الدراما وانحراف الفتيات وضياع المراهقين “شهامة البلطجى ورجولة  تاجر المخدرات”

الدراما وانحراف الفتيات وضياع المراهقين “شهامة البلطجى ورجولة  تاجر المخدرات”

بقلم: محمد أكسم

يعتبر الفن بمختلف صوره قوى ناعمة وأداة للتعبير عن انفعالات داخلية فى النفس البشرية، كما أنه وسيلة هامة وضرورية من وسائل التواصل مع الآخرين، وقد تساهم بعض الفنون في ترسيخ المبادئ السامية والسلوكيات البسيطة والمعقدة فضلا عن القيم النبيلة.

وإن تحدثنا عن فن الدراما بالتحديد فنجده من الفنون التي لها تأثير كبير على حياتنا وعلى المجتمعات برمتها فهى تؤثر تأثيرا كبيراً وتتحكم في وعي الكافة وتجسد واقع الحياة، وقد تطرح حلولًا أو تعالج مشكلة ما، كما لها تأثير مباشر على الأذواق من خلال عرض المحتوى صور والكلمات.

بلطجة ومخدرات ورزيلة..

ففي الدراما الناجحة تبث الإيجابية والحماس ويزدهرالترويج السلعي والسياحي وبالتالي يكون لها أثر وأهمية في المجتمع.

فيمكن من خلالها إصلاح ما افسدته الظروف والمؤامرات والمؤثرات الخارجية التي أفسدت القيم وبثت ثقافات غريبة على مجتمعاتنا ودفعت بالتفاهات والاسفاف والفوضى الأخلاقية وإهانة الرموز ونشر البلطجة والمخدرات والرذيلة من خلال أعمال لا تحمل رسالة واضحة الهدف منها كثرة المشاهدات..

وعن القائمين على هذه الأعمال يفضلون إعلاء على المكاسب المادية ورجاحة كفتها، على القيم الروحية فبعض الأعمال الفنية الدرامية تحظى بمشاهدات مرتفعة دون أن تحمل رسالة وهدف نبيل يحث المشاهد على الانتماء وحب الوطن واحترام الآخر وحب الخير للغير، فالأبناء من جميع الأعمار، يكتسبون من بعض الأعمال الهابطة  بعض السلوكيات التي تؤثر على علاقتهم بالآخرين.

فينبغى بث المحتوى الجيد وبكثرة أصبحنا نرى في هذه الأعمال شهامة البلطجى والجانب الإنساني للمجرم وللمنحرف، وكل ذلك يؤثر على المراهقين فى اكتساب سلوكيات خاطئة وانتشار الجرائم والإدمان والمثلية وغيرها من أمراض المجتمع.

أقسام الدراما الثلاثة..

ومن هنا ينبغي أن نلتزم بأقسام الدراما وهى وكما نعرف تماما تنقسم من ثلاثة أقسام:

الكوميديا: تستخدم في نقد الظواهر الاجتماعية ويرمز لها بـ القناع الأبيض الساخر

التراجيديا: عادة تكون قصة حزينة مفتوحة النهاية لتحريك وعي ومشاعر الجمهور. ويرمز لها بالقناع الباكي

التراجي كوميدي: وهي مزيج بين النوعين السابقين، فالنص يكون مأساويا لكن تتخلله بعض المواقف المضحكة.

ينبغي العودة لمشاهدة الأعمال الدرامية القديمة واعادة عرضها وتجديد الحديث عنها بالتأكيد هذه الأعمال كان لها الأثر الفعلى في تغيير مسار المجتمع في وقت ما للأفضل، ومنها ما تسبب فى تغيير قوانين اجتماعية ساعدت الكثير من الأفراد على حل مشكلاتهم، كما أن منها ما يقدم السير الذاتية لأبطال مصرية أو لمشاهير عظيمة ساعدت فى بناء المجتمع وانتصاره وازدهاره.

ينبغى الابتعاد عن مشاهدة الأعمال الدرامية التى تثير العنف أو العدوان أو تقلل من قيمة الفرد في المجتمع أو التي تشجع على السلوك السيئ.

ينبغى أن تنتبه جيدًا لأبنائك وما يشاهدونه وتأثير ذلك على تغيير سلوكياتهم.

تذكر أنه لن يمكنك المنع التام عن مشاهدة تلك الأعمال بحكم التقدم التكنولوجى والإنترنت الذى لن يمكنك منعه تمامًا عن أبنائك، ولكن يمكن أن تقدم الأسرة والمدرسة التوعية الجيدة لأبنائها ونشر الوعى الدينى الوسطى والثقافة السليمة حتى يمكنهم بنفسهم مراقبة أنفسهم فيما يشاهدونه.