السينما المصرية ..تاريخ من النجاح ..وسنوات التراجع
كتب/ حسام الأطير
كانت السينما المصرية واحدة من أهم السينمات في الشرق الأوسط وتنافس بقوة في الساحة العالمية.
وكانت الأفلام المصرية تشارك في كبرى المهرجانات العالمية بالقارات الخمس منذ زمن طويل.
حيث شارك مصر في عام 1946 في مهرجان ” كان ” الدولي بفرنسا بفيلم ” دنيا ” بطولة راقية إبراهيم وأحمد سالم ومن إخراج رائد الإخراج السينمائي في مصر ” محمد كريم .
وتوالت بعد ذلك المشاركات السينمائية المصرية في كبرى المهرجانات الدولية .
ومن أشهر الأفلام المصرية التي باب الحديد، فيلم ” باب الحديد” إنتاج عام 1958، من إخراج يوسف شاهين.
وبطولة يوسف شاهين، فريد شوقي، هند رستم حيث شارك الفيلم في مهرجان برلين السينمائي الثامن.
كما تم اختياره من قبل مصر للتنافس على جائزة الأوسكار حيث يعد أول فيلم عربي وإفريقي يطرح للتأهل لجائزة الأوسكار.
وتم تصنيفه في المركز الرابع ضمن أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية في استفتاء النقاد.
كما تم اختيار الفيلم في قائمة أهم 1000 فيلم في تاريخ السينما العالمية.
وظلت السينما المصرية لوقت طويل أهم سينما في العالم العربي كله .
وقدمت مصر أكثر من ثلاثة آلاف فيلم حتى الآن وتمثل أغلب الرصيد الذى تعتمد عليه الآن جميع الفضائيات العربية تقريباً
أول شركة مصرية للإنتاج السينمائي .
في عام 1917 حيث أنشأ المخرج محمد كريم بمدينةالاسكندرية شركة لصناعة الافلام وعرضها.
واستطاعت الشركة في ذلك الوقت من إنتاج فيلمين هما “الازهار الميتة” و “شرف البدوي”.
وتم عرضهما في مدينة الاسكندرية اوائل عام 1918 ،وفى 1922 ظهر فيلم من انتاج وتمثيل “فوزى منيب” مكون من فصلين تحت اسم “الخالة الامريكانية”
وفي عام ١٩٢٧ أخرج أول فيلم روائي طويل، إسمه “ليلى” بطولة وإنتاج عزيزة أمير.
طلعت باشا حرب ودوره في صناعة السينما
في عام 1927 انشأ طلعت باشا حرب شركة مصر للتمثيل والسينما والتي تعد إحدى المؤسسات الفنية والإقتصادية العملاقة.
وفي السابع من مارس عام 1935 تم افتتاح ستوديو مصر ليساهم في ذلك الوقت في دعم وتقدم السينما في مصر.
كان طلعت حرب يؤمن بأن تجديد الاقتصاد في مصر لن يتم إلا إذا ازدهرت الثقافة واستنارت العقول بالأفكار الجديدة والثقافة الرفيعة.
وشهدت الخمسينيات ذروة صناعة السينما المصرية ، حيث إرتفع متوسط عدد الأفلام كل سنة إلى أكثر من 60 فيلما.
وتنوعت الأفلام المصرية من الرومانسي للغنائي والإستعراضي والكوميدي والتراجيدي .
وفي الستينيات وفي عهد الزعيم الراحل جمال عبدالناصر أنشئت المؤسسة العامة للسينما .
والتي قامت بإنتاج مئات الأفلام الروائية الطويلة، التي تتبع القطاع العام في مصر والتي مثلت مصر في العديد من المهرجانات الدولية.
فقد كانت الدولة معنيةفي تلك الفترة بدعم صناعة السينما وتخصص لها قدرا كبيرا من الاهتمام .
فأنتجت أعمال ذات قيمة كبيرة وحولت اعمال أدبية مهمة مصرية أو عالمية الي روائع الافلام .
وخرج من هذا الانتاج الكبير المع نجوم الفن السينمائي المصري الذين هم نجوم الوطن العربي حتي الان.
ولم تغلق المؤسسة المصرية العامة للسينما الباب أم الإنتاج الخاص .
بل كانت تنافس بشرف مع مؤسسات خاصة تنتج ايضا سينما ومع منتجين كبار.
منهم رمسيس نجيب وغيره من الفنانين الذين كانوا يخوضون معركة الانتاج.
ولمعت في تلك الفترة أسماء كبيرة كسندريلا الشاشة العربية سعاد حسني و نادية لطفي وحسن يوسف وغيرهم.
كما شهدت فترة السبعينات والثمنينات إنتاج ضخم للسينما المصرية بالتوازي مع زيادة دور العرض السينمائية.
كما شهدت تلك الفترة ميلاد نجوم كبار تربعوا على عرش السينما المصرية لسنوات طويلة .
مثل النجم محمود ياسين وعادل إمام ونور الشريف و محمود عبدالعزيز وأحمد زكي ونادية الجندي ونبيلة عبيد ومديحة كامل.
فترة مابعد حرب الخليج 1991
تراجعت السينما المصرية بشكل كبير منذ مطلع التسعينات ،خاصة بعد أزمة حرب الخليج عام 91.
حيث قل الإنتاج السينمائي بشكل ملحوظ، وإنخفضت نسبة التوزيع الخارجي للفيلم المصري خاصة في دول الخليج.
وأخذت السينما المصرية منحنى تنازلي، من حيث الإنتاج و نوعية الأعمال والإقبال على دور العرض.
لكن لايزال الحديث دائرا حول إستعادة السينما المصرية لبريقها وقوتها وتميزها، كأحد الصناعات الهامة والروافد الثقافية المؤثرة.
التعليقات مغلقة.