الكبير الراحل محمد فوزى له وتقديمه للساحة الغنائية من أوسع ابوابها حيث تغني بأول أغنية له وقدمه لكبار الموسيقيين في الوقت الذى كانت الساحة الغنائية تذخر فيه بالعشرات من عمالقة الشعر الغنائي.
الخلاف الشهير
فدائما وابدا وفي كل لقاء كان يجمعني بخالد الأمير سواء بشكل مباشر اوعبر الهاتف كان لابد وأن يتطرق لأسم صلاح فايز .
ولما لا ومعظم الأغنيات الجميلة التي حققت نجاحا كبيرا عبر قرابة النصف قرن من الزمان كانت من إبداعهما سويا ؛ واشهد أن الأمير وببسالة وأخلاق رجال القوات المسلحة كان يتحدث عنه بكل الخير حتي بعد وقوع الخلاف الشهير الذى وقع بينهما علي أثر الكتاب الذى اصدره صلاح فايز وغضب خالد الأمير منه واتهمه بالتعرض لجانب من حياته الخاصة اثناء فترة زواجه من الفنانة الكبيرة ليلي طاهر .
المؤلفين والملحنين
وحينما التقيت ولأول مرة بشاعرنا الكبير الراحل في مقر جمعية المؤلفين والملحنين منذ ثلاثة أعوام في حفل بسيط تم إقامته لتكريم بعض اعضاء الجمعية مثل الموسيقار الشاب محمد رحيم والشاعر بهاء الدين محمد وحضر الحفل مجموعة من كبار الموسيقيين والشعراء وفي مقدمتهم الشاعر الكبير سيد حجاب رحمة الله عليه وكان يشغل منصب رئيس مجلس إدارة الجمعية والموسيقيين زياد الطويل وصالح ابوالدهب وامجد العطافي واشرف السرخوجلي والشاعر والصحفي الكبير فوزى ابراهيم وأخرين غيرهم .
حرصت يومها وعلي هامش الحفل علي سؤال صلاح فايز عن سبب إغضابة لصديق عمره ورفيق كفاحة بما كتبه عنه وعن مطلقته ليلي طاهر وكان من نتيجة هذا حرماننا من إبداعتهما سويا فوجدته يؤكد ويقسم علي إنه لم يسئ له علي الإطلاق وقال أن ماتعرض له وذكره في الكتاب لايعد ابدا من قبيل الأسرار العائلية وأن صديقه تعامل مع الموقف بشكل متسرع وظل مصرا علي إنه تعمد الإساءة له وهو مالم يحدث علي الإطلاق كما قال فماذكره بالكتاب شئ عادى للغاية وصديقه كان شديد الحساسية ليس أكثر .
الأخوين ظبطانى
وسواء كان ماكتبه فايز من الأمور العادية كما قال ؛ اويندرج تحت مسمي الأسرار التي ماكان يجب أن يتعرض لها كما قال الأمير فقد وقع الخلاف بينهما بالفعل وأصبح من الصعب عودة الأمور لما كانت عليه فكان الإنفصال الفنى ليتم حرماننا من روائعهما معا.
لنفقد هذا الثنائي الجميل الذى أطلق عليه الشاعر الكبير مأمون الشناوى (الأخوين ظبطانى) على وزن ( الأخوين رحبانى) ليس بحكم أن الأثنان كان ظابطين بالقوات المسلحة ووصل كل منهما لرتبة لواء فحسب بينما لتعاونهما وارتباطهما القوى فنيا سنوات طويلة .
مظاهرات واناشيد حماسية
ولد شاعرنا الكبير الراحل صلاح فايز في 13 نوفمبر 1934 بحي شبرا العريق بالقاهرة بزغت موهبته اثناء دراسته الثانوية بمدرسة التوفيقية حيث قام بكتابة العديد من الاناشيد الحماسية ضد الأنجليز وراح زملاؤه يرددونها في مظاهرات عام ١٩٤٨ ثم حصل على بكالوريوس علوم عسكرية 1953، واثناء دراسته تقرب بشده من اديب سلاح الفرسان يوسف السباعي الذي أعجب بأزجاله واشعاره واتاح له فرصة النشر في مجلة ” الكلية الحربية ” وبعد التخرج عمل بالقوات المسلحة ملازما ثانيا بسلاح الفرسان 1953، وتدرج في الرتب العسكرية حتى رتبة لواء 1983.. وحصل على وسام القدوة الحسنة والخدمة الطويلة ، نيشان التدريب، ووسام الجمهورية من الطبقة الثانية
ولم يمنعه عمله العسكرى من الإنطلاق بأشعاره وازجاله منذ شبابه المبكر حيث قدم ثلاثة دواوين زجلية في أدب المعارك .
محطة محمد فوزى
وبدأ مشواره مع الأغاني العاطفية حينما التقى ولأول مرة بالموسيقار العظيم محمد فوزى في أحد احتفالات ثورة يوليو ١٩٥٢، واستمع فوزى لبعض اشعارة الغنائية وإعجب به بشده وعلي الفور أخذ منه أغنية “بعد بيتنا ببيت كمان” وذلك في عام ١٩٦٠
واستمر تعاونه معه في أغنيات أخرى مثل “يا أولاد بلدنا يوم الخميس هكتب كتابى وأبقى عريس” و”قلبى اللى أنت ناسيه”.
