المزيد من المشاركات
رغم أن الجميع يسعى لمعرفة الحقيقة إلا أنهم قد يتعجبوا وقت سماعها ولكن الأمر المُحيِّر هو لِمَ يحدث ذلك؟ لِمَ يهرب الجميع منها حينما تصل إلى مسامعهم وكأنها لم تكن يوماً غايةً لهم؟ لِمَ يبغضها البعض لهذا الحد رغم أنها واضحة جلية ورغم إدراكهم بأن الحقيقة هي عين الحق والعدل الذي يتحتم علينا اتباعه وعدم الحياد عن قوله؟ لا أدري لِمَ يفر البعض منها رغم الارتياح التابع لها؟ فإني على يقين بأن مَنْ يشعر بذلك هو بالطبع واقع في الخطأ لذا فالحقيقة مُرة بالنسبة إليه لا يحاول أنْ يواجه نفسه بها حتى لا يزداد شعوره بالذنب وتأنيب الضمير حتى لا تكون كمَنْ يجلده بسُوط من نار إلى أنْ يتعذب ويموت حرقاً من شدة الألم أو يُفضِّل أنْ يُقر بها حتى يُريح ذاته، ولكن العلم بالشيء هو ما يجعل المرء قادراً على التراجع عنه تجنباً للأذى الذي يخلُفه، فالحقيقة هي الضمير الحي الذي يُوقِظ المرء قبل أنْ يغوص في الوحل ولا يتمكن من إنقاذ ذاته قبل فوات الأوان لذا عليه السعي لمعرفتها وعدم الهرب منها بتاتاً أو الخوف من عواقبها فهي لن تضره بقدر ما تنتشله من الضياع والحيرة والتشتت، فهي أقل وطأة من إنكارها …
المقال السابق
المقال التالى
قد يعجبك ايضآ