نعم أنت فاشل..بقلم /الدكتورة نيرمين فاروق

الدكتورة نيرمين فاروق حسن خبيرة التغذية والرياضة تكتب:

نعم أنت فاشل

بعيداً عن التغذية وممارسة الرياضة لإكتساب الصحة أكتب موضوعى اليوم وحقاً يتطلب منكم الصدق مع النفس وإذا كان كل ما جاء فية ينطبق حرفياً عليك .. فنعم أنت فاشل .. !
الفاشل يعمل قليلاً جداً وينتظر مكافأة أو ضربة حظ تنزل عليه من السماء لتحقق له ما يتمنى فهو ينشغل بالحيل باحثاً عن الكسب السريع بلا جهد أو عمل، يستيقظ صباحاً لا يعرف ما يفعله لأن حياته تفتقد للنظام وليس له خطة أو هدف يتحرك من خلاله، فهو تائه لا يعرف طريقه، ويظل بمكانه إلى ما شاء الله “لا يتحرك” لأنه يفضل الوضع الآمن والمضمون، خائف ويظل خائف طوال حياته مرتعب من التغيير عدو للنمو والتطور، يرى فى كل فرصة لإيذاء من حوله منحة ليصنع لهم الكثير من المشاكل والعقبات، ومبدئه (انجح على حساب معاناة الآخرون) لأن الفاشل ببساطه عديم الضمير !
فهو يعانى طوال حياته من التوتر والتوجس ويخضع كل حياته وأسرته إذا كانت لديه أسرة لسيطرة وتحكم الظروف والمتغيرات لتتحكم به وبهم ومن يخرج من دائرة فشلة وجبروته يولد من جديد.
يفكر فى نفسه فقط يريد النجاح ولا يهم من يحاول تحطيمهم فى طريقه ليحقق هذا النجاح المزعوم فى عقلة هو فقط، قد يبرع فى الحديث، فليس وراءه غيره، فهو يتحدث كثيراً عن الجرأة والشجاعة ولا يعرفهما، لأن الشجاعة كما يقول جون واين : (الشجاعة هى أن تكون خائفاً حتى الموت ، ومع ذلك تمتطى صهوة جوادك)، فهو غير قادر على التغلب على كل المعوقات والتحديات وإتخاذ القرارات الأكثر جرأة فى الحياة، بل إنه يهرب من كل المشكلات التى يتسبب بها، وفى النهاية يترك غيرة ليتحمل نتائج غطرسته وغروره وفشلة.
الإنسان الفاشل فى تردد دائم يتسائل فى نفسه يإستمرار (أفعل أو لا أفعل .. أقرر أم لا أتعجل) ، فهو ينتظر سنين وسنين حتى يتقلص هدفه أمامه ويضيع ويتيه منه، وحتى عندما يقرر شيئاً يكون قد انتهى الوقت، وضاعت الفرصة، وفات الأوان وأخذ الفرصة غيره بينما هو لا يزال يفكر !
الفاشل يعشق نفسه فقط ويدرك تماماً قيمة الحياة، ولكنه لا يتقبل أحداثها التى ليست فى صالحة، وجعلته يظن أنة لا يستحق نجاحاتها أفضل منه، وبالتالى لا يحب لأخيه ما يحبه لنفسه، يحب نفسة ويكره من حوله فهو ناقم على الناس متمسك بمشاعر الغل والحقد والكراهية، فيكون لديه دوماً حالة من الإضطراب والغضب الداخلى المستمر فهو متخاصم مع نفسه ومع الحياة، فتراه لا يذوق حلاوة الحب أو حلاوة اهتمام الآخرين به إذا كان لديه من يخاف علية، فطالما يرى الحياة تسير دوماً معاكسة لكل ما يريد وأنه فقط المتحكم فى كل من حوله بخياله المريض، و بالتدريج سيخسر نفسة ومن حولة إن لم يكن خسرهم فعلاً !
الفاشل محروم من الحب محروم من النجاح فى حياته لأن الحب هو الذى يدوم بعدما يذهب المال والصحه، فما قيمة النجاح إذا لم تجد من يشاركك نجاحك ويسعد به معك !
متشائم على الدوام يتوقع دائماً السئ وكل ما ليس فى صالحه وتتوالى اعزارة حتى تضيع كل الفرص عليه، فهو يبحث عن من يقوم بالعمل بدلاً عنه ويحلم هو بالأرباح التى سيجنيها من وراء من يخوض معركته، وعندما يجد هذا الشخص المنشود يسرق ماله ويؤرق باله ويسخر من نجاحاته ببساطه لأنه فاشل.
أخيراً …. هناك مساحة هائلة تتسع للكثيرين على القمة ولكن فقط للصادقين المخلصين المجتهدين الأمناء لذا لابد أن يعرف كل إنسان أن الحياة تتسع للكثير من الناجحين .. فقط أعرف ماذا تريد من حياتك؟ ، و اجتهد لتحقيقه بكل شجاعة وقوة وإصرار وصدق وامانة ، وكن متفائلاً محباً ترى من الحياة أجمل ما فيها .. لتبادلك الحياة بمثل هذا الحب والعطاء، فالنجاح ليس ضربة حظ ، ولا يأتى بدون مجهود أو عمل، النجاح يحتاج خطة وإصرار على تحقيق الأهداف، أما الفشل فيعنى الإستسلام لتيار الأوهام !
تمتع بجمال مكارم الاخلاق واجعل من يراك يدعو لمن رباك، لأنك عندما تفكر فى النجاح يأتيك النجاح، وعندما تفكر فى الفشل تحصل عليه لأنه فى النهاية النجاح والفشل حالة ذهنية للفرد، فإذا فكرت أنك ناجح فأنت ناجح، وإذا فكرت أنك فاشل فأنت فاشل، فكل ما تفكر فيه سيأخذه عقلك الباطن على أنه حقيقة وواقع ، ولن يجادلك فيه وسيطبعه فى حياتك لتصبح كما أردت .
قال تعالى في الحديث القدسي: (أنا عند ظن عبدي بي، فإن ظن بي خيرا فله، وإن ظن بي شرا فله).
فتذكر الله وافعل كل ما أمرك به دينك تسلم وتفوز وهذا هو النجاح الحقيقى يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
💜💙❤️ صباح السعادة لكل المتابعين فى مصر وحول العالم دمتم بخير وعافية.
قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.