ليكتب فايز شهادة ميلاده كشاعر غنائي قادم وبقوة وتوالت اعماله بعد هذا مع الملحنين الأخرين حيث تعاون مع معظم نجوم ومطربي الستينات فكتب للمطرب الكبير محمد قنديل أغنية ” زى البحر غرامك” ولكارم محمود ” جالك وقت”
ولعبداللطيف التلباني ” خفة دمك مش علي حد” و لمحرم فؤاد ” غدارين” والكثير والكثير من الأغنيات الأخرى لكبار المطربين مثل ليلي مراد ونجاح سلام وهدى سلطان وشريفة فاضل ومحمد عبدالمطلب وعفاف راضي ووردة الجزائرية وفايزة أحمد وشادية ومحمد رشدى ومحمد العزبي واخرين غيرهم بالإضافة لتقديمه لروائع الأغاني الإذاعية مثل ” إكتر تلاته بحبهم” لاسماعيل شبانه.
الأمير وحرب اليمن
وهكذا تواصلت رحلة صلاح فايز حتي التقي بالملحن الكبير خالد الأمير، الذى كان يعمل أيضا ضابطا بالقوات المسلحة، وخرج علي المعاش مبكرا علي أثر خلاف شهير وقع بينه وبين قادته في حرب اليمن حيث اعترض علي إستمرار جيش مصر باليمن وقال أن وجودهما هناك لامعني له فتم حبسه ثم ترقيته لرتبة لواء وإحالته للمعاش ليتفرغ بعدها لعالم الموسيقي والتقي بالفنانة ليلى طاهر وهي في أوج نجاحها وتألقها وتزوج منها ؛ فعقب خروجه أي الأمير للمعاش التقي بالشاعر الكبير مأمون
الشناوى الذى استشعر موهبته وتميز موسيقاه وقدمه للحياة الفنية لأول مرة بأغنية من تأليفه هي “وحشنى كلامك” التي كان من المقرر ان تغنيها نجاة، وطلبت من مأمون الشناوى بعض التعديلات، فرفض وقام بإعطائها لمها صبري لتحقق بها نجاحا كبيرا فتعد من اشهر وأهم أغنياتها خلال مسيرتها الفنية.
أجمل الأغنيات
فقد كانت المحطة الهامة في مشوار كل منهما أي صلاح فايز وخالد الأمير اشتراكهما معا في تقديم العديد من الأغنيات الجميلة والناجحة لعدد كبير من مطربي ومطربات الزمن الجميل ومن بينها علي سبيل المثال وليس الحصر رائعة “الحب الحقيقى “لشادية، و “وحشتني” لسعاد محمد، و ” انتهينا من العتاب” ل أصالة والتي كان من المفترض أن تغنيها كوكب الشرق أم كلثوم وتدخل الشاعر أحمد رامي وقتها واعترض عليها فتم تأجيلها قرابة الربع قرن حتي غنتها اصالة.
وتعاونا معا ايضا في تقديم اجمل أغنيات هاني شاكر مثل “كده برضه يا قمر”و”مشتريكى متبعيش” و”معقول نتقابل تاني” وغير هذا من الأغنيات الجميلة الإخرى.
مطربي الثمانينات والتسعينات
ويعد صلاح فايز من الشعراء القليلين الذين نجحوا في تجديد دمائهم والإستمرار مع المطربين الشباب حيث تعاون مع الكثيرين منهم في حقبتي الثمانينات والتسعينات مثل عمر فتحى، وعماد عبدالحليم، ومدحت صالح، ومحمد الحلو ، وفاتن فريد، ، وميادة الحناوى.
وقدم مع سميرة سعيد ثلاثة أغنيات مميزة هي ” وأنا مالي” و”ياليالي” و”يامالكي” .
أنغام “القوة الضاربة”
وبعد خلافه مع رفيق مشواره خالد الأمير شكل ثنائيا ناجحا مع الموسيقار محمد على سليمان، وكانت القوة الضاربة لهما معا هى أنغام وقت أن كانت تحت وصاية والدها، فقدما لها العديد من الأغاني الناجحة إبتداء ب “فى الركن البعيد الهادى” ومرورا ب “هوا المصايف” و” تسمحلي” و ” ببساطة كده” و ” قالوا احلويتي” و” انا وانت” و” بكرة بعيد” وغيرها من الأغنيات الأخرى.
لحظات الوداع
والغريب أن شاعرنا الكبير الراحل علي مايبدو توقع لحظة فراقه للدنيا حيث ودع كل اصدقاءة ب الفيس بوك، قبل أيام قليلة من الرحيل حيث كتب معتذرا عن عدم قدرته علي التواصل معهم لظروف مرضه، ولحين انتهاء أزمة فيروس “كورونا“.
وبعدها بأيام قليلة جاء خبر الوفاة لنبكيه جميعا وندعو له بالرحمه والمغفرة بقدر ما اسعدنا سنوات طويلة .
رحمة الله علي مبدعنا الكبير.
خالد فؤاد