الشهرة وسلبياتها .. أفسدت أخلاق الكثيرين وإظهرتهم علي حقيقتهم

 

الشهرة وسلبياتها .. الإنسان بطبعه يحب الإطراء والثناء والشهرة ، ويطمح أن يشار إليه وأن يكون أشهر من نار على علم.

كتبت : زينب النجار

 

فأنها غريزة الطبيعة البشرية حب التمييز والتألق ، لكن أن تصبح الشهرة فارغة المحتوى بلا هدف ولا فائدة ولا علم ولا خلق ولا ثقافة فتلك هي المشكلة.

ومع إنتشار تطبيقات وسائل التواصل الإجتماعى وخاصة الريلز والتيك توك والأنستجرام ، أكتسحت المقاطع المصورة لشباب وبنات ومراهقون وسيدات ورجال يرقصون علي أغاني مختلفة سيئة ، بملابس مثيرة وحركات ساخرة ،لا أخلاقية بدون حياء.

فنجد بعض الفتيات يرقصون ويتمايلون في الشارع والمنزل والنادي، وأصبحن يبحثن عن الشهرة بأي ثمن كان، فإما أن تكون الفتاة محظوظة فتلقى مقاطعها المصورة إقبالا وإنتشاراً كبيرا علي مواقع التواصل الاجتماعي، وإلا فإن الوصفة السحرية والسريعة التي تتبعها الكثير من الفتيات لزيادة عدد المعجبين وهن لا يمتلكن الموهبة ولا القبول ، هي التصوير بأستخدام الفلتر للحصول على الجمال الطبيعي للضحك علي المشاهدين وتخفيف الملابس أو إرتداؤها مكشوفة وضيقة جدا وأبراز معالم الجسم ، ولكن ما يحصدنه في النهاية هو مشاهدات من ذوي النفوس الضعيفة الذين لا يهمهم شئ سوى النظر إلى الأجساد العارية وتعليقات خارجة تسئ إليهن قبل أي شئ آخر ، وحتى الشباب أيضا يمكنهم الحصول على النجاح والشهرة، ببعض التعبيرات والحركات الغبية المضحكة على وجوههم، أو الرقص على بعض الأغاني الشعبية الرديئة ، أو إعادة تمثيل بعض لقطات الأفلام، بطريقة ساخرة سافلة ، لحصد جمهور الفتيات المراهقات الراغبات في التعرف عليهم والتقرب منهم ، ونجد أيضا زوجات برفقة شركاء حياتهن داخل غرف النوم وهو منظر سئ لم تتعود عليه المجتمعات العربية.

 

فحسب ديننا الحنيف يعتبر الرقص والعري الفاضح أحد الفواحش والمحرمات، وحسب العادات والتقاليد فإننا نعلم منذ القدم إن هذا النوع من الرقص والعري يليق بأماكن الدعارة والملاهي الليلية فقط ، ولكن مع إنتشار وسائل التواصل الأجتماعي أصبح الرقص والعري الوسيلة الوحيدة للشهرة وكسب المال بأي طريقة سوء الرقص في الشارع أو المنزل أو الأماكن العامة …

فبريق الشهرة وكسب المال يخطف قلوب الفتيات والمراهقون والسيدات والرجال ،نتيجة جوع إجتماعي وإحباط ومشاكل نفسية يعانون منها، فأصبح هاجس أولئك الظهور وتلميع أنفسهم، وظهور نرجسيتهم بسلوكيات غريبة وفكاهات سخيفة مخلة، غير أساليبهم السيئة في التباهي بيوميات عجيبة يتنافسون عليها، حتى جعلوا من أنفسهم أضحوكة للوصول لغايتهم، وبرغم سطحية ما أشتهروا به يعتبرونها غاية الكمال المُطلق، وبها يصبح لوجودهم معنى، وللأسف يزداد كثرة المتابعين لهم لا بمحتوى هادف، بل إن سخافة ما ينشرونه أصبح ظاهرة مرضية، وخللاً فكرياً، ووباءً اجتماعياً سريع الأنتشار،

له مخاطر حقيقية على المجتمع، خصوصاً أن هؤلاء لا يملكون مقومات الشهرة، والذين صنعوا منها بلاء يحتاج للدواء، وخطرهم أنهم مؤثرون ولهم شعبية والكثير يتابعونهم ويجعلون منهم قدوة لهم.

إن الشهرة ليست عيباً، ومن حق أي إنسان أن يحاول أن يجد لنفسه مكانة ويرسم لنفسه طريقاً ناجحاً بأحترامه لنفسه أولاً، وأن يكون محتواه ذا قيمة ومتنوعة، وأن لا يقلل من قيمته ويتحول لمهرج وإمعة ويقدم ما لا قيمة له.
نريد جيلاً نفخر بأعماله وإنجازاته تكون شهرته بفكر راق وثقافي وأجتماعي، ويقدم محتوى مفيد ولو بشيء بسيط، ويكون وسيلة لنشر الفضيلة التي تدل على نضج وتكامل الشخصية النافعة ذات الكاريزما العالية..

فما أجمل الشهرة عندما تكون رداء الناجحين والمؤثرين والمثقفين، وما أقبحها عندما تكون رداء الجاهلين والغوغائيين…..

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.