الذوق ليس كلمة…الذوق روح التعامل وأساس المروءة ودماثة الخل
بقلم/ سامية البابلى
الذوق ليس كلمة نرددها لوصف مظهر جميل أو ترتيب أنيق، بل هو فن في التعامل ورقي في السلوك فى جميع المجالات، يظهر في التفاصيل الصغيرة قبل المواقف الكبيرة.
إنه انعكاس لاحترام الذات أولًا، واحترام الآخرين ثانيًا.
الذوق مع المحترمين يرفع قدر العلاقة، ويزيد الود، ويجعل المواقف اليومية أكثر سلاسة وجمالًا.
مع الشخص الراقي، يصبح الذوق لغة مشتركة، لا تحتاج إلى كثير ، لا يحتاج إلى شرح ولا تبرير… فالابتسامة في الوجه تلقى ابتسامة، وكلمة الشكر تجد صدى صادقًا، والمبادرة باللطف تقابل بامتنان.
واللسان هو واحد ينطق كيفما تريده أنت أن ينطق، إما ينطق حلو الكلام أو مره لكن، حين يغيب الذوق عند البعض، ترى المواقف تفقد بريقها، ويغيب الاحترام المتبادل، ويتحول الحديث إلى جدل أو جفاء.
غياب الذوق لا يعني فقط فظاظة الكلمات، بل يشمل التعدي على المساحات الشخصية، أو التقليل من
الآخرين، أو تجاهل مشاعرهم.
عندما يمتزج الذوق بصفات حميدة أخرى، يكون الأثر مضاعفًا:
الذوق مع الجود يجعل العطاء أبهى، لأنه يرافقه تقديرا واحتراما للمُعطَى إليه.
الذوق مع المروءة يحوّل المواقف الصعبة إلى مواقف مشرفة ترفع قدر صاحبها.
الذوق مع دماثة الخلق يخلق بيئة من الراحة والطمأنينة، حيث يشعر الجميع بالأمان في التعامل.
عظمة وأهمية الشكر
الذوق يمكن تعليمه وتدريب النفس عليه.
يبدأ ذلك بالوعي: أن تنتبه لتأثير كلماتك وتصرفاتك على من حولك.
ثم بالممارسة: أن تجعل اللطف عادة، والشكر رد فعل طبيعي، والاحترام أسلوب حياة.
ومع الوقت، يتحول الذوق إلى طبع أصيل، لا تفتعله ولا تتصنعه.
اجعل ذوقك بطاقة تعريفك، وكن ذلك الشخص الذي يترك أثرًا طيبًا في النفوس، حتى إن كان اللقاء قصيرًا.
فالذوق لا يكلّفك مالًا، لكنه يجعلك ثريًا في قلوب الناس.
“الذوق جسر يصل القلوب قبل الأيدي، فإذا امتزج بالمروءة والجود، صار أثره أعمق من الكلام وأبقى من الزمن.”
“اللهم ارزقنا رقة الكلمة، وجمال المعاملة، ونقاء النية، واجعلنا من أهل الذوق الرفيع والخلق الحسن حيثما كنا.”
الأستاذة سامية البابلى
كاتبة كتابة مقالات ومراجعات الكتب وتبدع في الفن التشكيلي والديكوباج وتؤمن بأن التعبير الإبداعي بالكلمة والريشة