الدكتورة نيرمين فاروق حسن تكتب : إلى كل من ينتهك قدسية الدكتوراه أعلى الدرجات العلمية .. وليس من أهل الدال ..!

 الدكتورة نيرمين فاروق حسن تكتب :

إلى كل من ينتهك قدسية الدكتوراه أعلى الدرجات العلمية .. وليس من أهل الدال ..!

Written by: Dr. Nermeen Farouk Hassan

الكثير من الأشخاص الآن ينادون ويوقعون بلقب “الدكتور” وفى الحقيقة لم يحصل أو تحصل على درجة الدكتوراة، لماذا تنتحلون الألقاب ولم تعملوا لها أصلا ؟ وهذا يعد تزوير واعتداء فاضح، ويعبر عن شخصيتكم الهشة والفارغة!
وكوني حاصلة على درجة الدكتوراة وبإمتياز خلال سنوات دراستى لها حتى منحى درجة الدكتوراة من جامعة حلوان إحدى الجامعات المصرية العريقة والمعترف بها دولياً أنظر شخصياً إلى الدكتوراه كدرجة علمية رفيعة، ولأصحابها بتقدير عال، وهى تعنى من وجهة نظرى أن حاملها يسير بخطوات واثقة على الطريق الصحيح للتفكير والتحليل بأسلوب وطريقة علمية فى كل أمورة الحياتية والعلمية والعملية والدراسية..
فما رأيكم فيمن يطلقون علية الدكتور وهو لا يحمل درجة الدكتوراة ؟ وهو يعلم تماماً أنة ليس دكتور لأن من يطلق علية لقب الدكتور يجب أن يكون حاصلاً على درجة الدكتوراة، لذلك حتى الحاصل على درجة الماجستير فى أى مجال علمى لا يمكن أن نطلق علية الدكتور لأن الدكتور هو كل من حصل فعلياً ورسميا على درجة الدكتوراة فى أى علم من العلوم، وتم منحة الدرجة من جامعة لها إسم معروف ومكانة علمية ومعترف بها دولياً فى كل بقاع المعمورة.
وعلى سبيل المثال فى مجال الطب لو أى طبيب بدون حصولة على درجة الدكتوراة يستحق لقب الدكتور لكان أطلق على نقابة الأطباء نقابة الدكاترة !
فكيف يجوز أن يلقب شخص نفسه بالدكتور وهو لا يحمل شهادة الدكتوراة ولا يمتلك درجة علمية تجيز له استخدام هذا اللقب ؟
ولكل من يسجل في المنتديات أو يوقع بأنه دكتور وهو لا يحمل الدكتوراه من الضرورى أن تسأل نفسك لماذا تفعل ذلك؟
هل تشكل الدكتوراه عقدة نقص لك؟
لماذا لا تحصل على الدكتوراه إن كنت مهتماً بالعلم أو حتى فقط لكونك تحب أن تلقب بـ “الدكتور”؟
ولأن الدكتوراه درجات ومستويات وقدرات؟
طبعاً هذا لا شك فيه، فهناك فرق بين من يحصل على درجة علمية من جامعة غير معروفة في دولة نامية (نائمة) مثلاً وبين من يحصل على درجة علمية من جامعة مصنفة دولية في بلد (متقدم)، وهنالك فروق البرامج العلمية للدكتوراة.
وأنا هنا بقلمى وعلمى أدافع عن اللقب الرصين وأدافع عن الجهد العظيم لكل حامل لدرجة الدكتوراة ولقب ”الدكتور”.
فيا من تدعون مثل هذه الادعاءات الكاذبة وتعانون نقصاً في شخصياتهم فتعملون على تعويضة بأن تسبق أسمائكم الدال وما سيضفيها على أسمائكم ويضعكم في الصدارة.
إعلموا أن الدكتوراه شهادة لم يحصل عليها كاتبنا الكبير العقاد رحمه الله، وهو ما زال يذكر وسيبقى بما ترك من أثر علمي رفيع.
فهل الدكتوراه (الكاذبة) ترفع أصاحبها ليكونوا في مصاف الدكاترة الحقيقيين؟
الكثير ممن حصلوا على درجة الدكتوراه وأنا واحدة منهم قد يتهربون من العنوان كثيراً لتواضعهم، مع العلم بأنه حقهم أن يسبق اللقب أسمائهم، وكثيرا أيضاً يرون ضرورة أن تسبق الدال أسمائهم وهو حق مشروع لهم.
