الرضا بقضاء الله هي السعادة الدائمة …
الرضا بقضاء الله هي السعادة الدائمة …
كتبت: زينب النجار..
أصبحنا عندما نجلس مع مجموعة من الأصدقاء، يحكوا حالتهم وشكواهم؛ ونلاحظ أن أنماطاً سلوكية إجتماعية تأخذ المنحى السلبي، ويأتي على رأسها الشعور الطاغي لدى العديد منهم بالشكوى والتذمر طول الوقت ، فالصوت الطاغي على كل الأصوات يمكن اختزاله بكلمات مفادها أن لا شئ يسير بشكل جيد في هذا البلد؛ ونجدهم يعيشوا دوماً في حالة عدم الرضا عما الأمور عليه سائرة. فنحن متذمرون شاكون من كل شيء، ودائماً ما يكون غيرنا على خطأ، ونحن على صواب حتى صرنا نُنعت بأننا مجتمع لا يعرف إلا ثقافة الشكوى والتذمر.
فالكثير منَّا ساخطٌ على حاله، لا يُرضيه شيءٌ أبدًا، ويطمع في المزيد..
وأصبح الكثير يمسون ويصبحون على ترديد أهات النفور من كل ما يحيط بهم، وذلك بالرغم من أن أحوالهم مستقرة، وليس في حياتهم ما يدعو إلى التذمر والشكوى، ولكنهم اتخذوا من الشكوى والبكاء مسلكاً يتبعونه في حياتهم…
أيها المتذمر…
لماذا لا تتخيل للحظات شكل منزلك الذي تسكنه، واسترجع الآن مناظر مخيمات اللجوء في كل مكان ومن يعيشون في العشوائيات والمنازل المكتظة، وانظر لتأمينك الصحي وطعامك وملابس أولادك..
ثم أنظر إلى مدارسهم ومستوى التعليم، وفي المقابل تخيل أولئك الذين يسلكون الطريق البعيدة بأرجلهم بين الطرقات الصعبة ليبلغوا مدارسهم المتواضعة ذات الجدران الآيلة للسقوط، وخذ نظرة على غرفة ألعاب أولادك وغرفة نومهم وحدائق ونوادي وملاهي الترفيه الذي يذهبوا إليها ..
ثم تذكر ذلك الذي يجر لعبته الخشبية داخل حيه الفقير البسيط،
أنظر إلي دواءك ومأكلك ومشربك
ثم فكر في الذين لا يملكون حق الكشف والدواء والطعام…
وهنا سوف تعرف المعنى الحقيقي لنعمة الحياة التي تعيشها.
فلابد أن نعلم تمام العلم أن جميع ما نتمتع به هي نعم من الله ، سواء كانت صحة أو رزق واسع، أو ذرية أو علم أو أخلاق، أو حب الناس أو جمال الخلقة…
فهي فضل وكرم من الله عز وجل ، فليس بمهارتك أو ذكائك بلغت هذه النعم، إنما هو المنعم الرزاق الوهاب الذي أسبغ عليك من صنوف النعم الكثيرة ليبلوه أيشكر هذه النعم أم يجحدها..
فعندما يكون الإنسان دائمآ ساخط علي حاله ولا يرضيه شئ ابدًا، ستزيد عليه الذنوب والمعاصي وهو لا يدري
للأسف هذا يحصل في زمن البعد عن الدين وضَعْف الإيمان في قلوبنا نجد الكثير من العباد إلَّا مَنْ رحم ربي يخشى الفقر والمرض والموت، والعجز على إجابة متطلَّبات زوجته وأولاده، فيلعب الشيطان في عقله، ويُوسوس له بالمعصية بالسرقة والرشوة، وأكل أموال الناس بالباطل والخوف من الفقر وكلام الناس والمجهول..
فأين إيمانهم بالقضاء والقدر؟ أين إيمانهم برحمة الله وكرمه؟
أين الرضا والقناعة بالمكتوب؟
فأن الرضا بقضاء الله هو باب الله الأعظم وجنة الدنيا للمؤمن الراضي..
فحياتنا جيدة.. ولكن في نظر البعض ذلك ليس بالأمر الكافي..
فإن الرضا والإيمان بالقضاء والقدر والتفاؤل تجعل حياتنا أكثر صحة وسعادة واشراقا..
فلماذا لم نتعلم الرضا لنعيش حياة سعيدة ولماذا لا نتعلم من كلام الله عز وجل ونتعلم من أعظم نماذج الرضا بالقضاء: عندما رَحَل سيدنا إبراهيم عليه السلام، بزوجته هاجر وولده إسماعيل إلى مكة الذي لا يوجد بها ماء ولا زرع كانت خالية من الأحياء، ثم تَرَكَهما، وتوجَّه نحو الشام تعلَّقت به، ونادته من ورائه: «يَا إِبْرَاهِيمُ! إلى مَنْ تَتْرُكُنَا؟ قال: إلى اللَّهِ، قالت: رَضِيتُ بِاللَّهِ» رواه البخاري.
فكن مبتسما دائما رغم الظروف التي تمر بها فالسعادة قرار..
فالسعادة لا تأتي صدفة أو عن طريق الحظ، طريق السعادة بدايته أحساسك بالرضا والطمأنينة.
فدائمًا فكر في النعم التي أعطاها الله لك؛ وركز في الأشياء التي تحبها..
فليس كل ما يتمناه الإنسان يحصل عليه؛ ولكنك بالتأكيد لديك أشياء يتمناها غيرك…
التعليقات مغلقة.