الرواية بريئة وانتم مذنبون
الرواية بريئة وانتم مذنبون
بقلم الروائية / غادة العليمى
يثير غيظى وحنقى اراء بعض القراء فى ادب الرواية.. الادب الاكثر شيوعا وشعبية على الاطلاق فيتهمونه بالضعف ومضيعة الوقت ويجردونه من الثقافة وتنمية العقل واثراء الروح ، ولا اعلم من اين اتوا بهذه الافكار ولما شن هذا الهجوم الغير مبرر
وعملى كروائية فى الاصل يحتم على الرد على هذه الاتهامات بدلائل وليس كلام مرسل منظوم او هجوم مضاد..
يا سادة رب العزة فى كتابة الحكيم.. قدم للمؤمن العظة والعبرة فى روايات وقال سبحانه.. نحن نقص عليك احسن القصص صدق الله العظيم
ورسول الامة الكريم معظم احاديثه كانت تصاغ كقصص وتبدأ نصوصها بأن جاء فلان الى الرسول وقال…. الى اخر الرواية النبوية الشريفة واخر القصة التى تحمل الحكم النبوي والعظة الالهية لمن لا ينطق عن الهوى
وحكايات الجدات كانت مفاهيم بداية الخير والشر لدى الطفل الصغير والتى بقت فى وجدانه حتى صار جد له احفاد يعيد عليهم سرد الحكايا ليعلمهم ما تعلم
الرواية جزء اصيل من الادب العالمى ولن اقول لك شكسبير سأذكرك بألف ليلة وليلة وكليلة ودمنة وحكايات السندباد وابن بطوطة وقصص الفاتحين ونهاية الجبارين فى الارض فى التراث الشعبى العربى
وفى العصر الحديث النوبل الوحيد فى الادب العربى المصرى حصده الراوى العظيم نجيب محفوظ
الروايات ليست ابدا حواديت وخزعبلات ومضيعة للوقت هى صياغة افكار واهداف على لسان ابطال فى سياق درامى مثير يجذبك لتقرأ وتتعلم وتنفعل وتفرح وتكره وتعيش حياة اخرين يشبهونك او يختلفون معك
بقى ان تختار الكاتب الجيد والرواية القيمة.. سوء اختيار القارئ او اقتحام الهزيلون للون الشعبى الرقيق من الادب المسمى الرواية اساء للفن الروائى وانتسب اليها.. وهذا ليس ذنب الرواية وليس خطأ الرواة
ولكنه خطأك انت.. نعم انت يا من تتهم هذا الادب لانك لم تحسن انتقاء ما تقرأه من روايات الادب