الدراما في قفص الاتهام.. هل أصبحت القوة الناعمة أداة لهدم المجتمع بدلًا من بنائه؟
وجه سياده رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي أمس بجرأته المعهودة و صراحه التي لا تعرف المواربة، رسالة قوية إلى صناع الدراما في مصر، منتقدا المحتوى الذي يقدم عبر الشاشات.
كتبت ريهام طارق
شدد فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي على ضرورة الابتعاد عن ترسيخ الأفكار السلبية والانحدار الأخلاقي في المجتمع
وقال بالنص:”اوعوا ترعوا الغث فقط و ترعوا الهزل فقط والكلام اللى مايبنيش أمه فقط”.
كانت كلماته بمثابة جرس إنذار، ليس فقط لصناع الدراما، بل أيضًا للجمهور الذي يستهلك هذا المنتج يوميًا دون إدراك تأثيره العميق وتحدث الرئيس بصراحة عن الدور الخطير للدراما في تشكيل وعي الشعوب، مشيرًا إلى أن بعض الأعمال الدراما التلفزيونية الحالية تساهم في نشر العنف، والإحباط، و التفسخ الأخلاقي، بدلا من تعزيز القيم الإيجابية، وبناء الإنسان المصري الواعي وأكد أن الإعلام والفن سلاح ذو حدين، إما أن يكون أداة للبناء والتنوير، أو سلاح للهدم والتدمير.
اقرأ أيضاً: الاعلامية رشا سليمان إحتفلت بزفاف ابنتها نعومي بحضور نجوم الفن
الدراما.. من القوة الناعمة إلى الخطر الهادم:
إن الدراما المصرية لعبت دورا بارزا على مر العقود في توثيق التاريخ، وتسليط الضوء على القضايا المجتمعية، وتعزيز القيم الوطنية، و في السنوات الأخيرة، تم تقديم العديد من الأعمال الدرامية الراقيه والهادفة والتي ناقشت العديد من القضايا الشائكة التي يعاني منها مجتمعنا المصري ولكن في السنوات القليله الماضيه تحول بعض من المحتوى الدرامي إلى ساحة واسعة لترويج للعنف والمخدرات والبلطجة، و كأن الواقع القاسي لا يكفي حتى حمله مزيدا من الإحباط والانحدار!
اقرأ أيضاً: الرومانسية تسيطر على الحلقة الثانية من مسلسل “الأميرة ظل حيطه” ونهايتها تصدم الجمهور
هل أصبحت الدراما المصرية أداة لتطبيع الانحرافات الأخلاقية؟ كيف يمكن أن ينهض مجتمع، وشبابه يتشبعون يوميًا بمشاهد الفساد والانحلال وكأنها أمر واقع لا مفر منه؟!
اقرأ أيضاً: محمد سامي سلب هوية عمرو سعد ودفن موهبته وحوله إلى شبح رمضان
رسالة إلى صناع الدراما: هل حان وقت الإفاقة؟
لا أحد ينكر أن الفن يجب أن يعكس الواقع، لكنه ليس مجرد مرآة تعكس فقط القبح وياليته حقيقي بل قبح من وحي الكاتب دون محاولة التغيير أو حتي إيجاد حل للهراء الذي يكتبه، إن مهمة الدراما ليست فقط نقل الصورة، بل تشكيلها، الارتقاء بالذوق العام، وإعادة ضبط البوصلة الأخلاقية ولابد من وقفة حقيقية لإعادة النظر في المحتوى المقدم، والبحث عن أعمال تحيي القيم النبيلة تشعل شرارة الأمل في النفوس، بدلا من أن تتركها تتخبط في ظلام الواقع.
أين دور الرقابة؟
تلعب الرقابة دورًا حاسمًا في الحفاظ على قيم المجتمع وحماية أفراده من التأثيرات السلبية التي قد تحملها بعض الأعمال الفنية فهي ليست أداة تقييد للإبداع، بل وسيلة لضمان التوازن بين حرية التعبير والمسؤولية الاجتماعية.
والرقابة الهادفة واجبها تصفية المحتوى غير اللائق، مع الحفاظ على جوهر الفكرة الإبداعية، مما يضمن تقديم أعمال فنية راقية تخدم القضايا الإنسانية دون تجاوز الخطوط الأخلاقية أو التأثير السلبي على الجمهور، خصوصًا فئة الشباب ومن هنا، يصبح التعاون بين صناع المحتوى والجهات الرقابية ضروريًا لضمان إنتاج أعمال تحقق المتعة والفائدة في آنٍ واحد.
هل يستجيب صُنّاع المحتوى أم يبيعون الوعي بالمشاهدة والترند؟
لم تكن كلمات الرئيس عبد الفتاح السيسي مجرد نقد عابر، بل جاءت بمثابة دعوة صريحة لاستعادة الضمير المهني والأخلاقي لكل من يعمل في صناعة الدراما والإعلام المصري فالقضية لا تتعلق بأرقام مشاهدات زائفة بل بمستقبل أمة تُصاغ ملامحها الأخلاقية والثقافية عبر ما يقدم من محتوى.
فهل يستجيب صناع الدراما لهذا النداء، أم سيبقون رهائن لـ”الترند” والمكاسب السريعة، ولو كان الثمن هو وعي ووجدان المشاهد المصري؟ نترك لـ الأيام القادمة حق الرد فهي كفيلة بالكشف عن الإجابة!