السعودية تُرسي قواعد للسلام والأمن في اليمن برعايتها لـ “اتفاق الرياض”.. والعواصم العربية والدولية تُرحب بتوقيع الوثيقة وتُثمّن جهود المملكة
أرست المملكة العربية السعودية لبنة جديدة في طريق استعادة السلام والاستقرار في جمهورية اليمن الشقيقة، بعدما توجت جهودها طوال الاشهر الماضية بإقرار اتفاق المصالحة بين الحكومة الشرعية اليمنية، والمجلس الانتقالي الجنوبي، الذي استضافته مدينة الرياض أمس، استجابة للدعوة الكريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وبرعاية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع – حفظهما الله -.
وقد أعرب صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد في كلمته أمس خلال مراسم التوقيع على الوثيقة عن تطلع المملكة من خلال اتفاق الرياض، لإعلاء مصلحة الشعب اليمني فوق كل اعتبار وفوق مطامع الأطراف التي تسعى لنشر الطائفية والفوضى وعدم الاستقرار في اليمن، مشيرًا إلى أن هذا الاتفاق المبارك سيفتح الباب أمام تفاهمات أوسع بين المكونات اليمنية للوصول إلى الحل السياسي الذي ينهي الأزمة اليمنية، ويُحصن اليمن، ويحميه ممن لا يريد الخير لليمن بجميع مكوناته وسائر شعوب أمتنا العربية.
واستقبلت العواصم العربية والغربية توقيع اتفاق الرياض بترحاب، وتقدير كبيرين للمجهودات الحثيثة التي بذلتها الدبلوماسية السعودية مؤخرًا، بالتعاون مع الأطراف الإقليمية المعنية بإقرار الأمن والاستقرار في اليمن، والعمل على استعادة الشرعية، وانهاء الانقلاب الحوثي المدعوم من إيران، وذلك بالنظر إلى ما يمثله الاتفاق من فرصة كبيرة لتعزيز فرص التوصل لحل سياسي شامل للأزمة اليمنية، والالتزام بجميع مرجعيات التسوية السياسية، لاسيما مبادرة مجلس التعاون الخليجي، ومخرجات الحوار الوطني الشامل، وقرار مجلس الأمن رقم 2216.
ففي القاهرة، أعرب الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية عن سعادته البالغة بمناسبة التوقيع على وثيقة اتفاق الرياض بين الحكومة الشرعية اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي.
وقال في تغريدة على حسابه بـ “تويتر”: “تابعت بسعادة بالغة مراسم توقيع الاتفاق بين الحكومة الشرعية اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي، وذلك استجابة للدعوة الكريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وبرعاية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع – حفظهما الله -، وحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات العربية المتحدة”.
كما أشادت دولة الإمارات العربية المتحدة بحكمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، التي كان لها الدور المحوري في جمع الأطراف اليمنية إلى طاولة الحوار، والتوقيع على وثيقة “اتفاق الرياض”.
وثمنت في بيان صادر عن وزارة الخارجية والتعاون الدولي، الدور الإيجابي والبناء للمملكة العربية السعودية على الساحة اليمنية، مشيرةً إلى أن المملكة تعد ركيزة أساسية للأمن القومي العربي والخليجي. وأشادت بالتحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية ودوره في الحفاظ على أمن المنطقة واستقرارها وازدهارها، مجددة التزامها بهذه الشراكة.
بدوره، أشاد رئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترمب، بالتوقيع على وثيقة اتفاق الرياض، وقال في تغريدة على حسابه بـ “تويتر” إن هذا التوقيع خطوة وبداية جيدة للغاية، وطالب جميع الأطراف في اليمن بمواصلة العمل وبذل الجهود للوصول لاتفاق نهائي.
في المقابل، أصدرت الخارجية البريطانية اليوم بيانًا رحبت فيه بالتوقيع على وثيقة “اتفاق الرياض”، نوهت فيه بجهود المملكة العربية السعودية الرامية إلى إعادة الأمن والاستقرار في اليمن والمنطقة .
وقالت الخارجية البريطانية في بيانها: “ترحب الحكومة البريطانية بتوقيع وثيقة اتفاق الرياض بين الشرعية اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي، وتؤيد هذه الوثيقة باعتبارها خطوة مهمة للوصول إلى حل سياسي شامل في اليمن”.
