الشحناء والبغضاء بين المسلمين والارحام
قال تعالى: وقل لعبادي يقولوا التي هى أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا [الإسراء:53] وقال صلى الله عليه وسلم : { إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم } [رواه مسلم].
عن ابي هريرة رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال( لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا، المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يحقره ولا يخذله التقوى ها هنا ويشير إلى صدره ثلاث مرات بحسب امرىء من الشر أن يحقر أخاه المسلم كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه ) رواه مسلم
الغضب مفتاح كل شر وقد أوصى صلى الله عليه وسلم رجلا بالبعد عن الغضب فقال: { لا تغضب } فرددها مرارا [رواه البخاري] فإن الغضب طريق إلى التهكم بالناس والسخرية منهم وبخس حقوقهم وإيذائهم وغير ذلك مما يولد البغضاء والفرقة.
🔰الشحناء والبغضـاء بين الأخ وأخـيه.
▫قال العلامة بن عثيمين – رحمه الله – ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺑﻤﺎ ﻳﻠﻲ :
▪ﺃﻭﻻ :
ﺃﻥ ﻳﺬﻛﺮ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺑﻘﺎﺀ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺪﺍﻭﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺄﺛﻢ ﻭﻓﻮﺍﺕ ﺍﻟﺨﻴﺮ ، ﺣﺘﻰ ﺇﻥ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺗﻌﺮﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻮﻡ ﺍﻹﺛﻨﻴﻦ ﻭﺍﻟﺨﻤﻴﺲ، ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺑﻴﻦ ﺍﺛﻨﻴﻦ ﺷﺤﻨﺎﺀ ﻗﺎﻝ: « ﺃﻧﻈﺮﻭﺍ ﻫﺬﻳﻦ ﺣﺘﻰ ﻳﺼﻄﻠﺤﺎ » ﺃﻱ: ﺍﻟﺮﺏ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻻ ﻳﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻚ ﻳﻮﻡ ﺍﻹﺛﻨﻴﻦ ﻭﺍﻟﺨﻤﻴﺲ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺑﻴﻨﻚ ﻭﺑﻴﻦ ﺃﺧﻴﻚ ﺷﺤﻨﺎﺀ.
▪ﺛﺎﻧﻴﺎ :
ﺃﻥ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻔﻮ ﻭﺍﻹﺻﻄﻼﺡ ﻓﻴﻪ ﺧﻴﺮ ﻛﺜﻴﺮ ﻟﻠﻌﺎﻓﻲ ، ﻭﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺰﻳﺪﻩ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﻔﻮ ﺇﻻ ﻋﺰﺍ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: « ﻣﺎ ﺯﺍﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺒﺪﺍ ﺑﻌﻔﻮ ﺇﻻ ﻋِﺰّﺍ » ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ.
▪ﺛﺎﻟﺜﺎ :
ﺃﻥ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ـ ﻭﻫﻮ ﻋﺪﻭﻩ ـ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻮﻗﺪ ﻧﺎﺭ ﺍﻟﻌﺪﺍﻭﺓ ﻭﺍﻟﺸﺤﻨﺎﺀ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ، ﻷﻧﻪ ﻳﺤﺰﻥ ﺃﻥ ﻳﺮﻯ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻣﺘﺂﻟﻔﻴﻦ ﻣﺘﺤﺎﺑﻴﻦ ﻭﻳﻔﺮﺡ ﺇﺫﺍ ﺭﺁﻫﻢ ﻣﺘﻔﺮﻗﻴﻦ ﻭﺍﻟﻌﺪﺍﻭﺓ ﻭﺍﻟﺸﺤﻨﺎﺀ ﺑﻴﻨﻬﻢ.
ﻓﺈﺫﺍ ﺫﻛﺮ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻊ ﻭﺍﻟﻤﻀﺎﺭ ﻓﺈﻧﻪ ﻻﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﺄﺧﺬ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻊ ، ﻭﻳﺪﻉ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻤﻀﺎﺭ ﻭﺍﻟﻤﻔﺎﺳﺪ.
▫ﻓﻌﻠﻴﻚ ﺃﻥ ﺗﺠﺎﻫﺪ ﻧﻔﺴﻚ ﻭﻟﻮ ﺃﻫﻨﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ، ﻓﺈﻧﻚ ﺗﻌﺰﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ، ﻷﻥ ﻣﻦ ﺗﻮﺍﺿﻊ ﻟﻠﻪ ﺭﻓﻌﻪ ، ﻭﻣﺎ ﺯﺍﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺒﺪﺍ ﺑﻌﻔﻮ ﺇﻻ ﻋﺰﺍ.
▫ﻭﺟﺮﺏ ﺗﺠﺪ ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﻓﻌﻠﺖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻭﻋﻔﻮﺕ ﻭﺃﺻﻠﺤﺖ ﻣﺎ ﺑﻴﻨﻚ ﻭﺑﻴﻦ ﺇﺧﻮﺍﻧﻚ ﺗﺠﺪ ﺃﻧﻚ ﺗﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﺭﺍﺣﺔ ﻭﻃﻤﺄﻧﻴﻨﺔ ﻭﺍﻧﺸﺮﺍﺡ ﺻﺪﺭ ﻭﺳﺮﻭﺭ ﻗﻠﺐ ، ﻟﻜﻦ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻚ ﺣﻘﺪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃﻭ ﻋﺪﺍﻭﺓ ﻓﺈﻧﻚ ﺗﺠﺪ ﻧﻔﺴﻚ ﻓﻲ ﻏﺎﻳﺔ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻢ ﻭﺍﻟﻬﻢ ، ﻭﻳﺄﺗﻴﻚ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺑﻜﻞ ﺍﺣﺘﻤﺎﻻﺕ ﻳﺤﺘﻤﻠﻬﺎ ﻛﻼﻣﻪ ، ﺃﻱ ﻟﻮ ﺍﺣﺘﻤﻞ ﻛﻼﻣﻪ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻭﺍﻟﺸﺮ ﻗﺎﻝ ﻟﻚ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ: ﺍﺣﻤﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺮ. ﻣﻊ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﺃﻥ ﻳﺤﻤﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻛﻼﻡ ﺇﺧﻮﺍﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻣﺎ ﻭﺟﺪ ﻟﻪ ﻣﺤﻤﻼ.
____________
المصدر :
[ ﺍﻟﺸﺮﺡ ﺍﻟﻤﻤﺘﻊ ﻋﻠﻰ ﺯﺍﺩ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻨﻊ/٢-٣٤١ ]
اللهم أجعل الله قلوبنا سليمة لا تحمل حقدا ولا غلا على المسلمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.