فى حين أن الكثير من المتسلقين هرولوا للبسها ولكنها تأتى واسعة عليهم ولا تناسب مقاساتهم فالدال واللقب لا يناسبهم وأن كانوا يظنون أنة يناسبهم فى الشكل، فقطعاً لا يناسبهم فى المضمون.
وصدق من قال: إذا لم تستحي فاصنع ما شئت ! ولهؤلاء أقول: إذا لم تستحي فاطلق على نفسك ما تشاء وأنسب لنفسك ما ليس فيك .. !
فكل من يدعي هذا اللقب وهو في حل منه إنما هو يعاني من عقدة نقص لم يستطع أن يسدها بشخصيته الحقيقية ودرجته العلمية فاختار أن يعوض على نقصه بهذا الاسلوب.
وصدقوني أن من في نيته الجد والمثابرة يعلم قيمة هذه درجة ”الدكتوراة”، لدرجة إنه لا يجرؤ على إلصاقها بنفسه دون وجه حق قبل أن يحصل عليها بالفعل، أما أصحاب العقول المريضة فإنهم قد نسبوها لأنفسهم دون حتى مجرد محاولتهم للوصول إليها ولهذا فإنهم لن يصلوا أبداً.
ولكل من أراد الإنزواء أو التعالي عن غرور أو أنانية أو حتى عن جهل ، فليس لي سوى أن أتمنى له صحوة مباركة أو شفاء عاجلاً من عقده وأمراضه، فالإنسان بجدة وإجتهادة ومثابرتة هو من يعطي الشهادة قدرها ووزنها !
وككل من يأخذون على عاتقهم تنوير شعوبهم أكتب اليوم فمن الأشياء التي تثير حنقي هو هذا الاستعمال “السهل الممتنع” (و ما أكثر المستعملين و مستسيغي اللقب دون جهد) سهل، لأن بإمكان أي شخص لا يتمتع و لو بقدر بسيط من الحياء أن يضع دالا و نقطة ما قبل اسمه و هو لا يعرف مدى ما تتطلب هذه “الدال” من تعب، فالمسيرة العلمية لأي شخص لا يمكن اختزالها في ”دال” .
نعم .. قد لا تعبر بالضرورة الدرجة الرفيعة عن المستوى العلمي الرفيع، و قد يبرهن البعض على ثقافة فريدة و شاملة، دون أن يكونوا ذوي شهادات عليا، يحسدهم عليها حملة الدكتوراة، ولكن وبكل فخر يبقى للقب الدكتوراة هيبته، وعلى حامل اللقب، إستحقاقه، فهو فى الأساس باحث علمى حصل على اللقب بعد جهد ومشقة وسنوات طويلة من الصبر المثابرة.
والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم قال: “من تطبب فليتبوأ مقعده من النار”.
كما قال صلى الله علية وسلم : “رحم الله امرأ عرف قدر نفسه”.
وقال الله سبحانه وتعالى ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ َوذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً ) سورة الأحزاب الآية (21).
ويأتى الحصول على درجة الدكتوراة في تخصص ما الخطوة الأولى نحو العلم والبحث والإنتاج العلمي، وليس كما يظن الكثيرون أن الحصول على الدرجة العلمية هو نهاية المطاف، ولمن يضعون حرف الدال قبل اسمائهم دون أن يكونوا حاصلين على الدكتوراه فإنما يغشون أنفسهم.
حيث يُعتبر حامل لقب الدكتوراه مسئول والكفاءات الأخرى عن إنقاذ ومن ثم ارتقاء أمته ورفعتها بين الأمم، فهو حامل همومها ومنشغل في قضاياها، ورافع لواء نهضتها، ولها يسخر ما يملك من علم غزير لرفعتها وسؤددها.
فلقب دكتوراه ليس للمفاخرة يا سادة، وإنما هو مسئوليات يتحلمها من حمل هذا اللقب ليقود سفينة الأمة نحو النجاة والتوقيع بلقب دكتور هو استشعار بالمسئولية وليس للتباهي أمام الآخرين، والمطلوب من حملة درجة الدكتوراه الحقيقيون أن يوجه كل منهم سهامه نحو نهضة الأمة ورفعتها بين الأمم.
وتظل خير الألقاب ”التقوى” قال تعالى : (إن أكرمكم عند الله أتقاكم).
