الشرع .. دين
الشرع .. دين
بقلم / غادة العليمى
ضجت السوشال ميديا
اراء وتعليقات وتوصيفات فى واقعه زواج بطل الرياضه الشهير للمرة الثانية من زوجه اخرى بعد ما اثنى على زوجته الأولى ودورها الكبير فى حياته وتهيئة المناخ له لينجح والايمان به وتشجيعه ليحصل على الجائزة
وكذا المذيع الاشهر بعد زواجه الثانى وحفل زفافه الاسطورى رغم ملف القضايا الذى رفعته طليقته لمنصات السوشال ميديا للحكم والمدوالة عن امتناعه عن الانفاق على ابنته ونفقه طليقته من الزواج الاول ، وكنوع من التعاطف الانسانى المشهور به مجتماعنا من الممكن ان اتفهم اعتراض البعض على حرية الاخر فى الزواج من اخرى
لكنى لم اتفهم ابد ولم افهم ولم استطيع ان اتفاهم فى هؤلاء المؤيدين وبشدة لأى زواج ثانى لمجرد انه حق للزوج متجاهلين كل الحقوق الاخرى التى لا يحصل عليها ولا يعطيها الزوج لاى شئ فى الحياة والمجتمع والناس
مدافعين بٱستماته عن التعدد على انه معركة شرع وشعيره لابد وان تقام والا ستقف الارض وسيمحى خط الاستواء فلا تستوى الحياة
يتحدثون كما لو كان التعدد فريضه واجبه
كالصلاة والصوم والحج والذكاة والحرام كل الحرام فقط فى عدم تقبلها ، وليس فى اقامتها من دون شروطها ولا واجباتها
متجاهلين ان اول فروض التعدد هى العداله وان الزوج الذى تشقى معه زوجته وتتحمل شظف العيش وتقف بجانبه
وتتحمل الحاجة والحرمان والصعب والمعاناه
وحين يمن الله عليه بالرزق يكون اول قرارته هو الزواج بأخرى تقاسمه الرخاء ويساوى بين الزوجتين ليصير عادلا فإنه بهذا اسقط مفهوم العداله من الاساس قبل ان يقيم التعدد
ومبدأ العداله
ليس انفاق مال فقط
مبدأ العداله هو تعويض تعب وسهر وحرمان
هو مكافأة على اجمل سنين عمر انفقت فى قلق ولهفه وضاعت من رصيد العمر ولن تعود ولن تشتريها كنوز قارون
فضلا عن تساؤل يخشى الكثيرين طرحه
فى قضية التعدد وهو هل رجل هذا الزمان الطاحن للاعصاب
يستطيع ان يراعى بيتين؟؟
ويربى اطفال اسرتين؟؟ وينفق انفاق يكفى بيتين ؟؟
وقبل كل ذلك
هل كل رجل لديه القدرة والفحولة الذكوريه ليعف زوجتين ؟؟
الشرع حلل للقادر والقدرة انواع اقلها القدره الماديه وما خفى كان اعظم
وهذا الكم المباع سنويه بالملايين من اقراص الحبات الزرقاء والعلب الذهبية تشرح ما لا يمكن ان يقال
وفى حديث اخر فى عالم موازى
و بنفس الفكرة والاسلوب والعقليه والحكم
اعطى الله لأنه عادل للمرأة حق الطلاق اذا كرهت عشرة الزوج ومعاشرته بالمعروف ولزم طلاقها اذا خافت الا تقيم حدود الله فيه ولاتستطيع ان تصبر أو تحتمل غياب او انصراف الزوج او مرضه
لان الاصل فى الزواج هو العفه والعفاف وتهيئة الحياة لعيشة سويه
واعطاها الحق ان تنفصل عنه بالشرع
وليس الدين الاسلامى فقط بل فى المسيحيه ايضا تلجأ للكنيسة وتطلقها بهذه العله
لنفرض انها اعلنت وبوضوح بموجب الشرع
والدين انها تطالب بحقها فى الانفصال لتتزوج باخر يراعيها اكتر يهتم بيها اكتر يعيشها فى مستوى افضل بموجب طلاق شرعى وجواز شرعى
تستيقظ صباح
و تقول لزوجها بوضوح وصراحه
ان حياتها معه ناقصه ولديها فراغ نفسي وحسى وعاطفى وتريد الانفصال و الارتباط بزوج اخر يعوضها الناقص ،
فيجيبها بمنتهى هدوء انها حقك والمهم ان تراعى شهور العدة لان الشرع ينص عليها
وحين يتعجب الجيران والاهل والصحاب ويعترضوا على سلوك الزوجه والعشرة والوفاء والبيت والاولاد تجيبهم بمنتهى هدوء وثقه وثبات
وانا هعمل ايه حرام طلاق بالشرع وجواز بالشرع والاولاد سوف اعدل بينهم وبين اولادى من زواجى التانى
فيقولوا لها وزوجك وما بينكم من عشرة وعمر واحتماله لك فى مرضك وصبره عليكى فى تقصيرك
فتقولهم
انا مش هعمل حاجة حرام .. وهو لازم يقبل ويفهم ان
طلاقى منه حلال وجوازى من غيره حقى اعيش حياتى واشوف نفسي واختار افضل واغنى منه
وبنفس المنطق الغير انسانى وبهذه النظرة الناقصة للحقوق والتشريعات
يجوز للزوجة ايضا ان تحصل على حقوقها فى المتعه والتعويض بالحلال والشرع
ولكنها فى هذه الحاله تصير حقيرة وناقصه
وهو بنفس المنطق يعامل على انه صاحب حق شرعى
لم يكن الشرع فى يوم من الايام
حجة للغدر والنذاله والقهر والانانية مثلما يستخدمه الرجل الان
الشرع مساحة من الحلول البديلة لزوج يعانى من تقصير زوجته نتيجة مرضها او عدم انجابها او عدم الانسجام معاها وبعلمها وموافقتها يبحث على سعادته الغائبه بتكملة الحياة مع غيرها مع الاحتفاظ بيها مع تقديم كامل حقوقها ولها توافق او ترفض وله ان يختار
الشرع اتوجد لبشر متحضر ،
بشر يشعر ويحب ويكره ويقبل ويرفض
وليس سيف لتقطيع القلوب والارحام والاحلام ومشاعر الامانان
سيدنا على بن ابى طالب حين فكر مجرد التفكير بالزواج على السيدة فاطمة بنت الرسول نهره الرسول وقال له ما يؤذى فاطمه فقد آذانى
وحين شكت زوجه كره الحياة مع زوجها رغم انه عمره ما اساء اليها فقال لها الرسول ردى عليه حديقته
( مهرها ) وطلقها بهدوء
لان الشرع لا ظلم ولا اكراه
الشرع عداله والله هو الحكم العدل
و الدين المعاملة
التعليقات مغلقة.