الدين لله والوطن للمصريين
الدين لله والوطن للمصريين
بقلم رؤف سامي زكي المحامي
بالاستئناف العالي ومجلس الدولة
للانسان حقوق مصانه في القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وترجمها الدستور المصري وقوانينه التي تكفل لكل مواطن الحصول على تلك الحقوق بطريقة قانونية
وحماية تلك الحقوق ومباشرتها. من أهم تلك الحقوق وأكثرها حساسية في مجتمعنا المصري هي حق حرية الاعتقاد الديني ” حرية العقيدة” وما يتبعها من حق ممارسة الشعائر الدينيه
وحق حرية التعبير عن الرأي فالأمر يختلط على البعض في استخدام تلك الحريات
وقد يتطرف البعض في استخدام تلك الحقوق والحريات بطريقه مقززه يتعدى فيها على حقوق غيره وهو ما يضعه تحت طائلة القانون.
فالقانون المصري لم يترك الأمر لضعاف النفوس يعبثون في أمن مصري القومي ويشقون صف الوحدة الوطنيه برعونتهم
وعدم استيعابهم لصحيح الدين او في بعض الأحيان لتطرفهم او ارهابهم الفكري.
بل وضع القانون المصري تشريعات عقابيه صارمه لمن يتعدى هذه الخطوط الحمراء ويعبث بالامن والسلم المجتمعي.
فقد منع القانون المصري اي مواطن من التهكم او السخرية او ان يحط من شأن وقدر الرسل والأنبياء الذين بلغوا الرسالات السماويه
وقد اعد القانون عقابا جنائيا لتلك الأفعال او ترويجها او تحبيذها ولو تحت ستار مموه او مضلل فيكفي توافر القصد الجنائي لإثبات الجريمة.
فقد جرم المشرع المصري ازدراء الأديان في الباب الثاني من الكتاب الثاني من قانون العقوبات تحت عنوان – الجرائم المضرة بامن الدولة من جهة الداخل –
إذ نصت المادة ٩٨ على ” يعاقب بالحبس مدة لاتقل عن ٦ شهور ولا تجاوز ٥ سنوات او بغرامة لاتقل عن ٥٠٠ جنيه
ولا تزيد عن ١٠٠٠ جنيه كل من استغل الدين في الترويج بالقول او الكتابة او بأية وسيلة أخرى لافكار متطرفة بقصد إثارة الفتنة او تحقير او ازدراء احد الأديان السماوية او الطوائف المنتمية إليها او الأضرار بالوحدة الوطنية ”
كما نصت المادة ٢٥ من جرائم تقنية المعلومات رقم ١٧٦ لسنة ٢٠١٨ على الاتي :
” يعاقب بالحبس مدة لاتقل عن ٦ شهور وبغرامة لاتقل عن ٥٠ الف جنيه ولا تزيد عن ١٠٠ الف جنيه او بإحدى هاتين العقوبتين
كل من اعتدى على اي من مبادئ او القيم الأسر المصرية التي تسود فيها الإسلام والمسيحية بل و اليهودية من خلال ما يعتنقوه من إحدى هذه الأديان ”
وتتحقق جريمة ازدراء الأديان بناء على ركنين
الركن الأول” ركن مادى ” يتمثل في استغلال الأديان السماوية في الترويج والتحبيذ باستخدام اي وسيلة من وسائل النشر لافكار متطرفة تحت ستار مموه او مضلل من الدين.
الركن الثاني” ركن معنوي “ويقصد به توافر القصد الجنائي واتجاه إرادة الجاني لازدراء الأديان بفعل من الأفعال التي نص عليها القانون الأضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي
وتلك النصوص القانونية والمواد العقابيه لم تنشأ لحمايه الأديان في حد ذاتها فللدين رب يحميه ولكن لمنع التطرف في استخدام الحق وحماية الأمن والسلم المجتمعي والحفاظ على الوحدة الوطنية من إحداث الفتنة
الشعب المصري قوته وركيزته الاساسية تتمثل في وحدته وترابطه على مر الزمان
حفظ الله مصر وشعبها وقائدها الي يوم الدين
التعليقات مغلقة.