الشيخ خالد الجمل يرد بقوة على تصريحات إبراهيم عيسى حول قصة ذبح إسماعيل
الشيخ خالد الجمل يرد بقوة على تصريحات إبراهيم عيسى حول قصة ذبح إسماعيل
أثار الإعلامي إبراهيم عيسى جدلًا واسعًا بعد تصريحاته الأخيرة التي شكك فيها في صحة قصة رؤية النبي إبراهيم عليه السلام لذبح ابنه إسماعيل، وهي القصة التي وردت بوضوح في القرآن الكريم وأكدتها الأحاديث النبوية الصحيحة.
كتبت: وفاء عبدالسلام
وفي هذا السياق، خرج الشيخ خالد الجمل، الخطيب بوزارة الأوقاف والداعية الإسلامي، برد حاسم ومباشر على هذه التصريحات، معبرًا عن استغرابه واستنكاره الشديدين.
التشكيك لم يعد مقتصرًا على السنة بل طال القرآن
قال الشيخ خالد الجمل متسائلًا: “إذا كان هذا التصريح المنسوب إليك صحيحًا، فأقول: كانت مشكلتكم في السابق هي إنكار السنة النبوية لعدم معقوليتها – كما تدّعون – فهل جاء الدور الآن على التشكيك في نصوص القرآن الكريم؟”.
وأضاف أن هذه القصة لم ترد فقط في كتب التاريخ أو الروايات الشعبية، بل وردت صريحة في القرآن، ومؤكدة في سنة النبي محمد ﷺ، وبالتالي فإن إنكارها أو التشكيك فيها يُعد خروجًا عن ثوابت العقيدة الإسلامية.
هل تُقاس العبادات بالعقل والمنطق؟
وتابع الجمل باستنكار شديد، متسائلًا: “هل عدد ركعات الصلوات الخمس يُقاس بالعقل؟ هل النسبة الشرعية للزكاة تخضع للمنطق البشري؟ هل صيام رمضان بحد ذاته يندرج تحت إطار المعقولية المجردة؟ وهل البعث بعد الموت أمر عقلي؟ بل هل يمكن إدراك النبوة ذاتها بالعقل وحده؟”.
وأوضح أن الدين قائم على التسليم والثقة في الوحي، وأن استخدام المنطق البشري المجرد في الحكم على الثوابت الشرعية يقود إلى نتائج خطيرة تهدد ثوابت الإيمان والعقيدة.
قصة الذبيح ركن أصيل من العقيدة الإسلامية
وأكد الشيخ الجمل أن قصة ذبح إسماعيل عليه السلام جاءت بشكل واضح وصريح في القرآن الكريم، في قوله تعالى:
﴿فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَىٰ﴾، وغيرها من الآيات التي توثق هذه القصة العظيمة.
وأضاف أن السنة النبوية أكدت ذلك في أكثر من موضع، مما يجعل القصة من الحقائق الراسخة التي لا مجال لإنكارها أو التشكيك فيها.
رد ساخر من الشيخ الجمل على إبراهيم عيسى
وفي ختام حديثه، وجه الشيخ خالد الجمل ردًا ساخرًا للإعلامي إبراهيم عيسى، قائلًا: “كثير من الناس يسمون أبناءهم بـ(إبراهيم) تيمنًا بهذا النبي العظيم، فهل هذا أيضًا خارج إطار عقلك يا أستاذ إبراهيم؟”.
وهو ما يعكس حالة من الغضب الممزوج بالسخرية من محاولات تقويض الرموز الدينية والتشكيك في الثوابت التي يجتمع عليها المسلمون منذ قرون.
دعوة للتوقف عن إثارة الجدل فى الدين
وختم الجمل رسالته بتأكيد أن العقيدة الإسلامية تقوم على الإيمان بالغيب، وأن ما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية لا يُناقش من منطلقات عقلانية بحتة، بل يُؤخذ بالتسليم والثقة في الوحي.
ودعا إلى احترام ثوابت الدين وعدم إثارة الجدل حولها تحت غطاء “حرية الفكر” أو “نقد التراث”، مشيرًا إلى أن مثل هذه التصريحات تفتح أبواب الفتنة وتزرع الشكوك في نفوس الناس.
