السينما والدراما المصرية .. أسباب الأزمة وسر التراجع وطريق العودة « هوليوود الشرق»

السينما والدراما المصرية .. أسباب الأزمة وسر التراجع وطريق العودة « هوليوود الشرق»

السينما والدراما المصرية .. أسباب الأزمة وسر التراجع وطريق العودة « هوليوود الشرق»

يشهد الوضع الحالي لصناعة السينما والدراما في مصر حالة من التراجع الملحوظ، ما يثير القلق بشأن مستقبل الفن في البلاد. فبعد تاريخ طويل وعريق أكسب مصر لقب “هوليوود الشرق”، أصبحت الساحة الفنية تواجه تحديات جسيمة على أكثر من صعيد.

كتبت:  تانيس درويش


أولاً: ملامح الأزمة

• تراجع الإنتاج المحلي: نشهد في السنوات الأخيرة انخفاضًا كبيرًا في عدد الأفلام والمسلسلات المنتَجة مقارنة بالعقود السابقة.
• إغلاق دور العرض والمسارح: أُغلقت العديد من السينمات والمسارح العريقة التي كانت شاهدة على إبداعات كبار الفنانين، أو تحوّلت إلى أنشطة تجارية أخرى، ما أفقد البنية التحتية الفنية جزءًا هامًا من أساسها.
• تحوّل مركز الإنتاج إلى خارج مصر: هناك توجه متزايد نحو إنتاج الأعمال الفنية في دول عربية مثل السعودية والإمارات، التي تقوم باستثمارات ضخمة وتستقطب المواهب والخبرات.
• البنية التحتية المهملة: على الرغم من امتلاك مصر لاستوديوهات ضخمة تُعد من الأكبر في العالم العربي، إلا أن العديد منها يحتاج إلى تحديث شامل ليتماشى مع أحدث التقنيات والمعايير الدولية.


ثانيًا: الأسباب المحتملة للتراجع

• ضعف الاستثمار والتمويل: تعاني الصناعة من نقص الاستثمارات من قبل القطاعين العام والخاص، مما يؤثر سلبًا على حجم وجودة الإنتاج.
• صعوبات في التوزيع والتسويق: تواجه الأعمال المصرية تحديات كبيرة في الوصول إلى الجمهور، سواء داخل البلاد أو على المستوى العربي والدولي.
• إهمال دعم المواهب الشابة: غياب برامج ممنهجة لاكتشاف وتدريب ودعم الكوادر الفنية الجديدة، يعوق عملية التجديد والاستمرارية.
• تغير الذوق العام: يشهد الذوق الفني لدى الجمهور تغيرًا ملحوظًا، ما أدى إلى انتشار أعمال تفتقر إلى المضمون وتروج للعنف والقيم السلبية، بدلًا من الأعمال الهادفة التي عُرفت بها الدراما المصرية في السابق.

ثالثًا: تراجع الدور الثقافي لمصر

أدى هذا التراجع إلى ضعف التأثير الثقافي والفني لمصر في المنطقة، ما انعكس سلبًا على صورتها ومكانتها، كما تسبب في فقدان العديد من فرص العمل للعاملين في هذا القطاع الحيوي.

رابعًا: الأثر الاقتصادي

لطالما كانت صناعة السينما والدراما رافدًا مهمًا للاقتصاد الوطني، إلى جانب الزراعة والصناعة والسياحة. ومع تراجع هذه الصناعة، تتأثر الموارد الاقتصادية، مما يستدعي تدخلاً عاجلًا لإعادة إحيائها.

خامسًا: خطوات نحو استعادة الريادة

لإعادة مصر إلى مكانتها كقلب نابض للفن العربي، لا بد من اتخاذ خطوات جادة تشمل:
1. تحديث وتطوير البنية التحتية للاستوديوهات.
2. تدريب الكوادر الفنية وتأهيل جيل جديد من المبدعين.
3. تسهيل عمليات التوزيع والعرض للأعمال المصرية.
4. مراجعة وتحديث القوانين المنظمة للإنتاج الفني.
5. تشجيع الإنتاج المشترك مع الدول العربية لتبادل الخبرات وفتح أسواق جديدة.


سادسًا: إشراقة أمل

إن قرار إعادة تفعيل قطاع الإنتاج في التلفزيون المصري برئاسة الأستاذ أحمد المسلماني يُعد من الخطوات الإيجابية التي تبعث على التفاؤل. فمصر تمتلك ثروة من الاستوديوهات والمرافق الفنية مثل:
• مبنى التلفزيون “ماسبيرو”
• مدينة الإنتاج الإعلامي
• استوديوهات الأهرام
• استوديو النحاس
• استوديو المدينة
• استوديو مصر
كلها شواهد حية على أن مصر كانت — ويجب أن تبقى — في الصدارة دائمًا، لا تابعة ولا متأخرة.

مصر هي هوليوود الشرق يا سادة
وعلينا جميعًا أن نُعيد إليها هذا المجد الفني والتاريخي العظيم.

المزيد : المخدرات نشوة زائفة ونهاية مؤلمة .. أنواعها وأسمائها وطرق إيقاع الشباب بين براثينها

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.