الرضا والقناعة: مفتاح السعادة في زمن المتغيرات
الرضا والقناعة: مفتاح السعادة في زمن المتغيرات
بقلم/إيمان سامي عباس
فكاهة جورج برنارد شو: سخرية تحمل الحقيقة
عرف عن الأديب والمفكر الإيرلندي جورج برنارد شو حدة الذكاء وسخرية لاذعة، تجعلك تبتسم بينما تُجبرك على التفكير. من أبرز أقواله: “عندما يكون الشيء مثيراً للضحك، عليك بالبحث عن الحقيقة الكامنة وراءه”. وكذلك سخريته الشهيرة من جائزة نوبل حين قال: “أنا أغفر لنوبل اختراعه للديناميت، لكنني لا أغفر له اختراعه لجائزة نوبل”.
وربما من أقوى مقولاته وأكثرها تأثيراً قوله: “الإنسان الناجح هو من يصنع الظروف التي يريدها، وإن لم يجدها خلقها بنفسه”.
السعادة اختيار شخصي وليس صدفة
العبارة السابقة تحمل في طياتها رسالة عميقة: السعادة لا تُمنح، بل تُصنع. هناك من يتفنن في الشكوى و”العكننة”، رغم امتلاكه الكثير مما يتمناه غيره، وهناك من يعيش بموارد محدودة، لكنه يخلق لنفسه سعادته من القناعة والرضا.
الفارق بين الاثنين هو الداخل، القلب، وطريقة التفكير. من يبحث عن السعادة سيجدها حتمًا، ومن يبحث عن السخط والتذمر، لن يرى غيرها في حياته.
حكمة جويس ماير: “تعلمت أن أكون مكتفية بما أنا عليه”
الواعظة الأمريكية الشهيرة جويس ماير قالتها ببساطة: “تعلمت أن أكون مكتفية بما أنا فيه”. هذه ليست دعوة للاستسلام، بل لفهم أن القناعة لا تعني التوقف عن الطموح، بل تعني الشكر والرضا أثناء السعي.
من زمن البساطة إلى زمن الرفاهية
في الماضي، كان الناس يعيشون دون تكنولوجيا أو كماليات، ومع ذلك كانوا سعداء. الآن، رغم توفر كل شيء من هواتف ذكية وأجهزة منزلية، نجد كثيرين يشتكون ويقارنون أنفسهم بالآخرين، ويشعرون بالنقص.
السبب؟ غياب القناعة. فمن لا يملك الشبع الداخلي لن يشعر بالسعادة مهما امتلك.
ختامًا: فلنكن صُنّاع رضا وسعادة
علينا أن ندعو أن يرزقنا الله القناعة والرضا، فهما كنز لا يُقدر بثمن. ولنتذكر أن دعم الوطن والتفاؤل بالمستقبل من الإيمان، أما السخط الدائم فلن يغير واقعًا ولن يجلب راحة.
كاتبه المقال/
إيمان سامي عباس