الحب توازن بين القلب والعقل أما التعلق قيد عاطفي يستهلك الروح
الحب الصحي: توازن الروح وألم النهاية الذي لا يكسرك
تأكد أن الحب الحقيقي ليس انجرافا أعمى خلف المشاعر ولا سيطرة عقلانية باردة تخلو من الدفء، بل هو رحلة متوازنة، تتناغم فيها نبضات القلب مع إشارات العقل، يخلق الشريك فيها حالة من الإشراق الداخلي دون أن يخفت نور ذاتك، يخلق حالة من السكينة والطمأنينة، بعيدًا عن اضطرابات الهوس أو التشبث المفرط.
كتبت: ريهام طارق
الحب الحقيقي تجد فيه الشريك يعزز وجودك دون أن يلتهم حياتك، تحبه بكل جوارحك، لكنك لا تسمح لعالمك أن يدور من حوله وحده.
تحبه، لكنك تظل قادرا على الوقوف بمفردك في غيابه، حب يبني ولا يهدم، حب يحافظ على توازنك ولا يفقدك صلتك بالعالم من حولك.
الحب الحقيقي لا يعزلك عن أهلك وأصدقائك، بل يدفعك إلى الحفاظ على علاقاتك الأخرى وتنميتها.. يجعلك تزدهر على المستوى الشخصي والاجتماعي لأنه ينطلق من مكان عميق من الراحة والاطمئنان الداخلي، لا يتضمن مشاعر الامتلاك أو السيطرة من الشريك عليك بالكامل، بل يقوم على الاحترام المتبادل.
إنه وعد بالاستمرار دون التضحية بالذات، بل يمنحك الحرية لتكون على طبيعتك، تكون نفسك، متصالح مع عالمك يصبح نورا يضيء طريقك بدلاً من أن يكون شعلة تحرقك.
اقرأ أيضاً: لفظ الجلالة “الله”: الأصل الجامع لأسماء الله الحسنى معانيه وأصلها اللغوي
التعلق: قيود عاطفية تختبئ خلف قناع الحب.
أما التعلق فلا يمكننا اعتباره علاقة حب من الأساس، في الحقيقة هو علاقة مؤذية، مجرد حالة عاطفية مشتعلة تفتقر إلى السكينة والاعتدال، تتلاشى فيها الحدود بين ذاتك والشريك، ليصبح مركز حياتك والسبب الوحيد لوجودك في هذا العالم.
لا تعرف هذه العلاقة السامه سوى طرفي النقيض، إما غرقا في الحب، أو توترا وصراعات تؤدي إلى خصام وانفصال يترك وراءه ألما عميقا، يحاصر الشخص بحالة من التوتر المستمر، و كأن العلاقة دائمًا على حافة الانهيار، و مع مرور الوقت، يستهلك التعلق صاحبه نفسيا وعاطفيا، حتى يبدأ في فقدان ذاته تدريجيًا، و يصبح الشخص الملتصق أكثر ضعفا وأقل استقرارا، معتمدا بالكامل على الشريك لإشباع احتياجاته العاطفية.
اقرأ أيضاً: ريهام طارق تكتب.. ظننتك رجلاً، لكن خاب الظن وظهر الإثم
سلبيات نهايه علاقه التعلق علي الشخص:
عندما تنتهي علاقة قائمة على التعلق، يظهر تأثيرها السلبي بوضوح، غالبا ما يسعى الشخص الملتصق إلى تعويض الخسارة بسرعة، سواء من خلال تحقيق إنجازات خارجية بشكل متهور أو بالدخول في علاقة جديدة فورا لملء الفراغ الذي تركه الشريك السابق، لكن في الحقيقة، هو يهرب من مواجهة ذاته ومن فهم الأسباب الحقيقية التي دفعته إلى هذا التعلق الشديد.
الشفاء من التعلق لا يأتي من علاقة جديدة أو نجاح مؤقت:
الشفاء من التعلق لا يأتي بعلاقة جديدة أو نجاح مؤقت بل من رحلة داخلية لفهم النفس ومواجهة الاحتياجات الداخلية والنفسية للشخص المتعلق التي أدت إلى هذه الحالة، إنها عملية تتطلب وعيا وجهدًا لإعادة بناء الذات بعيدًا عن الاعتماد على الآخرين كمصدر وحيد للأمان والسعادة.
التعلق قيد يحد من الحرية العاطفية:
التعلق ليس حبا، بل هو قيد يحد من الحرية العاطفية، يستهلك الروح، الفرق بين التعلق والحب الحقيقي يكمن في أن الحب يمنحك المساحة لتنمو وتتطور، بينما التعلق يسلبك ذاتك ويجعلك أسيرا للمشاعر المتقلبة.
اقرأ أيضاً: محمدي يلتقي مع تامر عاشور في ابداع جديد اغنيه”ياه” قريباً
العلاقات المتوازنة تعلمك كيف تكون قويًا حتى في أقوي لحظات ضعفك:
الحب الصحي ليس مجرد مشاعر تتسلل إلى قلبك، بل هو توازن حقيقي بين قلبين يعلمان كيف يقدران بعضهما البعض دون أن يستهلك كل منهما الآخر.
إن العلاقة التي تبني علي أساس الحب الحقيقي لاتخلو من الألم، لكن الفرق هنا أن هذا الألم لن يكون مميتًا، لأنه عندما ينتهي الحب، قد يبقى الحزن في القلب، لكن هذا لايستطيع هذا الحزن أن يكسر روحك ولا يجعلك تهرب إلى علاقة جديدة لتملأ الفراغ، أو تفرغ طاقتك في الإنجازات التي تظن أنها تداوي الجروح بالعكس، العلاقات المتوازنة تعلمك كيف تكون قويًا، حتى في أقوي لحظات الضعف.
الألم جزء من الرحلة لا تلوم نفسك عليه بل اسأل نفسك: لماذا حدث هذا؟
لكل من وقع في حب مؤذي أو كانت علاقته مليئة، بـ الخيبات، نقول له: الألم جزء من الرحلة. لا تلوم نفسك عليه، بل اسأل نفسك: لماذا حدث هذا؟ ليس لتنتقد نفسك، بل لتتعلم أن الحب الحقيقي ليس ذوبانًا في الآخر، بل هو أن تحب وتحافظ على توازنك، أن تحترم نفسك وتستمر في الحياة، وإذا انتهت العلاقة، تعلم كيف تنهض من جديد.. كيف تحزن دون أن تموت، كيف تبقى على قيد الحياة رغم الجرح.