الدراما والإعلام الهزلي: كيف ساهمت أفلام العنف في تدمير قيم المجتمع؟
لا شك أن الشباب هم عماد الأمة ومستقبلها، لكنهم اليوم يتعرضون يوميًا لاغتيال قيمي وثقافي ممنهج، يفقدهم كل ما هو راقي وجميل.
بقلم: طارق جميل
إن الفئة العمرية بين 16 و 35 عامًا في مصر عاصرت سنوات من الفوضى، شاهدت الدولة وهي تهتز، والشرطة تُعتدى عليها، ورموزها يتعرضون للتنكيل خرج هؤلاء الشباب من تلك الفوضى ليجدوا أنفسهم في قبضة ثقافة سينمائية هابطة، صنعتها أفلام مثل عبده موتة و إبراهيم الأبيض، التي لم تكتفِ بعرض العنف، بل كرّسته كقاعدة أخلاقية جديدة، تدفع الشباب إلى تقليد أبطالها والانغماس في دوامة الانحراف.
اقرأ أيضاً: مسلسل”وتقابل حبيب”..كشف لحواء سر فارس الأحلام و اعاد تعريف الرجولة الحقيقة
لم تقف هذه الموجة عند السينما فحسب، بل امتدت إلى الموسيقى، حيث صارت الأغاني الشعبية الجديدة تحمل رسائل تهديد وعنف مباشر، بألفاظ تُشجع على الصراع و العدائية، حتى أصبحت جزءًا من وعي جيل كامل، يردد كلماتها بلا إدراك لعواقبها وبدلًا من أن يجد الشباب في الإعلام ملاذًا ثقافيًا يرتقي بفكره، وجدوا أنفسهم أمام برامج سطحية، تُفرغ عقولهم وتساهم في تعزيز الفجوة بينهم وبين الدولة.
اقرأ أيضاً: محمد سامي يهرب قبل سقوطه.. هل كان انسحاب أم خطة هروب قبل الفضيحة؟
تحولت المنصات الإعلامية إلى ساحات فارغة من المحتوى الهادف، تستضيف شخصيات بعيدة تمامًا عن اهتمامات الشباب، لا تقدم قدوة حقيقية أو نموذجًا يُحتذى به، بل تكرّس ثقافة التملق والتصفيق الأجوف. ووسط هذا الفراغ، وجد الشباب أنفسهم بلا مثل أعلى، بلا رؤية واضحة، فتشبّع وعيهم بما لقّنته لهم السينما الرديئة و رسخته الأغاني المتدنية، و أكدته البرامج الإعلامية العبثية.
اقرأ أيضاً: نماذج الأمهات فى الدراما الرمضانية… من هى النجمة التى تجسد الأم الأقرب لقلوب الجمهور؟
والنتيجة؟ تصاعد في معدلات العنف والجرائم، تفكك أخلاقي، وتآكل للقيم التي كانت تميز المجتمع المصري الأصيل. أمام هذا المشهد، يصبح لزامًا علينا إعادة النظر في المحتوى الذي يُقدم لشبابنا، فالمعركة ليست مجرد حرب على الشاشة، بل هي معركة على الوعي والهوية والمستقبل.