الذكرى الثامنة لوفاة الكاتب والأديب الكبير /إسماعيل النقيب

بقلم / إسلام العيوطي

إلى ذكرى القابع فى القلب الساكن فى سويدائه لا يبرحه يوما منذ أن عرفته وأنا طالبة بكلية الحقوق جامعة القاهرة ،، فهكذا الطيبون فى زماننا إذا رحلوا تركوا لنا مآثر لا تنتهى برحيلهم ولا تنقضي بموتهم دعونا نتحدث عن هذا الكاتب السامق والأديب المخضرم والإنسان المتواضع ،،
نشأته : ولد الأستاذ / إسماعيل النقيب – بمحافظة الشرقية بقرية (القنايات) فى الحادي عشر من يونيو عام 1937م وبدء تعليمه فى كتاب القرية ثم التحق بعد ذلك بمدرسة المعارف العمومية عام 1949م ثم التحق بعدها بمدرسة الزقازيق الثانوية عام 1957م وانتقل بعد ذلك ليقيم بالقاهرة بمحافظة الجيزة حيث التحق بكلية الآداب بجامعة القاهرة
فقد كان النقيب عاشقا للصحافة مولعا بها فلم يعمل بالصحافة لتخصصة العلمى فقد كان النقيب رئيس تحرير مجلة مدرسته الثانوية وخطيبها فى الإذاعة المدرسية ،، وأول من أستقبله فى بداية مشواره الأدبي كان الأستاذ / كامل الشناوي – والأستاذ / أنيس منصور ،، وقد أعجبا بثقافته وطريقة حكية الجذابة فألحقاه فى بادئ الأمر بمجلة ( الاثنين ) وكان ذلك فى بداية الستينيات وهو ما زال طالبا ثم التحق بعدها بجريدة (أخبار اليوم) ليتلقى عمله كمحررا صحفيا فى صفحة الأدب ومشرفا على القسم الأدبي ثم يترقى ليلتحق بقسم الشئون العربية ويتدرج ليتولى منصب مندوبا لدى وزارة الخارجية ثم يتولى منصب رئاسة القسم العربي ومن بعدها نائبا لرئيس التحرير ،، ليصبح صديقا مقربا للملوك والرؤساء ،، ويقول الأستاذ / إسماعيل النقيب أنه سافر لجميع دول العالم بلا استثناء عدا استراليا كما حضر كل المؤتمرات الدولية ومؤتمرات القمم العربية والإسلامية والأفريقية وعدم الإنحياز فى كل العواصم متابعا للقضايا العربية من شمال العالم إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه ،،
يقول الأستاذ / إسماعيل النقيب حضرت إجتماعات لجنة القدس حيث ذهبت مع الملك ( الحسن ) لمقابلة الرئيس الأمريكي ( ريجان ) وكنت أجيد 7 لغات بحكم ترحالي عبر أقطار العالم المختلفة ،،
وكتبت ( يوميات الأخبار ) وكان عمرى وقتها لم يكمل الثلاثين عاما وبهذا كنت أصغر من كتب اليوميات فقد كان يكتبها كبار الكتاب أمثال محمود عباس العقاد ومصطفى أمين وعلى أمين ومحمد التابعي وأنيس منصور ،،
وكنت اكتب ( كلمة اليوم ) وهى المقال السياسي الافتتاحي للجريدة وتكتب بلا توقيع لأن جميع المقالات الأفتتاحية فى جميع صحف العالم قاطبة تكتب بدون توقيع وقد كان يكتبها رئيس التحرير أو من يختاره شريطة أن يكون ملما بالسياسة لأنها تعبر عن وجهة نظر الجريدة وسياسة الوطن
ولم يكتف النقيب بالعمل بالصحافة فقط ،، وإنما كان أيضا عضو فى المجالس القومية المتخصصة وإتحاد المجالس الإذاعة والتليفزيون ،، كما كان يلقي محاضرات فى الإعلام والسياسة فى الجامعات المصرية ،، هذا بالإضافة لتعدد
مؤلفاته فمنها على سبيل المثال وليس الحصر
( قراءة الأشواق فى عيون العشاق – مع الظرفاء – كلام والسلام – ليالي قصر الكلاملك – صدام وسماسرة الكلام – رواية الحب فى الزمن الخطأ – غشيم فى دنيا الحريم – فى شارع الأيام والتى كان يحكي فيها ذكرياته وأيامة هو وكذلك مجهولة العنوان والتى تحدث فيها عن كل إنسانة أثرت فى حياته – أسرار الزعماء وفضائح العملاء والذى أصدرته الهيئة المصرية العامة للكتاب مؤخرا وقد تناول فيه جانبا مهما من تاريخ مصر الحديث من خلال سرد الكاتب لوقائع مقتربا فى ذلك من مراكز صانعي القرار السياسي فى لحظات صعودهم وهبوطهم وخبايا الحقائب الوزارية من خلال أسلوبه الروائي الذى تميز به دون غيره من الكتاب
