الزواج بين فلسفات الشباب المعاصرة والبحث عن ماهو مثالي
الزواج بين فلسفات الشباب المعاصرة والبحث عن ماهو مثالي
بقلم وريشة / كيرلس عادل جرجس
من الفلسفات المنتشرة والتي تلتهم عقول الشباب في مجتمعنا هي النظر للجمال الخارجي للمرأة فالمرأة الجميلة من وجهة نظره تخطف القلوب وتسحر العقول … لكن يُطرح هنا السؤال الأهم والذي أجده محور الزواج الصحيح والناجح هل الجمال العامل الأساسي الذي يبحث عنه الرجل في زوجة المستقبل ؟ أم هناك أمور أخرى أكثر أهمية لبناء أسرة سعيدة مستقرة ؟
اختلاف في وجهات النظر:-
1-هنا تنقسم الشباب إلي عدة فرق هنا من يقول أنها رفيقة العمر وانيسة بيتي لابد وأن تكون كالبدر في تمامه وإلا ما الذي سيدفعني لاتخاذ خطوة للزواج من هي دون مستوي الجمال الفائق الآخاذ
2- والبعض الاخر يقدر الجمال ويعتبره من الصفات المطلوبة في المرأة وهو مفتاح الحب لكن لابد معه من الاخلاق والعفة التي تزين وتكلل هذا الجمال وهو ما أجده من الفرق الأكثر تعقلا في توصيف ما يحتاجونه من شريكة حياتهم.
3-وفريق آخر هدفه ينصب في الحصول علي مارلين مونرو العصر الحالي إلي جانب ثقافتها وتدبيرها شئون منزل وتكوين أسرة وتكون ذات شخصية أخطبوطية في إنجاز المهام وهو ماآراه متناقض فكيف للمرآة أن تحافظ علي نضارتها في زحام المهام المنزلية
4- والفريق الآخر لا يفرق معه مستوى الجمال او القبح طالما الفتاة غنية فذلك يشفع لها أمامه لأنه عندما يتزوجها يُرسم في مخيلته صورة هلامية بإنه سوف يسبح في نعيم ثرائها
نظرتي الشخصية:-
اما من رأيي الشخصي المتواضع الجمال مهم لكن ليس الأهم لكن يكمن العامل الأهم في الأتي وهو القبول والارتياح النفسي وإيجاد الشخصية الملائمة لتكون أم لاولادي ومثال حسن في الأخلاق الحميدة والتربية الحسنة وتقارب المستوى الإجتماعي والمادي بيننا فالجمال أمر نسبي لكن ليس فرض وشريطة أساسية لإتمام الزواج
فالله عز وجل ميز المرآة بالجمال في وجهة نظري تكريما لها ولتمييزها عن الجنس الذكوري وليكون ذلك الجمال هو عنوانها او المغناطيس الذي يلفت نظر الرجل لها ويجذبه نحوها لكنه ليس شرط أساسي ليتزوجها فالمرأة الأصيلة التي تصون العشرة والمتجملة بحيائها وعفتها وأخلاقها وتكون شخصية مسؤولة يُمكن الاعتماد عليها في تربية أبناء وتأسيس أسرة صالحة هي الأفضل بالطبع
فالأخلاق والرزانة والرصانة أهم من الجمال فالعقل والذكاء أكثر أهمية من جمال سيذبل وينطفىء مع التقدم في العمر وهذه حتمية مؤكدة لمصير جميع البشرية من بنات حواء فجميعا شاهدنا رموز الجمال في الماضي وقد فتنت قلوبنا بهم لكن إذا قمنا بمقارنتهم حاليا بعدما تلألأ الشيب في شعرهم وامتلأ وجوههم بتجاعيد الكبر سنجد أن الزمن أكل عليهم وشرب ونبقي في حيرة ونقول سبحان مغير الاحوال
الخلاصة:-
بالتالي جمال المرأة الحقيقي يكمن في شخصيتها وتصرفاتها وحكمتها وأدبها تعقلها للأمور و حماية أولادها من أي افكار من الممكن أن تمس معتقداتهم وأفكارهم وتنشئتهم علي صحيح الدين.
من وجهة نظري بل ووجهة نظر الجميع أن المرأة أجمل مخلوقات الله دون وجودها تصبح الحياة باهتة بلا روح فهي من تجعل للأشياء طعم ولون وجمال فجمال المرأة هو الجانب الإيجابي وأهم شروط الزواج مع ذلك فجمال المرأة نسبي … والدليل ان مقاييس الجمال تختلف من شخص لآخر كما أن إهتمام المرأة بجمالها يختلف بعد الزواج وحتى لو كانت جميلة الجميلات بعد أن تألفها عين الزوج ستصبح عادية في نظره ويتسرب الملل إليه من اعتياده علي رؤيتها
فالزواج المبني على الجمال فقط لا يكفى لبناء حياة ناجحة وينعدم فيه صفة الاستمرارية فهناك معايير أخرى للزواج لابد من وضعها في الإعتبار كما أن مقياس الجمال أختلف اليوم عن الأمس وفي كل يوم تطلع علينا نظرية جديدة للجمال وموضة جديدة ويصبح التطور للجمال لا ينتهي بالتالي فكل فتاة اليوم يمكنها ان تصبح جميلة وبسهولة دون مجهود يُذكر.
الزواج كقاعدة اساسية بين الطرفين لابد أن يجمع بينهما الحب والإحترام والتفاهم والتوافق وان يكونوا علي نفس القدر من القدرة على تحمل المسؤولية .