الشيخ سلامة حجازى “أبو المسرح الغنائي” الايطاليين أقاموا له تمثالا بنابولى
خالد فؤاد يرصد مسيرة الشيخ سلامة حجازى أبو المسرح الغنائى في مصر منذ الطفولة حتى لحظة الرحيل.
الشيخ سلامة حجازى “أبو المسرح الغنائي” الايطاليين أقاموا له تمثالا بنابولى
أداء صوتى / وئام أحمد إمام
فيديو ومونتاج / مروة السيد أبوسوسو
حفظ القرآن الكريم وهو فى السادسة وكان يشارك المقرئين والمنشدين حفلات الذكر .
ضمن سلسلة مقالاته عن ” شيوخ الفن” والنجاحات الكبيرة التى قاموا بتحقيقها في بدايات القرن الماضي قام الأستاذ خالد فـــــؤاد رئيس تحرير صحف ومواقع أسرار المشاهير واليوم الدولي وأخبار مصر ٢٤ برصد قصة حياة الشيخ سلامة حجازى بطريقة مختلفة تماما .
وبدون تدخل من جانبنا ننقل ماقام بكتابته .
فقد أستهل مقاله قائلا :
تربع على عرش التمثيل والموسيقى والغناء اكثر ثلاثين عاما منذ نهاية القرن التاسع عشر حتى بدايات القرن العشرين .
ووضع اللبنات الأولى لتطوير الموسيقى في مجال المسرح الغنائي العربي. ومعه أصبحت الأغنية جزءا من الرواية أوالمسرحية متأثرة بأحداث المسرحية .. وليست دخيلة عليها ويتفق جميع المؤرخين على انه ارتقى بالمستوى الفني للمسرح في مختلف نواحيه (التأليف والاخراج والديكور) .
انه الشيخ سلامة حجازى صاحب الصوت القوى الرخيم .. وكان من إعجاب الإيطاليين بفنه وبصوته، أن أقيم له تمثالا كبيرا في مدينة نابولى . فعندما جاء مغني الأوبرا الإيطالي كاروزو الى القاهرة لإحياء موسم فيها سمع عن سلامة حجازي وذهب الى المسرح الذي كان يغني فيه، وعندما سمعه قال: “الحمد لله لو ولد هذا الرجل في أوروبا لما أحتل كاروزو مكانة أعظم مغن في عصره.
المولد والنشأة
ولد الشيخ سلامة حجازي في الرابع من فبراير عام 1852 في حي رأس التين بالاسكندرية. وكان والده يعمل مركبيا في مدينة رشيد، ونزح منها ليستقر في الاسكندرية وتزوج اى والده من سلومة ابنة أحد مشايخ القبائل وأنجب منها ولدا اطلق عليه أسم سلامة تيمنا باسم صديقه سلامة الراس.
وعندما توفي الاب تزوجت الوالدة من رجل بدد اموالها فكفل الطفل سلامة الشيخ سلامة الراس، والحقه صباحا بالكتاب ليتعلم تلاوة القرآن الكريم .. وفي المساء ألحقه بالعمل بدكان حلاق ليتعلم الصنعة .
وعندما بلغ الطفل سلامة السادسة من عمره حفظ القرآن الكريم .. وبدأ يشارك المقرئين والمنشدين في الأذكار .. وتعلم أثناء ذلك العزف على ألة (السلامية) . (وهي آلة نفخ تشبه الناي .. يستخدمها المنشدون فى حلقات الذكر) .
قواعد الانشاد
تعلم الشيخ سلامة حجازي وهو فى سن صغير قواعد الغناء وضروب الانشاد على يد الشيخ أحمد الياسرجي الذي كان حجة المنشدين وكبيرهم بالاسكندرية .. ومن بعده على يد الشيخ خليل محرم الذي حفظ عنه الكثير من القصائد والألحان .
واستطاع وهو فى سن صغير تكوين مدرسة غنائية جديدة، تمكن فيها من نقل الأغنية من التخت إلى المسرح، وأصبحت جزءا من الرواية أو المسرحية، متأثرة بأحداث التمثيلية، لا دخيلة عليها. كما ارتقى بالمسرح الغنائي في مختلف نواحيه من تمثيل ومناظر واخراج .
كما اهتم الشيخ سلامة حجازي أيضا بالقصيدة، فصبغها بطابع جديد أثار المشتغلين بالموسيقى، فلم يستسيغوا أسلوبه، واعترضوا عليه، ووجهوا إليه النقد .. إلا أنه لم يأبه لذلك. وكان من المساندين لأسلوبه الجديد المطرب الكبير عبده الحامولي الذي أعجب بطريقة التلحين الجديدة، وبارك هذا الاتجاه. وكانت هذه الوقفة من زميل له مكانته الفنية فى الغناء، أكبر الأثر في استمرار الشيخ سلامة حجازي لأدائه الجديد للقصيدة
شاهد الفيديو
.
