ريهام طارق تكتب: فشلت في حبك وقابلت الرفض من الشريك.. هذا المقال لك
تعرف على الحب الحقيقي كما تستحق... كاملاً، دافئًا، وأبديًا
نمر أحيانا بتجارب تفيض بالمشاعر العميقة التي تلامس قلوبنا وتسعد أرواحنا، نعتقد أننا وجدنا الشريك المثالي الذي يملأ حياتنا بالفرح والسعادة، ونراه جزءًا لا يتجزأ من عالمنا.
بقلم: ريهام طارق
مع مرور الوقت، وتعدد المواقف التي تجمعنا بالطرف الآخر، نصطدم بحقيقة مغايرة تمامًا، و نكتشف أننا قد وقعنا في علاقة غير مناسبة مع الشخص الخطأ، وأن السعادة التي شعرنا بها في البداية لم تكن سوى سعادة مؤقتة و زائفة، تلاشت وسط برود المشاعر وفتور الأحاسيس.
من هنا، تتجلى أهمية التريث و التأني قبل الانخراط في أي علاقة علينا أن نتأكد من وجود المقومات الأساسية التي تضمن نجاح العلاقة واستمراريتها لذلك، أدعوك عزيزي القارئ للتفكير بعمق في هذه النقاط التي نتناولها في هذا المقال، لأنها ستساعدك في تقييم أي علاقة وتحديد ما إذا كانت تستحق الالتزام بها أم لا.
توجد أنواع عديدة من العلاقات العاطفية منها الانجذاب والتعلق، و الحب الحقيقي، لكن كيف يمكننا التمييز بينها؟ و كيف نعرف أي نوع من هذه العلاقات التي تعيش فيها؟
التعلق المرضي: قيود خفية تُكبّل الروح و تستنزف الحب:
بعض الأشخاص يدخلون في علاقة عاطفية رغم غياب شعورهم بالسعادة، و بالرغم من ذلك تجدهم يستمرون فيها ليس لحبهم للطرف الآخر، بل لأنهم وقعوا فخ التعلق المرضي.
وهذا النوع من العلاقات يمثل قيودًا غير مرئية تُكبّل الروح قبل الجسد، وتجعل الإنسان غير قادر علي اتخاذ قرار البعد وغير متقبل فكره بدء حياة جديدة بعيدًا هذا الشخص المؤذي أو الغير مناسب ، والسبب يكون خوفهم من الوحدة، أو لاعتقادهم صعوبة وجود بديل أفضل، أو ببساطة بسبب تعودهم على وجود الشخص الآخر في حياتهم.
وتكون النتيجة هي البقاء في علاقة تخلو من الحب والتوازن، علاقة تستنزف طاقتك النفسية وتترك ندوبًا عميقة في روحك، و الأسوأ من ذلك أن هذه الجروح لا تتوقف عندك، بل تمتد إلى كل من يدخل حياتك لاحقًا، حتى وإن كانوا صادقين في حبهم، هؤلاء يصبحون ضحايا لجروح قديمة لم تلتئم، ويواجهون شركاء غير قادرين على تقديم حب نقي أو بناء علاقة صحية.
إن التعلق المرضي يشبه قيدًا خفيًا وسجنًا داخليًا لا يحرره إلا وعيك وقوة إرادتك.
أساس الحب الحقيقي: انتصار وعي العقل على اندفاع القلب
من الضروري عند بداية أي علاقة أن نتحلى بالوعي والحذر، قد يجرفنا تيار الانجذاب العاطفي سريعاً، ويبدو لنا أننا وجدنا الشريك المثالي ولكن الحب الحقيقي لا يعتمد فقط على الانجذاب، بل يحتاج إلى دور العقل في تقييم العلاقة بموضوعية.
وعندما تقع في الحيرة، من أمرك اسأل نفسك الأسئلة التالية:
– هل هذا الشخص يحترم القيم والمبادئ التي أؤمن بها؟
– هل يضيف إلى حياتي دعماً عاطفياً ونفسياً؟
– هل أشعر معه بالأمان؟
إذا كانت الإجابة “لا”، فلا تتردد في التوقف قبل الانغماس في دوامة الندم، وعلاقة تستنزف طاقتنا و تلقي بك في متاهة من الألم، الحب الحقيقي هو الذي أساسه الحب، الاحترام، الدعم، والعطاء المتبادل، حب يمنحنا القوة لتحقيق المزيد من الانجازات، في حياتنا.
اقرأ أيضاً: ريهام طارق تكتب: كيف تتخلص من الفشل وتكون شخص ناجح وإيجابي
رحلة التعافي: كيف نتجاوز الألم و نتعلم من التجارب العاطفية.
