الحمدلله الذي منحنا المحنة
قبل أكثر من 1400 عام…. وبرغم أن سيدنا رسول الله صلى الله وعليه وسلم لم يكن بأي حال من الأحوال خبيرا في المسائل المتعلقة بالأمراض الناجمة عن فيروسات وأوبئة إلا أنه قدم نصيحة جيدة لمنع ومكافحة تطور مرض مثل كورونا.
فقد قال الحبيب
إذا سمعتم بالطاعون بأرض فلا تدخلوها، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها.
النظافة جزء من الديانة التي دعا إليها صلوات الله عليه
ـ
النظافة من الإيمان
ـ
إذا استيقظ أحدكم من نومه، فلا يغمس يده في الإناء حتى يغسلها ثلاثا، فإنه لا يدري أين باتت يده .
ـ
بركة الطعام الوضوء قبله، والوضوء بعده .
وقال أيضا :
تداووا، فإن الله عز وجل لم يضع داء إلا وضع له دواء،
إلا الهِرَم.
جدير بالذكر أن منظمة الصحة العالمية أصدرت تعليمات بالحفاظ الدائم على النظافة وغسل الأيدي، للقضاء على الميكروبات التي قد تعلق باليدين، وأوصت بالبقاء داخل المنازل في إطار تدابير مكافحة كورونا.
و من أقواله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم نعرف أنه ينبغي عدم مواجهة الأمراض مثل كورنا، بالاقتصار على الدعاء والصلاة، بل ينبغي الأخذ بالأسباب …..
الاوبئة والطواعين، ابتلاء من الله -سبحانه وتعالى- لعباده والمؤمن يصبر ويحتسب …ويأخذ بالأسباب وهو يوقن أن اللخ بيده مقادير كل الأمور
ولنرجع إلى صحيح ديننا لنعرف ماعلينا أن نعرفه بعد ان جهلنا الكثير
عن عائشة -رضي الله عنها- قالت:
سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الطاعون،
فأخبرني:
“أنه عذاب يبعثه الله على من يشاء، وإن الله يجعله رحمة للمؤمنين،
ليس من أحد يصيبه الطاعون فيمكث في بلده صابرا محتسبا
يعلم أنه لا يصيبه إلا ما كتبه الله له إلا كان له مثل أجر شهيد”
[رواه الامام البخاري].
وفي حديث آخر:
“الطاعون شهادة لكل مسلم”
[والحديث متفق عليه].
“والفرار من الطاعون كالفرار من الزحف”
كما جاء في حديث عنه صلى الله عليه وسلم.
والتوجيه النبوي فيه أنه:
إذا سمع بالوباء في بلد، فلا تقدموا عليه، وإذا وقع في أرض وأنتم فيها، فلا تخرجوا منها.
وبناء على هذا فإنه يقتضي محاصرة الوباء، وعند إعلان المسؤولين بأنه وباء خارج السيطرة والتحكم في شأنه
فينبغي للمسلم أن يحتسب عند الله الالتزام بالنصوص الشرعية فيما يكون عليه حاله من عدم التعرض لمثل هذه الاوبئة أو المساعدة في انتشارها، كما حدث وقت طاعون عمواس
وكان عمر -رضي الله عنه- خرج بالناس فلما عوتب رضي الله عنه في ذلك لما أبى أن يدخل إلى أرض عمواس لما فيها من الطواعين،
وقف واستشار بعض الصحابة فلم يجد عندهم جوابا
فقال:
أرجع بالناس، ولا أدخل، فعاتبه بعض الصحابة
وقالوا:
تفر من قدر الله؟
قال:
نعم، نفر من قدر الله، إلى قدر الله.
إن الله عز وجل يبلو عباده بما يشاء
يحكم ما يشاء، ويفعل ما يريدونحن علىيقين يقينا بأنه لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا
فلقد كانت الطواعين، والاوبئة تأخذ من البيت من تأخذ، وتترك من تترك، فمن حي أحياه الله،
ومن مات، فالله الذي أماته،
ولكل أجل
(وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ)
[آل عمران: 122].
وليأخذ المؤمن بالاجراءات المناسبة في مثل هذه الاحوال، بالحرص على الخير، والتوبة إلى الله
والإنابة إلى الله،
وإنكار المنكرات التي هي سبب غضب الله على من أنزل بهم ما شاء من هذه الاوبئة.
فالتوبة تجب ما قبلها،
وما تدارك الانسان نفسه من شيء أعظم من أن يتدارك نفسه بالتوبة إلى الله.
اللهم اجعل لنا في المحنة منحة في الرجوع إلى الله وإلى أنفسنا
واجعل لنا من هذه النقمة نعمة البصيرة والتسابق إلى مرضاة الله
فاتن نصر