محمدي يطرح اليوم “كنت ضامني” ويكسر الصمت: السر الحقيقي وراء تأجيل الأغنية 

أطل علينا اليوم الأربعاء الفنان محمد محمدي بأحدث أعماله الغنائية “كنت ضامني”، والتي تمثل محطة فنية متقدمة في مسيرته، بعد فترة غياب امتدت طويلاً، ولكنها كانت على ما يبدو ضرورية لنضوج تجربته الفنية.

بقلم : ريهام طارق 

الأغنية تم تصويرها بطريقة الفيديو كليب وتم طرحها عبر جميع المنصات الموسيقية ومواقع التواصل الاجتماعي حظيت بتفاعل جماهيري واسع.

“كنتُ ضامني”… دراما غنائية عن كسر القيود والانتصار للذات:

تنتمي اغنيه “كنتُ ضامني” إلى اللون الدرامي الغنائي، وهو لون يتطلب حسًا تعبيريًا عاليًا واستبطانًا داخليًا عميقًا، وقد اختار محمد محمدي هذا التوجه بعناية، ليترجم وجعًا إنسانيًا عامًا يتمثل في تجربة الانفكاك من العلاقات المؤذية والسامة، حيث تناولت الأغنية موضوع التحرر النفسي من أشخاص نرجسيين، مستنزفين للطاقة والنجاح، والتجربة المؤلمة التي يمر بها الإنسان حين يُدرك أن ما ظنه حبًا أو أمانًا لم يكن سوى قيدًا و خديعة، وفي لحظة وعي حاسمة، يقرر البطل أن “يشتري حريته” كما يرد في نص الأغنية، في إشارة رمزية إلى قرار الانفصال عن العلاقة، لا هربًا وإنما نهوضًا بالذات.

إبداع أحمد المالكي الشعري وعبقرية التعبير: 

يمثل النص الغنائي الذي صاغه الشاعر أحمد المالكي امتدادًا لما عُرف عنه من حساسية لغوية عالية وبراعة في تشكيل الصور الشعرية القادرة على استثارة الوجدان، دون السقوط في المباشرة أو الابتذال.

يحمل النص صوتًا داخليًا متوترًا، مشحونًا بالخذلان والمرارة، لكنّه لا يكتفي بالتشكي، بل يسعى إلى طرح لحظة الخلاص بوصفها خيارًا وجوديًا، لا بديل عنه.

اللغة جاءت محمولة على إيقاع نفسي دقيق، جمعت بين الصدق والعفوية من جهة، والدقة الشعرية من جهة أخرى، ما جعل النص قادرًا على الوصول إلى المتلقي دون حواجز، مع بقاء العمق متاحًا لمن أراد التفسير والتحليل.

اقرأ أيضاً: ابني المراهق يصرخ في وجهي ويعاملني بعنف: من المذنب هو أم أنا؟

لحن وتوزيع متزن وذكي في “كنت ضامني”:

أما اللحن، قدّم محمدي لحن يميل إلى الطابع الشرقي، وجاء توزيع أحمد أمين ليضيف لمسة احترافية وضعت اللحن في تابلوه موسيقى محترف 

محمد محمدي يعود بصوت ناضج يُجسّد المعنى ويتجاوز الاستعراض:

قدم محمد محمدي أداءً صوتيًا ناضجًا متزنًا، يبتعد عن الاستعراض الصوتي ويقترب من روح الأغنية ورسالتها، بدا صوته يعبر بإحساس صادق ومعبر بحرفيه شديدة عن كل جمله كتبها أحمد المالكي.

كنت ضامني… بين النرجسية والتحرر:

جاء التفاعل اللافت الذي حظيت به أغنية “كنتُ ضامني” فور طرحها سواء من حيث نسب المشاهدة المرتفعة أو التفاعل الواسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي ليؤكد أن الجمهور العربي لا يزال يملك شغفًا حقيقيًا تجاه الأعمال الفنية الراقية، التي تُعلي من شأن الكلمة المعبرة واللحن المتزن، في مقابل ما يطغى على المشهد الغنائي من صخب موسيقى ومواضيع نمطية وسطحية.

محمدي لأول مرة يكشف عن سر تأجيل إصدار اغنيه “كنت ضامني”:

كشف محمدي لأول مرة عن السر وراء تأجيل إصدارها طوال الفترة الماضية، أوضح محمدي أن الأغنية هي نتاج تعاون فني مع رفيق رحلة كفاحه الشاعر الغنائي أحمد المالكي، الذي كتب كلماتها منذ وقت طويل، فيما تولى بنفسه تلحينها، ورغم الانتهاء من العمل منذ زمن، اختار تأجيل طرحها حتى تتوافر الظروف الفنية والإنتاجية المناسبة، ما يعكس وعيًا فنيًا رفيعًا وحرصًا دقيقًا على توقيت الإصدار بما يتوافق مع تحولات المشهد الموسيقي.

وأشار محمدي إلى أنه لم يتوقف عن الغناء خلال هذه الفترة، لكن التحديات الإنتاجية كانت العامل الأساسي الذي أعاق تجديد خطواته الغنائية، مما يسلط الضوء على المعوقات العملية التي تواجه الفنانين في استمرار تقديم أعمال جديدة ذات جودة عالية. 

كما شدد محمدي على حرصه في اختيار مشروع فني يعكس تطوره الفني المستمر، وينسجم مع نضجه الصوتي والتقني، ليكون عند مستوى توقعات جمهوره ويحافظ على مكانته التي حققها في مسيرته الفنية مؤخرًا.

