Written by: Dr. Nermeen Farouk Hassan

تاريخ العالم ملئ بأخبار القادة الفاشلين الذين تسببوا بسوء إدارتهم في جلب الخسائر وإلحاق الفشل بالأعمال التي اضطلعوا بها سياسية أو عسكرية أو اقتصادية أو اجتماعية أو تنموية، وفى المقابل ملئ باخبار القادة الناجحين الذين حققوا أهدافا عظيمة في هذه الميادين وقادوا أمما وجيوشا الى قمم النجاح.

كثيراً من المواقع يشغلها غيرُ أهلها ولا أحد يعرف كيف يصلون أو كيف يستمرُّون هناك، و لولا أننا نرى ذلك بأعيننا لما نكاد نصدق ،فهؤلاء ينصرفون نحو تلبية مطالبهم الخاصة قبل اهتمامهم بالاحتياجات الإحترافية لتابعيهم، وعندما تواجههم ضرورة تطوير العاملين تحت قيادتهم فإنهم يقفون عاجزين لأنهم يفتقرون إلى المعرفة و الخصال الشخصية والمهارات الإدارية اللازمة لتنفيذ ذلك.

فالألقاب و المناصب لا يمكن أن تصنع قائداً فالقيادة فعلٌ و ليست مكانة و دوافع المدير التي يتوخاها من عمله يمكن أن تحركه للإستزادة منه والتفوق فيه، ودوافع الناس مختلفة بقدر ما هم مختلفون في خلقهم وفي خلقتهم فواحد يطلب المال وواحد يطلب الأمن والأمان، وآخر يطلب مركزاً مرموقاً.

وهناك من يرغب في الإبداع والخلق والتفوق لدرجة أنه يعتبر ما يقوم به جزءا من كيانه. واكتشاف ما يدفع الشخص للعمل يساعد على وضعه في المركز المناسب .

وأخلاقيات المدير القويمة كثيرة :

المدير معلم للأفراد ليعملوا مع بعض باتباع أساليب الإدارة وفنون التعامل مع الآخرين.

المدير مدرب ويعتبر اشتراك المدير في التدريب من أحد واجباته الهامة للإرتقاء بموظفيه على الأقل يقوم بتدريب من ينوب عنه ويحل محله.

المدير قائد والقيادة في الإدارة متعددة الجوانب فمع تقدم فنون الإدارة اختلفت الصورة فاصبحت الإدارة قيادة تلهم الأشخاص وتحركهم ليعطوا أفضل ما عندهم.

المدير الناجح تكون أعماله مطابقة تماماً لأقواله وألا يكلف العاملين معه أن يعملوا أعمالا تخالف سياسته المعلنة.

يحافظ على النظام ويتشدد فيه ويبدأ بنفسه فيكون أول من يتقيد به.

يساعد معاونيه في العمل وأن يفكر معهم في أعمالهم ولا يفكر لهم فالتفكير لهم تسلط لا يشجعهم على العمل ويقتل روح الإبتكار فيهم، ويحسن الإستماع جيدا ويقدر كلام المتحدث ويهتم به.

يكسب صفة الطيبة فهي صفة الأقوياء وأن يكون له مستوى واحد في التعامل مع العاملين فلا يتعامل مع الرؤساء بطريقة تختلف عن تعامله مع العاملين، لأنة يضع كرامة الجميع وراحتهم النفسية فوق كل اعتبار، ويحترم الكبير والصغير من الموظفين فى المنشأة التى يديرها، ومثل هذا المدير يدفع عجلة التنمية ودائماً من يراة يدعو لمن رباه.

يجعل كل العاملين يعجبون به وبقدراته وبأخلاقياته، فالإعجاب بالمدير يلهم الجميع للإقتداء به وليس بالضروري أن يحبوه ولكن يلزم أن يعجبوا به، وقد يكون الإعجاب رغم أنفهم ولكنهم به يعجبون، لانه يتميز بالصراحة والوضوح والإستقامة التي يتحلى بها في كل تصرفاته.