وخير المناصب ”خدمة الإسلام و المسلمين” قال عليه الصلاة والسلام :
(طوبى لعبد آخذ بعنان فرسه في سبيل الله أشعث رأسه، مغبرة قدماه، إن كان في الحراسة كان في الحراسة، وان كان في الساقة كان في الساقة، إن استأذن، لم يؤذن له، وان شفع لم يشفع) .. حديث صحيح.
يُفترض بالإنسان أن يعتز بلقبه أو صفته أو مهنته طالما ارتضاها لنفسه طواعية ولم يُجبر عليها أو يُبعد عن أحدها. فالحداد –على سبيل المثال- لا يرضى مناداته ببلاط أو نجار أو …. لا بل إذا تدخلت بعمله أو وجهت له ملاحظة على عمله فسينهرك بانزعاج بقوله “أنا الحداد ولستَ أنت!؟”، حتى ولو كنت صاحب العمل، وإذا كان هذا هو موقف صاحب العمل العضلي، الذي لا يتطلب احترافه أكثر من شهور أو بضعة سنين قليلة، فما بالكم بصاحب العمل الفكري الذي قضى زهرة عمره في التحصيل العلمي ..
ألا يحق له الغيرة على لقبه .. ؟ !
لذلك أدعو كل الجهات الرقابية فى الدولة ويجب أيضاً على كافة المؤسسات العلمية والفكرية والثقافية والتنويرية محاربة ظاهرة النصب والانتحال المذكورة، لا بل أكثر من ذلك أقترح تنظيم حملة للحد من الاستخدام الخاطئ لمختلف الألقاب العلمية (دكتور، أستاذ، معلم،…).
إن ما أقصده بالاستخدام الخاطئ لمثل هذه الألقاب هو مناداة من لا يحمل هذا اللقب أو ذاك به، حتى ولو كان بدون سوء نية ..!
وهذة الظاهرة يجب أن تُدان كظاهرة بذاتها وتُستأصل، وإدانة الألقاب الوهمية أو المزورة من جهة أولى (وهذا حق وواجب)، وضرورة احترام الألقاب وحامليها من جهة ثانية.
إن انتحال الألقاب أو تزوير الشهادات العليا والدكتوراة بالذات هو جرم يُعاقب عليه، حيث انه لا تتم معادلة أية شهادة من الخارج كأمريكا مثلاً إلا بعد إجراءات كثيرة للتأكد من:
1. أن هذه الشهادة صادرة عن جامعة أو مؤسسة علمية معترف بها دولياً.
2. إقامة حائز هذه الشهادة فترة زمنية لاتقل عن الحد الأدنى الضروري للحصول على الشهادة في بلد المانح.
3. التأكد من أن فترة الحصول على الشهادة كافية فعلاً للدراسة والحصول على هذه الشهادة.
4. التأكد من جواز سفر الحاصل على الشهادة وتدقيق الفيزا التي حصل عليها خلال فترة دراسته في البلد الأجنبي، وهل أقام فعلاً هناك أم أنه كان يتنقل كثيراً خارج دولة الدراسة.
5. ترجمة كل وثائق الدراسه من شهادات وتدقيقها.
نعم هنالك قائمة بالجامعات المعتمدة في كل دول العالم، وبالمقابل هناك قائمة بالجامعات المشبوهة (القائمة السوداء) ولاتعادل الشهادات عموماً وشهادة الدكتوراة خاصة، إلا بعد التدقيق فى كل ذلك.
وختاماً أقول حسبي الله ونعم الوكيل لأن المدعي يستطيع خداع الناس في كل وقت ولكن ليس كل الوقت.
تحياتي لكل من حصل على الدكتوراة بمثابرة و بكد واجتهاد، ولم تعجزه ظروفة وظروف أمته عن أداء واجبه العلمي والثقافي والحضاري.
تحية مصرية حضارية بالدال من بنت مصر الجميلة أختكم والدكتورة بحق وحقيقي د/ نيرمين فاروق حسن
# دمتم بخير .. وتمنياتى بدوام الصحة و العافية لكل متابعيني بمصر والعالم.
د/ نيرمين فاروق حسن
المراقب الدولي لكرة القدم
دبلوم الدراسات العليا دراسات إسلامية
دبلوم الدراسات العليا إصابات رياضية
ماجستير فسيولوجيا الرياضة
دكتوراة التربية الرياضيه _ جامعة حلوان
المحاضر والمدرب التربوى المعتمد بالأكاديمية المهنية للمعلمين بالقاهرة
الكاتبة الصحفية بجريدتى أسرار المشاهير واليوم الدولى
قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.