من جانبه، رحب مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن مارتن غريفيثس بتوصل الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي إلى اتفاق يرسم ملامح المرحلة المقبلة في البلاد.
واعتبر في بيان أصدره أن التوقيع على هذه الاتفاقية يعد خطوة مهمة في جهودنا الجماعية الرامية إلى التوصل إلى تسوية سلمية للنزاع في اليمن، مشددًا على أن الإصغاء إلى أصحاب العلاقة الجنوبيين المعنيين يعدّ أمرًا في غاية الأهمية للجهود السياسية المبذولة لإحراز السلام في البلاد. كما أعرب في بيانه عن امتنانه للمملكة العربية السعودية لتوسطها الناجح من أجل إبرام هذه الاتفاقية، ووجه الشكر لجهودها الدبلوماسية الحثيثة التي بذلتها دون كلل أو ملل.
وفي بروكسل، أصدر الاتحاد الأوروبي اليوم، بيانا رحب فيه بتوقيع وثيقة اتفاق الرياض بين الحكومة الشرعية اليمنية والمجلس الانتقالي. وقال بيان للمتحدث باسم خدمة العمل الخارجي الأوروبي إن إبرام الاتفاق بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي الذي تم التوصل إليه في الرياض يعد خطوة مهمة نحو وقف التصعيد والسلام لليمن وللمنطقة، معتبرا أن اليمن أصبحت اليوم أقرب إلى التوصل إلى تسوية سلمية تفاوضية وشاملة تضع حداً للنزاع المستمر.
من جانبه، رحب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط بتوقيع اتفاق الرياض بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي، مؤكداً أن الاتفاق يُعدّ خطوة مهمة للحفاظ على تكامل التراب اليمني، وللحيلولة دون انزلاق البلد نحو المزيد من الانقسام والتفكك.
وأشار أبو الغيط – في بيان رسمي للأمانة العامة لجامعة الدول العربية أمس إلى أن المملكة العربية السعودية قامت بدورٍ مهم ومُقدَّر في رعاية الاتفاق ودفع الأطراف اليمنية إلى مائدة التفاوض، موضحًا أن اتفاق الرياض يُعطي إشارة على إمكانية التوافق بين الأطراف اليمنية من أجل تجنّب الحرب والانقسام.
وأشادت منظمة التعاون الإسلامي بتوقيع الحكومة الشرعية اليمنية والمجلس الانتقالي على اتفاق الرياض، وأكد معالي الأمين العام للمنظمة الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين أن هذا الاتفاق سيسهم في تعزيز أمن واستقرار اليمن والوقوف جبهة واحدة في مواجهة ميليشيات الحوثي.
كما ثمن الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني بتوقيع اتفاق الرياض، ووصفه بـ “الخطوة التاريخية” للحفاظ على أمن اليمن واستقراره ووحدته، وتوحيد الجهود اليمنية لمواجهة جماعة الحوثي واستعادة الشرعية على الأراضي اليمنية كافة، وخدمة المصالح العليا للشعب اليمني.
فيما أعرب رئيس البرلمان العربي الدكتور مشعل بن فهم السُّلمي عن ارتياحه لنجاح جهود المملكة العربية السعودية في التوصل إلى اتفاق بين الحكومة الشرعية اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي.
وتزامنًا مع صدور بيان من المملكة الأردنية الهاشمية ثمنت فيه الدور الكبير للمملكة العربية السعودية لإنجاز الاتفاق، تلقى خادم الحرمين الشريفين، برقية تهنئة من أخيه جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، بمناسبة التوقيع على وثيقة اتفاق الرياض، اليوم، بين الحكومة اليمنية الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي.
كما رحبت دولة الكويت أمس بتوقيع وثيقة اتفاق الرياض بين الحكومة الشرعية اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي، وتلقى خادم الحرمين الشريفين، برقية تهنئة، من صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، بمناسبة التوقيع على وثيقة اتفاق الرياض ثمن فيها الدور الكبير والمساعي الحميدة التي قامت بها المملكة العربية السعودية في التقريب بين رؤى الجانبين والذي أفضى للتوصل إلى هذا الاتفاق.
كما أعرب الرئيس إسماعيل عمر جيله رئيس جمهورية جيبوتي عن التهنئة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد، بمناسبة التوقيع على وثيقة اتفاق الرياض بين الحكومة الشرعية اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي.