الزوجة العبيطة رزق” يالطيف يالطيف”

 الزوجة العبيطة رزق” يالطيف يالطيف”

 

خالد فؤاد يكتب فى عيد زواجه العشرين

منذ أسبوع مضى وابنتى رحمه ١١ عاما لاتكترث بشئ سوى عيد ميلاد والدتها .
فتطاردنى كلما عدت للمنزل اوعبر الهاتف بالهدية التى سنحضرها لها .
وبعد تفكير عميق قلت لها : بما أن كل التجارب اثبتت إننا أى ” أنا وانتى” ليس لدينا أى ذوق في أختيار الهدايا ولا الملابس فأقترح عليكى أن نحضر كارت معايدة كبير ونكتب رسالة مشتركة نهنئها فيها ونضع مع الكارت مبلغ مناسب لتشترى هى ماتريد .

لاقت الفكرة إستحسانها وعند عودتى أمس قمت بشراء الكارت وإنفردنا بأنفسنا انا والبنت وكتبنا الرسالة المفعمة بالتعبيرات الجميلة ووضعنا المبلغ وخرجنا للصاله لتتوجه رحمه لها وراحت تقبلها وتعطيها الكارت .

ففوجئت بزوجتى تقوم بتنحية النقود جانبا ؛ وراحت تقرأ المكتوب بالكارت بوجه غامض لاتستطيع أن تستشف منه أى شئ !!!
ودون أن تتحدث قامت لتجهز لي طعام العشاء وهى صامتة تماما ثم قالت : اتفضل العشاء جاهز .
ودون أن أفهم مايجرى جلست امامها علي المنضدة لأجد تعبيرات وجهها تشبه تماما تعبيرات سعاد حسنى في المشهد الأخير من فيلم ” موعد علي العشاء” حينما وضعت السم في المسقعة لحسين فهمى ؟!!!

وبعد أن تلقيت الطعام وادركت اننى لازلت علي قيد الحياة دخلت غرفتى لأفاجأ بالظرف ومعه النقود في الرف الأول من المكتبة .
فأصابنى الذهول وراحت التساؤلات تتطاردنى :
– يمكن المبلغ قليل ؟!
* بصراحة لأ الست من يوم ما أتجوزتها عمرها ماكانت مادية ولاتثقل كاهلي إطلاقا .
– يمكن زعلت علشان ماجبتش تورته ولاجاتوهات ؟
* برضو لأ .. سبق واتفقنا إننا كبرنا خلاص والحجات ديه نجيبها فقط في عيد ميلاد الأولاد .
– يبقي أكيد أخطأت وكتبت أسم غير اسمها في الكارت ؟
* تناولت الكارت ورحت اطالعة جيدا لأجد اسمها هو المكتوب وليس أى اسم أخر .
– يمكن هناك من اوشى بي قبل العودة وارسل لها صورة اثناء جلوسي مع هذه اوتلك بالأوبرا اوغيرها.
* برضو لأ .. الست من ايام الخطوبة وهى تعلم أن هذا عملي وتشاهد كل صورى مع فنانات وصديقات بل وعلي الطبيعة وتقبلت حياتى كما هى من أول يوم .

– لم اطيق التفكير اكثر من هذا فناديتها لأفهم الموضوع .
فوجدتها تقول لى : يعنى مش عارف؟
فأجبتها بالنفي .
فوجدتها تنظر لي نفس نظرات عبلة كامل وهى متقمصة شخصية ريا أثناء إستدراجها لضحيتها الرابعة بالتنسيق مع شقيقتها سكينة في المسلسل الشهير .

ثم وجدتها تخرج من الغرفة وتعود بالبوم الصور القديم وتخرج منه صور زفافنا هذه وراحت تقول : منذ زواجنا في نفس توقيت عيد ميلادى منذ ٢٠ عاما أى في عام ٢٠٠٢ وانت تحضر لى كارت صغير ومعه وردة وتكتب فيه كلمات قصيرة جدا ولكنها معبره للغاية وتقبلنى من جبينى وتربت علي كتفى ورأسي.
– نظرت لسقف الغرفة ورحت اكتم غيظى وأسيطر علي إنفعالاتى .. ثم قلت لها :
– طيب ياستى انا اسف وبعتذرلك وخدى الكارت والفلوس وهاتى دماغك ابوسها .
* أقسم بالله ماهيحصل .

هنا تدخلت رحمة لتقول لها : ماخلاص بقي ياماما مالك مكبرة الموضوع كده .
فوجدتها تنفعل بشدة علي البنت تماما كما فعلت سعاد نصر مع ابنتها في أحد مشاهد مسرحية ” الهمجى” لمحمد صبحى : أخرسي خالص .
فراحت رحمه تشوح بيدها وتترك الغرفة وهى تردد : والله ده شغل ناس مجانين.
اعجبنى تعبير البنت ورحت اردد بصمت ماقالته.
ثم سألتها :
– طيب حضرتك اقدر أعمل أيه دلوقتى علشان اصلح أم الغلطة الشنيعة الفظيعة ديه ؟
* اتفضل خد الكارت ومعاه فلوسك واتفضل نام وبكرة بإذن الله تجيب كارت وتكتب فيه وأول ماتدخل تدهولي زى كل سنة وتقبل جبينى علشان احطه مع كل الكروت اللي جبتهالي من أيام الخطوبة .
رحت أسيطر علي نفسي واتحاشى غضبى وانا اكرر نفس ماقالته رحمة ” ده فعلا شغل مجانين” ووعدتها بالتنفيذ.
وبالفعل كان اول شئ فعلته عند خروجى اليوم شراء كارت من أبو ٢ج ووردة من أم ٣ج وكتبت ما قدرنى الله علي كتابته .
وعند دخولي للشقة بعد منتصف الليل أقتربت منها واهديتها الكارت وقبلت جبينها ولم يكن متبقيا شئ سوى تقمص شخصية الريحانى وغناء : علشانك انتى انكوى بالنار
والقح جتتى وادخل جهنم وانشوى واصرخ واقول يا لهوتى…
” يالطيف يالطيف” .
فارتسمت علامات السعادة علي وجهها وهى تقرأ بعناية ماقمت بكتابته لدرجة إننى توقعت إنها ستقوم لتطربنى بألف ليلة وليلة للست أم كلثوم .
ثم راحت تشكرنى وأعدت العشاء بنفس راضية.
والمفاجاة إننى حينما توجهت لغرفتى قبل قليل تذكرت إننى لم اضع النقود مع الكارت وهى لم تنتبه لهذا إطلاقا فقد دخلت غرفتها لتنام بجانب رحمة هادئة وراضية ؛ ولم الفت نظرها للنقود حتى الأن فقط رحت اردد بينى وبين نفسي : من صاحب مقولة “الزوجه العبيطة رزق” ؟!!!

قد يعجبك ايضآ

التعليقات مغلقة.