إنهاء علاقة غير مناسبة أو مؤذية أو فاشلة قد يكون أمرًا صعبا للغاية، وربما يمتد الألم بعد الانفصال لسنوات، وتختلف حده الألم من شخص لآخر، هناك من يستطيع التعافي والمضي قدما، وهناك من يبقى عالقا في دائرة الحزن والانكسار، ولا يستطيع تخطي الماضي بسهولة.
ولكن التعافي الحقيقي يبدأ من الداخل، إنها رحلة شفاء تستدعي مواجهة الجراح بصدق، واستخلاص الدرس والعبره من التجربة الفاشله، والعمل على تقوية الذات، ونؤمن أن الألم جزء طبيعي من الحياة، لكنه لا يمثل نهايتها، بل هو محطة تعلم تساعدنا على النضج والنمو.
لذلك، عندما تتحرك مشاعرك تجاه شخص ما، تذكر أن الحب وحده لا يكفي، وأن العقل والوعي هما الأساس لاتخاذ القرارات السليمة، لذلك فكر جيدا قبل التورط في علاقة قد تكلفك أكثر مما تمنحك، واختار شريكك بعناية لتحمي قلبك ونفسك من ألم كان بالإمكان تجنبه.
الحب الحقيقي… بوصلتك إلى السعادة الأبدية:
عندما نتحدث عن الحب، لا نعني مجرد مشاعر عابرة أو عواطف مؤقتة، بل نتحدث عن ذلك الشعور العميق الذي يضيء مسارات حياتنا، يمنحنا الأمان، و يغمرنا بالسعادة، و يزهر أرواحنا.
الحب الحقيقي هو أن يراك الشريك أعظم إنجازاته:
هل تشعر أنك أعظم اختيارات الطرف الآخر؟هل صرح بذلك لك يوماً؟ هل يرى جمال داخلك قبل مظهرك الخارجي؟ هل يستطيع قراءة تفاصيلك دون أن تتكلم؟ هل يتقبل عيوبك بقدر ما يحب مميزاتك، يحتضنك بما أنت عليه، و يمنحك شعورا بالسكينة، هل يحتفي بك كما أنت، دون محاولة لتغير شخصيتك حسب اهوائه و رغباته؟ هل تجده دائما يدعمك، ولا يسعى لإلغاء هويتك أو التقليل من قيمتك؟.
عندما تكون في علاقة حب حقيقية ، تكون على سجيتك دون الحاجة لارتداء أقنعة، ستجده يمنحك المساحة لتكون نفسك، يعطيك الحافز على تحقيق طموحاتك، يفتخر بنجاحك ولا يحقر منه أبدا.
الحب الحقيقي يمنحك الشعور بالأمان، لا تخاف أن تخطئ، أمامه لأنك واثق من أنه لن يخذلك ابدا.
والغضب من أهم دلالات الحب الحقيقي، إنه الاختبار الأكبر للشريك المناسب لك، الشخص الذي يحبك لا يهينك ولا يتجاهل مشاعرك، بل يحتوي انفعالاتك، يعاملك بلطف، و يبادر بالاعتذار عند الخطأ، مستحيل أن تشعر بالخجل عندما يظهر ضعفك أمامه لأنك واثق أنه سيكون لك السند وقوتك تستمدها منه وأنت في أضعف لحظاتك.
الحب الحقيقي يشعل داخلك شموع الفرح، لا نيران الألم:
الحب الحقيقي هو الذي يملأ حياتك بالسعادة، ويجعلك تشعر دائما أن قلبك شابا مهما شابت خصلات شعرك.
قبل أن تبدأ علاقة، تذكر أن الحب الحقيقي يشعل بداخلك شموع الفرح، وليس نيران الألم.
إذا غاب الاحترام، الدعم، الاحتواء، والحرية، فاعلم أن هذا ليس حبا حقيقيا.
اختر شريكا يرى فيك جزءًا مكمل لحياته، لا عبئا عليها، شريكا تكون له الوطن، وليس مجرد صدفة عابرة أو عاطفة عشوائية.
ابحث عن اختيار ناضج ينبع من وعي وحكمة، ولا تقبل أبدًا بأنصاف المشاعر أو الاهتمام، لا تسمح لنفسك أن تكون خيارا ثانوي، أما أن تكون الأول أو تنسحب بهدوء، وكن علي ثقه أنك الرابح من هذا القرار.
عندما تقابل الحب الحقيقي، ستري الحياة أجمل، لذلك لا تتنازل عن حقك في الحصول علي حب يبني ولا يهدم، يسعد ولا يرهق ، يضيء طريقك، يؤنس روحك، و يبدد وحشه وحدتك، اختاروا بحكمة، لأن الحب الصحيح هو مفتاح السعادة الأبدية