هذا الرجل العظيم الذى جاب العالم شرقا وغربا شمالا وجنوبا كان يقطن فى شقة بسيطة من حجرتين فى إحدى عمارات الجيزة بمنطقة الهرم بالدور الأخير وانتقل للإقامة بشقة بالطابق الأول بعد خروجه على المعاش ،،
وكان لديه سكنا أخر بالدور الأرضي عبارة عن شقة صغيرة جدا حجرة وصالة إيجار قديم كان يحتفظ به منذ أن كان طالبا بكلية الأداب جامعة القاهرة
تعرفت على الأستاذ الكبير/ إسماعيل النقيب من خلال الزيارات التى كانت تعدها مجلة شباب الجامعة التى كنت أعمل بها وأنا طالبة بكلية الحقوق جامعة القاهرة فوجدته على الرغم مما وصل إليه إنسان بسيط محبا للغير داعما للمواهب الشابة وأنا منهم شهدت ذلك بعيني وقد كان يردد ( معذرة يا قاهرة يا أم المدائن والقرى والقمر الغريب ،، فبعد أن كنت أخاف عليك مني أصبحت على نفسي منك أخاف )
وقد حكى لي بنفسه بعض المواقف التى لازلت اذكرها حتى الآن فعلى سبيل المثال موقفه مع المذيعة القديرة / نجوى إبراهيم ذلك عندما كان ضيفا عليها فى برنامج( صباح الخير يامصر ) وكان يتحدث بلهجته المعتاده فقالت له أستاذة نجوى إبراهيم ياأستاذ إسماعيل حضرتك كاتب كبير تجيد 7 لغات لماذا تتحدث بهذه الهجه الفلاحى فقال لها بلهجته التى استنكرتها عليه انتى يابت انتي بجولك ايه متطلعيش فى البرنامج تاني وقد كان ولم تظهر الأستاذة نجوى إبراهيم فى برنامج صباح الخير يا مصر بناء على رغبة النقيب الذى ظل معتزا بلهجته مصرا عليها طيلة حياته ،،
موقف أخر مع الممثلة شرين سيف النصر وقد كان مدعو على حفل فى منزلها وأعجب بلوحة على الحائط وأبدى إعجابه بها فما كان منها إلا أنها فى الصباح الباكر حملتها إلى منزله تحمل الوحة هدية له
هذا بالإضافة لما اختصني به من هدية لحصولي على لقب الطالبة المثالية وكنت كذلك حاصلة على المركز الأول فى إلقاء الشعر على محافظة القليوبية فكتب لي هذه السطور التى أعتز بها ما حييت ( إلى الغالية إسلام .. أحلى من تلقى الشعر على مسامع السامعين حتى يخيل إلى السامع أن الشعر أخذ شكلا أخر .. وفيه من المعانى أجمل مما كانت موجودة لحسن الأداء .. وحسن الصياغة وجمال الإنفعال بحلاوة شعرها .. فأنت الشاعرة الصغيرة .. غدا تصبحين الشاعرة الكبيرة مع كل الإعجاب بك والرغبة إلى سماعك .. إمضاء/إسماعيل النقيب)،، وقام بنفسه يعد لنا شاي أخضر أنا والأستاذة أسماء عجلان بجريدة الجمهورية والأستاذة رشا لاشين بمجلة الكواكب فقد كان قمة فى التواضع تعلمت منه ومن أبي رحمات ربي عليهما نضج العقل وطلاوة اللسان وحسن البيان والتواضع فالتواضع من شيم الكرام ،،
رحل الكاتب الصحفي الكبير / إسماعيل النقيب فى
م23 /8/2012 عن عمر ناهز 75 عاما رحل بجسده ولكن روحه وأعماله الأدبية ستظل بيننا رحل النقيب واقفا كالأشجار شامخا كالنخيل لم يترك ورائه حسابا فى البنك وإنما خلف أناس يحبونه وينهلون مما خلفه من ثقافة وإبداع ليترك ورائه إرثا عظيما من العلم والمعرفة فى شتى الفروع والمجالات ،، فسلاما على روحه الطاهرة وحبي واحترامي وشوقي ليوم اللقاء رحمات ربي عليك الأب الروحي واستاذي ومعلمي الكبير الذى أعتز به أبد الدهر ما حييت

WhatsApp Image 2020-08-21 at 5.21.08 PM WhatsApp Image 2020-08-21 at 5.21.18 PM WhatsApp Image 2020-08-21 at 5.21.25 PM - Copy

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.