مؤذن جامع زغلول
وفي عام 1882 قامت الثورة العرابية فرحل الشيخ سلامة حجازي وأسرته إلى رشيد (بلدة أبيه) حيث عمل مؤذنا بجامع زغلول. وبعد صلاة العشاء كان يقوم بإحياء الليالى في القرى المجاورة، وذلك بغناء الموشحات وأدوار الشيخ عبد الرحيم المسلوب وعبده الحامولي ومحمد عثمان .
وفى عام 1883 وبعد انتهاء الثورة، عاد الشيخ سلامة إلى الإسكندرية مسقط رأسه بعد أن ذاع صيته .
وبعد أن استحدث أسلوبا جديدا فى الغناء والأداء. أعاد تكوين فرقته الموسيقية، وأخذ يغنى مع التواشيح أدوارا جديدة من ألحانه … كما ظهرت له بعض القصائد من أشهرها :
سلوا حمرة الخدين عن مهجة الصب مقام سيكاه
سفر اللثام على دياجي الحندس مقام بياتي على الحسيني
سمحت بإرسال الدموع محاجري مقام عراق
شكوتي في الحب عنوان الرشاد مقام بياتي
إن كان يوسف للجمال دعاكموا مقام بياتي
ادوار وموشحات
واهتم الشيخ سلامة حجازي بالدور والموشحات. ولكنه لا يعتبر مجددا فى فن الدور بعد محمد عثمان، فقد اكتفى بأداء الأدوار بنفس الأسلوب الذي اتبعه الحامولى والمسلوب ومحمد عثمان في الغناء ..!!
عمل الشيخ سلامة حجازى بفرقة إسكندر فرح قرابة خمسة عشر عاما. وعندما رأى إقبال الجمهور على المسرح للاستماع إلى صوته وأغانيه، فكر في افتتاح مسرح خاص به، واختار مسرح “صالة سانتي” في حديقة الأزبكية وكان ذلك عام 1905. وفيه قدم عدة روايات، منها المؤلفة والمترجمة.
ومن الروايات التى قدمها سلامة حجازي في مسرحه: “صلاح الدين الأيوبي” و “اليتيمتين ” و “شهداء الغرام ” و “البرج الهائل” و” المظلومة” و “اللص الشريف ” و ” أجاممنون “. وكان يؤدي دور البطولة فيها، يشاركه صفوة من الممثلين الكبار من بينهم :
محمد بهجت ـ أحمد غنيم ـ محمود رحمي ـ محمد وصفي ـ عبد المجيد شكري ـ منسي فهمي ـ وعبد العزيز خليل .
ومن الممثلات :
مانيللي ـ مريم سماط ـ وردة ميلان ـ وألمظ استاني .
اشهر اعماله
وكان أحيانا يقدم في مسرحه روايات وطنية، فتثور الحكومة، وتوقف عرضها. ومن هذه الروايات ” شهداء الغرام “.
ظهر الشيخ سلامة حجازي لأول مرة ممثلا ومغنيا في رواية “مي وهوارس ” . واشترك بعد ذلك في روايات “عايدة” و “جنفياف” و “هارون الرشيد” و “المظلوم” وغيرها. وكان هوالذي يصوغ جميع ألحانه .
وعندما وجد الشيخ سلامة أن صالة “سانتي” لا تتسع للعدد الهائل من رواده، انتقل إلى صالة “فردي” بشارع الباب البحري، وأطلق على مسرحه اسم “دار التمثيل العربي” . وكان ذلك عام 1906 . وانضم إلى فرقته أولاد عكاشة .
قدمت الفرقة الجديدة بعض الروايات المصرية من نوع “الميلادراما” منها :
بائعة الخبز ـ نتيجة الرسائل ـ هناء المحبين ـ مطامع النساء ـ الجرم الخفي ـ حسن العواقب ـ اللص الشريف ـ سارقة الأطفال ـ صدق الإخاء ـ صاحبة الشرف ـ القضية المشهورة ـ وعواطف النبيه ..
وفى نهاية العام، رحل الشيخ سلامة حجازى وفرقته إلى الشام، وفيها قدم بعض رواياته التى نالت كلها الإعجاب
شاهد الفيديو
وفى عام 1909 أصيب الشيخ سلامة بمرض الفالج . إلا أنه استمر يمارس نشاطه الغنائي
عام الرحيل
وظل الشيخ سلامة حجازى يغني ويبدع حتى آخر يوم من حياته.. ففي الرابع من أكتوبر عام 1917، وافته المنية فى الإسكندرية، بعد أن ترك للموسقى العربية تراثا ضخما من المسرحيات الغنائية، وألوانا من الأغانى الجميلة المختلفة التى تربت عليها اجيال واجيال من المطربين والموسيقيين طيلة القرن العشرين .
خالد فــــــــــــــــؤاد