في النهاية، تُعد اغنية، “كنتُ ضامني” تجربة فنية مكتملة الأركان، من حيث النص واللحن والتوزيع والأداء، والأهم من ذلك، أنها تحمل رسالة ناضجة وقادرة على فتح نقاش عميق حول العلاقات السامة وتحرير الذات منها.

إنها عودة تُحسب لـ محمدي باعتبارها انتقالًا إلى مرحلة أكثر نضجًا وصدقًا في مسيرته، واتمني ان تكون هذه الأغنية تمهيدًا لتقديم مكتبة ضخمة من الأغاني التي تحمل توقيعه غناء وتلحين.

محمد محمدي… صوت الإسكندرية الذي عبر إلى الاحتراف برؤية فنية ناضجة

ينتمي محمد محمدي إلى مدينة الإسكندرية، التي كانت ولا تزال مهدًا للثقافة والفن، حيث وُلد عام 1987، وتخرج في كلية الآداب بجامعة الإسكندرية، وبدأ مشواره الفني في العشرين من عمره، متسلحًا بصوت دافئ، و حس فني لافت، لم تكن بداياته محاطة بالضوء أو الشهرة، بل جاءت عبر الغناء في بعض أماكن المدينة، إلى أن شاءت المصادفة أن يكون من بين جمهوره ذات يوم الموسيقار الكبير الراحل حسن أبو السعود.

 

وقد شكّلت تلك اللحظة نقطة تحوّل حاسمة في مسيرته، إذ استمع إليه أبو السعود بإصغاء، ثم دعاه بصدق الفنان إلى مغادرة الإسكندرية والتوجّه إلى القاهرة، ليبدأ خطواته في عالم الاحتراف، وبالفعل، لبّى محمدي هذه الدعوة، ومن هنا بدأت رحلته الحقيقية مع الغناء والتلحين والكتابة.

قدّم محمد محمدي في بداياته عددًا من الأغنيات التي لاقت تفاعلًا نسبيًا، من أبرزها أغنية “وشوش فالصو”، التي عكست منذ وقت مبكر ميله نحو الأغنية ذات البُعد التعبيري والدرامي، و المتمسكة برشاقة الكلمة واللحن، لم يكتفِ بالغناء فقط، بل دخل مجال التلحين، كما كتب بعض أغنياته بنفسه، وشارك في كتابة وتلحين أعمال لفنانين آخرين، ما يعكس شغفًا حقيقيًا بالموسيقى كمبدع لا كمهنة فقط.

 

بداية مشوار محمدي في مجال التلحين:

تميزت بداية محمدي في مجال التلحين بقوة لافتة، ليس فقط على مستوى الجودة الموسيقية، بل على صعيد نوعية الأسماء التي تعامل معها منذ خطواته الأولى، إذ لحّن لكبار الأصوات في الوطن العربي، مثل نجاة عطية، مي فاروق، وقدم ألحانًا مؤثرة لنجوم الصف الأول، لعل أبرزها أغنية “أول يوم فى البعد” لـ عمرو دياب، والتي تعد من أبرز محطات دياب الغنائية في العقد الأخير.

كما قدّم أغنية “بعدنا ليه” للفنان محمد حماقي، وأغنية “طول ما انت بعيد” للفنانة أنغام، هذا النجاح أهّله للتعاون مع عدد من أبرز فناني الساحة الغنائية في مصر، مثل أحمد سعد، مي كساب، محمد شاهين، مصطفى حجاج، رامي جمال، تامر عاشور، وجنات ، ومن ابرز الشعراء الذي تعامل معهم محمدي: “ أحمد المالكي ، محمود عبدالله ، عصام حسني ، حسام طنطاوى، ابراهيم محمد، محمد سلامه ،محمد ابو نعمه، هاله الزيات “.

لكن محمدي لم يكتفِ بدوره كمُلحّن، بل اتخذ قرارًا فنيًا بالغ الدلالة بالعودة إلى الغناء، مع الحرص الشديد في انتقاء اختياراته، إذ لم يتجه إلى الألوان الخفيفة أو التجارية الرائجة، بل اختار تقديم المدرسة الشرقية التي لا تزال تمثل المرجع الأهم في رؤيته الموسيقية، وهو ما يتجلى في ألحانه وأدائه على السواء، حيث تتّسم أعماله بالعمق اللحني والتوازن بين الكلاسيكية والتحديث، مع تمسك واضح بالهوية الموسيقية المصرية الأصيلة، في مقابل موجات التغريب والتسطيح التي أصابت الأغنية العربية المعاصرة.

 

لأول مرة محمدي في تعاون جديد مع حمزة نمرة ولقاء جديد مع حماقي:

يستعد محمد محمدي لطرح مجموعة من الألحان الجديدة مع انطلاق الموسم الصيفي القادم، أبرزها تعاون مميز مع النجم محمد حماقي في أغنية جديدة ستُدرج ضمن ألبومه المرتقب، الذي من المقرر صدوره خلال الشهر المقبل.

كما يشهد موسم صيف 2025، التعاون الأول بين محمدي والنجم حمزة نمرة، في عمل غنائي جديد من ألحانه سيُضاف إلى ألبوم حمزة المرتقب،والذي سيتم طرحه أيضاً في بداية الموسم الصيفي إلى جانب ذلك، يوجد عدد من الألحان الأخرى التي تقترب من مراحل الانتهاء، وسيتم الإعلان عنها خلال الفترة المقبلة ضمن خطة الإصدارات الموسيقية لصيف 2025.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.