الشيخ” زكريا أحمد” رائد فن الطقطوقة في يوم ميلاده أعرف كيف رفض أبيه دخول عالم التلحين وطرده من المنزل
كتبت /دعاء سنبل
شيخ الملحنين موسيقار كبير لحن لعظماء الغناء في العالم العربي ، هو أحد رواد “الطقطوقة” لحن لمعظم الفرق الشهيرة عروضها المسرحية في العشرينات يعد واحداً من عمالقة الموسيقى العربية في الثلاثينات والأربعينات من القرن الماضي هو “زكريا أحمد” ،واسمه بالكامل زكريا أحمد جعفر،ولد فى 6 يناير عام 1896م ، في مدينة سنورس بمحافظة الفيوم، والده حافظ للقرآن، وكان يهوى سماع التواشيح، مما أكسبه الحس الموسيقى مبكرا، لكن الوالد أراد لولده الاتجاه نحو المشيخة والعلم الدينى فأدخله الكُتاب ثم المدرسة الابتدائية ثم التحق بالأزهر الشريف، ليتلقى العلوم الدينية وعلوم اللغة العربية وأجاد حفظ وتلاوة القرآن الكريم ومن هنا لقب بالشيخ زكريا وذاع صيته بين زملائه كقارئ ومنشد، ثم درس الموسيقى على يد الشيخ درويش الحريرى الذى ألحقه للتعلم من إمام المنشدين الشيخ على محمود، أزعجت هوايته هذه والده كثيرا فأخفى الشيخ زكريا كتب الأغاني وسط الكتب العلمية، لكن سرعان ما اكتشف أمره من والده وتعامل معه بعنف وشدة وكان شديد القسوة معه، مما أخاف الشاب الصغير وجعله يترك منزل أبيه لا يعرف إلى أين يذهب وقد ضاقت به الدنيا ، بعد أيام توسط أهل الخير بينهما فعاد الشيخ زكريا إلى منزل أبيه، وبدأ الأب الذي استبد به القلق على مستقبل ابنه ومصيره يحاول إسداء النصح له.. إن الفن في رأيه لا يطعم ولا يفيد، وها هم أساطين الطرب وأساتذة التلحين عبده الحامولي ومحمد عثمان ومحمد سالم، قد ماتوا جميعا فقراء ، بعدها ماتت والدته وتزوج والده بأخرى كانت تتفنن في تدبير المكائد له وتسلط عليه والده باستمرار حتى يئس من حياة مستقرة، وبدأ الفن يلهب خياله ويواسيه في معاناته، فسار في طريق الفن يزور المسارح ويرتاد الحفلات ليسمع ويتعلم وأصبح الفن ملاذا وملجأ.
“الشيخ زكريا ” بدأ مشواره كملحن عام 1919م ، بعد أن اكتملت لديه معرفة الموسيقى وتفاصيلها، حيث قدمه الشيخ على محمود والشيخ الحريرى لإحدى شركات الأسطوانات، وفى عام 1924 بدأ التلحين للمسرح الغنائى، ولحن لمعظم الفرق الشهيرة، مثل فرق على الكسار ونجيب الريحانى وزكى عكاشة ومنيرة المهدية وغيرها، وبلغ عدد المسرحيات 65 مسرحية لحن خلالها أكثر من 500 لحن.
شيخ الملحنين بدء العمل مع كوكب الشرق “أم كلثوم” عام 1931، حيث لحن لها تسعة أدوار، هى “ده يخلص من الله”، “عادت ليالى الهنا”، كما لحن لها عددا من أغاني أفلامها، مثل الورد جميل، غنى لى شوى شوى، ساجعات الطيور و قولى لطيفك، وفى فترة الأربعينيات لحن لها الآهات، أنا فى انتظارك، الأمل، حبيبى يسعد أوقاته، أهل الهوى، ثم اختلف معها من عام 1947 حتى عام 1960 حيث لحن لها آخر لحن لأغنية “هو صحيح الهوى غلاب”.
الشيخ زكريا أحمد، يعد واحدا من أهم رواد فن “الطقطوقة” كما كانت ألحانه كلها غارقة فى العروبة والأصالة، ويقال كثيرا إن الشيخ زكريا قدم بألحانه امتدادا لألحان الشيخ سيد درويش، والحقيقة أنه سار على خطاه فى الألحان الشرقية والمليئة بالصور الشعبية التى توحى بإخلاصه للتراث الشعبى كمصدر لموسيقاه وألحانه، كما كان الحال مع سيد درويش، واستطاع أن يطور شكلين من أهم أشكال الغناء العربى، هما “الطقطوقة” و”الدور”، وأسهم فى تطوير أشكال أخرى، لكن تطويره لم يمس آلات الموسيقى العربية أو المقامات أو الإيقاعات.
رحل عن عالمنا شيخ الملحنين في 15 فبراير عام 1961م، وترك تراث من الأغاني القيم التي تعد من أهم الألحان الشرقية المصرية ذات الوق المصري الأصيل رحمه الله .