الشاويش عطيه حبيس المشفى

فى أيام الزمن الجميل كان النجم يطمح إلى إسعاد جمهوره وفقط، ولم يهتم معظمهم بتأمين حياته ومستقبله – كما يفعل الفنانون والنجوم الآن – ولكنهم كانوا عاشقين للفن ولمتعة الجمهور.
تنطفئ شعلة الفنان، عندما يجد نفسه وبعد سنوات طويلة من العطاء، مريضاً على سريره أو فقيراً مشرّداً بلا منزل، عاجزاً من أن ينهض، وسط غياب الاهتمام الرسمي خاصة والمعني بالثقافة عامة.

والساحة العربية تضجّ بالحكايات عن فنانين كبار رحلوا عن الأضواء، بعد أن تم نسيانهم على حدود الخارطة الثقافية والاجتماعية، وعاشوا في الوحدة مثل بقايا رماد الزمن..

رياض القصبجي ممثل مصري، ولد في عام 1903، بدأ حياته كمساريًا بالسكة الحديد، ثم أصبح عضوا بجماعة التمثيل الخاصة بالسكة الحديد، ثم التحق بفرقة أحمد الشامى المسرحية والتي كان غالبية أعضائها من الهواة، كما عمل في فرق على الكسار وجورج أبيض وإسماعيل ياسين. عمل رياض القصبجي في السينما مع الفنان إسماعيل ياسين في غالبية الأعمال التي حملت اسمه، وظلت شخصية الشاويش عطية التي قدمها عدة مرات مع إسماعيل يس عالقة بأذهان المشاهدين

رياض القصبجى” أو “الشاويش عطية”  انتهى به الأمر حبيسًا بمستشفى بعد الوفاة، لم يستطع أهله إخراجه إلا بعد تدخل المخرج حسن الإمام وسداد مصاريف علاجه بالكامل ومن ثم تمكن من استخراج جثته لدفنها. . توفى في عام 1963 عن عمر يناهز 60 عامً

انعكس التاريخ كأنه يردّد: “يوم لك ويوم عليك”، فالفقر والبؤس والحرمان يطرق أبواب الفنانين العرب وينهش سنواتهم الأخيرة بعد ما قدّموه من عطاء رفعوا من خلاله شأن بلدانهم كنجومٍ في سماء مُعتمة، البلدان التي لم تنصفهم، بل أمعنت في تلوين قتل الإبداع بكل بطء وسرور، والسؤال .. أيجب أن يموت الفنان العربي فقيراً مُعدماً؟ ومَن سيرحل غداً لنرى الإعلام يبكيه مادة دسمة؟

 الميادين

 

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.