الشاعر الذي قتله شِعره
الشاعر الذي قتله شِعره
كتبت/ وئام أحمد إمام
أبو الطيب المتنبي هو أحد أكثر شعراء العرب شهرةً إن لم يكن أشهرهم علىٰ الإطلاق، وهو من الشعراء الذين اكتسبوا أهميةً تجاوزت زمانهم ومكانهم، فلم يكن المتنبّي مجردَ شاعرٍ يملك من الفصاحة والبلاغة ما لا يملكه غيره من الشعراء، بل كانَ ذا شخصيةٍ مميزة، يعتز بنفسه ويفخر بها في قصائده ومجالسه.
ولِد في الكوفة بالعراق في عام ٩١٥م، ويعتبره كثيرون من أعظم شعراء اللغة العربية علىٰ الإطلاق.
بداياته:-
بدأ كتابة الشعر عندما كان في التاسعة من عمره وتناول موضوعات مثل: الشجاعة وفلسفة الحياة ووصف المعارك، تأثر أسلوبه بالنمط الكلاسيكي والبلاغة المتألقة وتقدير أشعاره لدىٰ القراء العرب يشبه تقديس الغرب لأعمال شكسبير.
وامتاز المتنبي بذكائه وذاكرته وحصيلته تضم حوالى ٣٢٦ قصيدةً من شعر المدح، تجول المتنبي في دول مختلفة خلال حياته مثل سوريا ومصر وإيران.
ماذا قالوا عنه:-
عُرِف المتنبي بأنه شاعر حكيم، كما أنّه من أفضل من استخدموا اللغة العربية واعرفهم بها ولا يزال حتىٰ يومنا هذا مصدر إلهام للكثير من الأدباء والشعراء وقد عُرف كذلك بحدة ذكائه.
وُصف المتنبي بأنه نادرة زمانه، وكتب المتنبي شعر الهجاء والمديح، وأيامه الذهبية كانت في بلاط سيف الدولة الحمداني في حلب وله ألّف أبلغ قصائد المديح.
وفاة المتنبي:-
كانت موهبته العظيمة سببًا في تقربه من العديد من القادة الذين عاصرهم، وقد أثنىٰ المتنبي علىٰ هؤلاء القادة والملوك مقابل المال والهدايا، فقد اكتسب أسلوبه الشعري القوي والنزيه شعبيةً كبيرةً في عصره.
قُتِل المتنبي بسبب إحدىٰ قصائده التي احتوت علىٰ إهانةٍ كبيرةٍ لرجلٍ يدعىٰ “ضبة الأسدي” والذي تعاون مع عمه الذي يُدعىٰ “فاتك الأسدي” تمكنا من اعتراض طريق المتنبي، وتم قتله عام ٩٦٥م.
أهم ما قاله المتنبي:-
– مصائبُ قومٍ عندَ قومٍ فوائدُ.
-على قدرِ أهلِ العزمِ تأتي العزائمُ.
-ما كلُّ ما يتمناه المرءُ يدركُهُ تجري الرياحُ بما لا تشتهي السفنُ.
-لا يَسلَمُ الشرفُ الرفيعُ من الأذى حتى يُراقَ على جوانبِهِ الدَّمُ.
-إذا أنت أكرمتَ الكريمَ ملكْتَهُ وإن أنت أكرمتَ اللئيمَ تمرَّدا.
-أعزُّ مكانٍ في الدُّنى سـرْجُ سابِحٍ وخيرُ جليسٍ في الزمانِ كتابُ.
-ذو العقلِ يشقى في النعيـمِ بعقلهِ وأخو الجهالةِ في الشقاوةِ يَنْعَمُ.
-فلا مجدَ في الدنيا لمن قلَّ مالُهُ ولا مالَ في الدنيا لمن قلَّ مجدُهُ.
-ومِن العداوةِ ما ينالُكَ نفعُـهُ ومِن الصداقةِ ما يَضُرُّ ويُؤْلِمُ.
-وإذا أتتك مذمتي من ناقصٍ فهي الشهادةُ لي بأني فاضلُ.
-وإذا لم يكنْ مِن المـوتِ بـدٌّ فمن العجزِ أن تكون جبانـا.
-إذا غامرتَ في شرفٍ مرُومٍ فلا تقنعْ بما دون النجـومِ، فطعمُ الموتِ في أمرٍ حقـيرٍ كطعمِ الموتِ في أمرٍ عظيمِ.
-أغايةُ الدينِ أن تَحفوا شواربكـم يا أمةً ضحكت من جهلِها الأممُ.
-لا بقومي شرفتُ بل شرفوا بي وبنفسي فخرتُ لا بجدودي.
-أنا الذي نظـرَ الأعمى إلى أدبي وأسـمعتْ كلماتي مَن به صممُ.
-فالخيــلُ والليلُ والبيداءُ تعـرفُني والسيف والرمح والقرطاسُ والقلمُ.
-ليس التعللُ بالآمالِ من إربي ولا القناعةُ بالإقلالِ من شيمي.
معظم هذه الأشعار سارت مسرىٰ الأمثال علىٰ ألسنة الناس.