الجن بين الحقيقة و الخيال بقلم د. عابد دسوقي المليجي

الجن بين الحقيقة و الخيال بقلم د. عابد دسوقي المليجي الباحث في علوم الشريعة

الحمد لله العزيز الجبار ، خالق الإنسان من صلصال كالفخار ، وخالق الجان من مارج من نار ، و جاعل الجنة لعباده الصادقين الابرار ، و جاعل النار مصيرا للسحرة الاشرار ، فلهم من الله ما يستحقونه من الخراب والدمار ، والصلاة والسلام على النبي المختار الذي وضح لنا بشرعه الخفايا و الاسرارا فكان دينا واضحا كالنهار ، وارض اللهم عن أصحابه المهاجرين والأنصار ، وعلى التابعين لهم باحسان في كل الديار ، وبعد ..

الجن بين الحقيقة  وهنا د. عابد دسوقي المليجي يوضح ان الاستسلام للخيال ، والتقيد بما يمليه العقل والجهل بما لا نعلم فهو سبيل للضلال ، قد تجتمع كلها في شخص واحد ، أو أحدها وفي ذلك كفاية لانحراف التصورات ، وفساد العقيدة وتخبط السلوكيات.

الجن بين الحقيقة وهنا د. عابد دسوقي المليجي يأكد فمن هذا المنطلق يجب على كل مسلم أن يؤمن بالغيب إيمانا لا يراوده شك ، ولايعتريه ريب.
والغيب ما غاب عن العباد من أمر الجنة وأمر النار ، وما ذكر في القرآن والسنة .

والجن من الغيب يجب على كل مسلم أن يؤمن به ، حيث تضافرت الأدلة في القرآن الكريم والسنة على وجود الجن.

  الجن بين الحقيقة والخيال

وإليك عزيزي القارئ ما يدل على وجود الجن من القرآن الكريم وذلك على سبيل المثال لا الحصر :

– أولا في سورة الرحمن
قال تعالى ( يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان ) الآية ٣٣

– ثانياً: سورة الاحقاف
(وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضي ولوا إلى قومهم منذرين ) الآية ٢٩

– ثالثاً: في سورة الأنعام
قال تعالى: (يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا شهدنا على أنفسنا وغرتهم الحياة الدنيا وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين) الآية ١٣٠

– رابعاً: سورة الجن:
قال تعالى:(قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا) الآية ١

– خامساً: في نفس السورة
قال تعالى: (وأنه كان رجالا من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا) الآية ٦
وغير ذلك من آيات الله تبارك وتعالى الدالة والواضحة وضوح الشمس في رابعة النهار على وجود الجن وأن السحرة عليهم اللعنة كانوا يستعينون بهم في أذية الناس.

الأدلة من السنة النبوية

الجن بين الحقيقة و د. عابد دسوقي المليجي يكتب أما الأدلة من السنة النبوية المطهرة فنذكر منها أيضاً على سبيل المثال لا الحصر ما يلي:

– أولا: اخرج الإمام مسلم من حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال:
(كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة ففقدناه ، فالتمسناه في الأودية والشعاب ، فقلنا استطير اواغتيل ، قال فبتنا بشر ليلة بات بها قوم مثلنا ، فلما أصبحنا إذا هو جاء من قبل حراء.

قال : فقلنا يا رسول الله افتقدناك فطلبناك فلم نجدك ، فبتنا شر ليلة بات بها قوم ، قال : أتاني داعي الجن فذهبت معه ، فقرأت عليهم القرآن ، قال : فانطلق بنا فآرانا أثارهم وآثار نيرانهم ، و سألوهم الزاد فقال لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه يقع في أيديكم أوفر مايكون لحم ، وكل بعرة علف لدوابكم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا تستنجوا بهما فإنهما طعام إخوانكم).

– ثانياً: أخرج الإمام أحمد في مسنده (أن أبا سعيد الخدري رضي الله عنه قال له النبي صلى الله عليه وسلم إني أراك تحب العلم والبادية ، فاذا كنت في علمك أو باديتك ڤأذنت للصلاة فارفع صوتك بالنداء فإنه لا يسمع مدى صوت المؤذن جن ولا إنس ولا شيء إلا شهد له يوم القيامة)

– ثالثاً: ما أخرجه أحمد أيضا من حديث أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خلقت الملائكة من نور ، وخلقت الجان من مارج من النار ، وخلق آدم عليه السلام بما وصف لكم)
وغير ذلك الكثير والكثير مما جاء في السنة النبوية المطهرة.

الجن بين الحقيقة

د. عابد دسوقي المليجي يأكد فمن هنا علمنا بوجود الجن الجن بين الحقيقة من خلال ما ورد في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم
وذكرنا ذلك لأن الساحر لا يستطيع أن يتحرك خطوة واحدة إلا بمساعدة هؤلاء
والسؤال الآن كيف ذلك كذلك ؟!
هل يقومون بمساعدة الساحر هكذا دون مقابل ؟!
لا وألف لا ولكن المقابل كبير جداً
فما هو ؟!

هذا ما سيكون في المبحث القادم إن شاء الله تعالى.

نسأل المولى تبارك وتعالى أن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل .
كتبه الراجي عفو ربه
د. عابد دسوقي المليجي
الباحث في علوم الشريعة