الشهد والدموع وكواليس وراء الكاميرا لم تنشر من قبل
لم يكن شائع وقتها ان يكون العمل التليفزيونى اكثر من جزء فلماذا الشهد والدموع قُدم فى جزئين
كتبت/ غادة العليمى
مالا يعرفه كثير من الناس عن رائعة اسامة انور عكاشة واسماعيل عبد الحافظ الشهد والدموع الذى حقق نجاح مهول وقت عرضه فى مصر وسائر الدول العربيه
انه كان فى الاصل جزء واحد وحادثة بسيطة كانت السبب ان يتحول لجزئين حققوا نجاح وشهرة لم ينالها مسلسل اخر فى هذا التوقيت
لم يكن الانتاج زمان مثل اليوم بمعنى ان التلفزيون كان ليه سلطة كبيرة على الانتاج تسمحله ان يشترط ويتحكم ويختار اعمال دون غيرها ان تصور وتقدم من خلاله واي مسلسل انتاج خاص يعني مش انتاج التلفزيون كان ممنوع يتصور في استوديوهات التلفزيون التى لم يكن متوفر استوديوهات غيرها للمسلسلات
لهذا كانت اغلب مسلسلات زمان كان بتتصور خارج مصر لو انتاج خاص
وهذا المسلسل تحديدا لم يوافق التلفزيون على تصويره فى استوديوهاته فتعاقد عليه منتج اماراتي واختار الممثلين وسافروا يصوروا العمل في إستديوهات عجمان بالامارات وخلال التصوير كان المخرج المعروف بالمهنية الشديدة اسماعيل عبد الحافظ يهتم بأدق التفاصيل ويعيد المشهد اكثر من مره لاصغر سبب فكان طبيعي ان المسلسل ياخد وقت اطول من المتوقع في تصويره وهنا بدأت المشكلة.
اقامة وتنقلات لأكتر من 40 او 50 نجم ونجمة وعاملين بالمسلسل وحجز ستوديوهات ومصاريف مهولة كانت السبب ان المنتج يوشك على الافلاس
وفي يوم من ايام التصوير سأل المنتج الفنانة عفاف شعيب سؤال عفوى جداوقال لها
ـ تفتكري يا عفاف المسلسل ده ممكن يطلع منه جزء تاني؟!
فقالت له النجمة: ايوة طبعا المسلسل نفسه مكتوب كأنه جزئين
المنتج وقتها وجد منفذ للورطه الانتاجيه التى وقع فيها وطلب من اسماعيل عبد الحافظ انه يكتفي بالحلقات التى صورها لكى تعرض كجزء أول وفعلا وقفوا التصوير ورجع العاملين جميعهم الى مصر.
الجزء الاول كان عبارة عن 16 حلقة ووقت عرضه في الخليج وفي مصر حقق نجاح اكبر من المتوقع له بكثير عوض خسارة المنتج الاماراتي وجعلته يفكر جديا فى تنفيذ الجزء التاني.
ولكن التليفزيون المصرى وقتها اعاد تفكيره وغير رأيه وتدخل وبقوة وقام بتصوير الجزء التاني وانتاجه بواسطته.
وفعلا سنة 85 اتعمل الجزء التاني من 20 حلقة من انتاج التلفزيون المصري وكان واحد من انجح مسلسلات الثمانينات لدرجة ان التلفزيون انهالت عليه طلبات كتير من الجمهور تطالبهم ان يقوموا بإعادة الحلقة الاخيرة للمرة الثانية من تعلق الناس باحداث المسلسل واعاد التليفزيون اذاعة الحلقة للمرة الثانية وهذا لم يكن شائع وقتها.
وهكذا يعتبر الشهد والدموع المسلسل المصرى الوحيد تقريبا الذى قام بإنتاجه جهتين انتاج دون ان يلاحظ او يعقب الجمهور او يفصح احد عن السبب.