الصحف العالمية تحتفي بافتتاح المتحف المصري الكبير.. إنجاز حضاري يربط الماضي بالمستقبل

كتب/ ماجد مفرح

شهدت الجيزة حدثًا تاريخيًا عالميًا تمثل في افتتاح المتحف المصري الكبير، الذي وصفته كبرى الصحف والمواقع الإخبارية الدولية بأنه أحد أهم المشاريع الثقافية في القرن الحادي والعشرين. فقد توافدت التغطيات من مؤسسات إعلامية مرموقة مثل الجارديان البريطانية ويورونيوز الأوروبية وذا ناشيونال الإماراتية، مشيدة بعظمة المشروع الذي يجمع بين التراث المصري العريق وأحدث التقنيات المتحفية العالمية.

إنجاز عالمي على أرض مصرية

وصفت صحيفة الجارديان المتحف بأنه “أكبر منشأة أثرية في العالم مخصصة لحضارة واحدة”، مشيرة إلى أنه يقع على بُعد ميل واحد فقط من أهرامات الجيزة، مما يمنحه مكانة فريدة بين المتاحف العالمية.

وذكرت الصحيفة أن المشروع الذي تجاوزت تكلفته مليار دولار استغرق نحو عقدين من العمل المتواصل ليخرج إلى النور بهذا الشكل المهيب.

ويمتد المتحف على مساحة 470 ألف متر مربع ويضم أكثر من 50 ألف قطعة أثرية، من بينها تمثال رمسيس الثاني الضخم وقارب الملك خوفو الذي يعود تاريخه إلى نحو 4500 عام. وأشادت الجارديان بتصميم المتحف المبتكر وتقنياته التفاعلية، التي تتيح للزوار خوض تجربة تجمع بين الأصالة التاريخية والتكنولوجيا الحديثة.

المتحف المصري الكبير
المتحف المصري الكبير

يورونيوز: صفحة جديدة في تاريخ الحضارة المصرية

أما شبكة يورونيوز الأوروبية، فقد وصفت افتتاح المتحف بأنه “صفحة جديدة في تاريخ مصر الحضاري”، مؤكدة أن المتحف يمثل مركزًا ثقافيًا وسياحيًا عالميًا يعرض أكثر من 100 ألف قطعة أثرية، نصفها يُعرض للجمهور لأول مرة.

وأوضحت الشبكة أن المتحف يمتد على مساحة نصف مليون متر مربع تشمل 12 قاعة عرض رئيسية وحدائق خارجية بمساحة 120 ألف متر مربع، مضيفة أن المتحف يوثق مختلف مراحل التاريخ المصري منذ عصور ما قبل التاريخ حتى العصر اليوناني الروماني.

ذا ناشيونال: حفل ملكي يليق بعظمة الحضارة

من جهتها، ركزت صحيفة ذا ناشيونال الإماراتية على الطابع الاحتفالي للحدث، مشيرة إلى حضور شخصيات ملكية ودولية بارزة من بينها الملكة رانيا ملكة الأردن، وولي عهد عُمان الأمير ذياب بن هيثم، وولي عهد البحرين الأمير سلمان بن حمد، إلى جانب مشاركة فنانين مصريين بارزين أضفوا لمسة فنية على الحفل بأزياء فرعونية وعروض موسيقية مبهرة.

ونقلت الصحيفة عن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قوله إن المتحف يمثل “فصلاً جديداً في تاريخ الأمة المصرية”، مؤكداً أن مصر تقدم للعالم “أكبر مجموعة أثرية مخصصة لحضارة واحدة”.

تحفة معمارية تجسد روح مصر

بإجماع الصحف العالمية، لم يكن افتتاح المتحف المصري الكبير مجرد حدث ثقافي، بل رمزًا لاستمرارية الحضارة المصرية وقدرتها على التجديد. فالمتحف لا يقدم الآثار بوصفها شواهد من الماضي فقط، بل يعرضها في إطار حديث يجعلها حية أمام الأجيال الجديدة، موحّدًا بين عبقرية التاريخ وروح الابتكار المعاصر.

وبذلك، يترسخ المتحف المصري الكبير كوجهة عالمية تجمع التعليم والسياحة والثقافة، وكجسر يربط بين ماضي مصر المجيد ومستقبلها الواعد على خريطة التراث الإنساني.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.