حسام الأطير يكتب : الدكتور شاكر عبدالحميد ..عقل مستنير وخلق رفيع
كتب : حسام الأطير
رحل عن عالمنا منذ يومين الدكتور/شاكر عبد الحميد وزير الثقافة الأسبق .
وبرحيله فقدت الثقافة المصرية مثقفا مستنيرا كبيرا لها باع طويل في العمل الثقافي .
وإسهامات عديدة ومميزة في مجال الثقافة والإبداع وترك بصمات بارزة في مجال النقد الفني.
كما شارك في إعداد أجيال من المبدعين و الوجوه البارزة الآن على الساحة الثقافية المصرية والعربية.
إلتقيته أكثر من مرة كان شخصية مهذبة ومتواضعة ويتميز بخلق رفيع .
جمعتنا العديد من المناقشات في الشأن الثقافي والأدبي وأسأله عن رأيه في كل المستجدات على الساحة المصرية.
وفي كل مرة كنت أجده مهموما بالأوضاع الداخلية والخارجية في مصر .
سواءعلى الصعيد السياسي والثقافي والإجتماعي.
ندوة ” الشخصية المصرية ”
وقد وتشرفت بإدارة إحدى الصالونات الثقافية حيث كان هو ضيف الصالون بصحبة شقيقي الشاعر الشاب ” حاتم الأطير”.
وكان عنوان الندوة” الشخصية المصرية وإبداع الشباب في ٢٥ يناير ” .
وطرحت عليه عدة أسئلة حول التغيير الذي طرأ على الشخصية المصرية .
وكيفية المحافظة على الهوية المصرية في ظل ثورة التكنولوجيا وعصر مابعد العولمة.
وفي ظل التحديات التي تشهدها مصر منذ سنوات والتي أثرت على الشخصية المصرية.
فكانت ردوده بضرورة إعادة صياغة الخطاب الثقافي والأدبي وإعادة تشكيل الخريطة الثقافية في مصر .
لتواكب التغيرات الكبيرة التي أصبحت واقعا مفروض علينا ومواجهة المخاطر تهدد المجتمع المصري.
كما كان يحدثني دائما عن أهمية قصور الثقافة والدور الهام لها خاصة في الأقاليم ، والتأكيد على ضرورة تفعيل ذلك الدور.
كتابه”التفسير النفسي للتطرف والإرهاب “
أهداني نسخة من كتابه ” التفسير النفسي للتطرف والإرهاب”
والذي تتطرق فيه إلى ضرورة دراسة الحالة النفسية للإرهابى والجوانب التي تدفعه للقيام بهذا الفعل .
وتحليل شخصية ونفسية الإرهابي ودراسة سماته والبيئة التي نشأ فيها.
فكان رحمة الله عليه بارعا في تحليل الشخصية ، حيث كان أستاذا لعلم نفس الإبداع بأكاديمية الفنون المصرية لسنوات طويلة.
قبل أن يعمل أميناً عاماً للمجلس الأعلى للثقافة.
و يتولى بعدها منصب وزير الثقافة بوزارة الدكتور كمال الجنزورى فى ديسمبر 2011.
كما أن له العديد من المؤلفات في النقد وفي مجالات الفنون المختلفة .
فقد كان أكاديميا جليلا وناقدًا فنيًا صاحب بصمة واضحة مميزة ستظل أبحاثه ومؤلفاته إرثا مهما تستفيد منه المكتبة العربية.
أثرى الحياة الثقافية والأدبية في مصر والعالم العربي بفكره وعلمه وخُلقه الرفيع.
وأجمع على حبه الجميع لما كان يتمتع به من نبل وكرم وسماحة وإنسانية بين أصدقائه وكل من يتعامل معه.