الخوف عدو الإبدع والحلم طاقة الحياة .. ملاذ النفس ووقود الروح

الخوف عدو الإبدع والحلم طاقة الحياة .. ملاذ النفس ووقود الروح

بقلم /إيمان سامي عباس

الحلم هو طاقة أمل تنبع من أعماق النفس، وشغف خفي يتوارى خلف جدار الصمت. في الأحلام، تتحرر الأماني من قيود الخوف، وتُحلّق بلا قيود، لأن الخوف – كما قيل – قد يقتل. فالخائف لا يحلم، بل يعيش كوابيسه في يقظته، ويموت كل يوم بعدد مخاوفه.

الخوف… لص الحياة البطيء

الخوف ليس مجرد شعور عابر، بل لص صامت يسرق بهجة الحياة قطرة قطرة، حتى يُفقد الإنسان شغفه وقدرته على المحاولة. ولذلك، كان الأمن في ترتيب الأولويات الإلهية يأتي بعد الطعام مباشرة، كما في قوله تعالى:
“الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ” (قريش: 4)
فما أقسى الجوع، وما أشد وطأة الخوف على النفس والعقل معًا.

الإبداع لا يولد في بيئة خائفة

في كل عقل بشري فكرة، شرارة، احتمال لعالم مختلف، لكن الخوف يحاصر هذه الشرارات قبل أن تشتعل. كثير من الأفكار تُجهض في مهدها، لا لضعفها، بل لخوف صاحبها من السخرية، أو من الفشل، أو فقط من كونه مختلفًا.

الخوف نقيض المغامرة، والإبداع مغامرة بطبيعته. بينما يدفعك الإبداع نحو المجهول، يشدك الخوف نحو التكرار والحذر المفرط، فتُعيد ما سبقك إليه الآخرون، وتُتقن التقليد بدلًا من أن تبتكر.

مقابر الأفكار في المكاتب الصامتة

في الزوايا الهادئة للمكاتب، وتحت وهج الشاشات الباردة، تُدفن يوميًا أفكار لم تولد، وأحلام لم تتنفس. ليس لأن أصحابها عاجزون، بل لأنهم يعيشون داخل جدران شفافة اسمها: الخوف.

كاتبه المقال:


إيمان سامي عباس

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.