“الصعيد والعدالة الثقافية .. تهميش الصعيد ثقافيًا)”

ندوة الصعيد بين التهميش والمركزية الثقافية مثقفو مصر: تهميش الصعيد لصالح النخب المركزية يهدد بسيطرة الجماعات المتطرفة عليه

 

أُقيمت أمس الخميس ندوة “الصعيد والعدالة الثقافية .. تهميش الصعيد ثقافيًا)”، ضمن فعاليات معرض الكتاب، شارك فيها الدكتور حسين القباحي، وأحمد جريو، والدكتور يوسف ورداني، والدكتور أحمد عمر، وأدارتها الدكتورة هويدا صالح.

وتساءلت هويدا صالح، “هل بالفعل لازلنا نعاني من مركزية حادة في الثقافة لدرجة إقصاء الجهات المختلفة في الصعيد والدلتا؟ وهل المجلس الأعلى للثقافة يقوم بدوره الحقيقي في رسم الاستراتيجيات ويلزم بها المنوط بهم في تنفيذ الفعل الثقافي مثل الوزارات المعنية بالفكر؛ الثقافة، والتنمية المحلية، والتربية والتعليم والشباب والرياضة والأوقاف؟.

و دعت إلى التكاملية بين الجهات المختلفة والبعد عن التنافس والعمل في جزر من منعزلة، وتساءلت “أين التكامل بين مؤسسات الدولة لكي تنمي مناطق الصعيد ثقافيًا لتستقطب هؤلاء الشباب ليدعموا الدولة، حتى لا يكونوا عرضة للاستقطاب من الجماعات المتطرفة؟”.

وأكدت على ضرورة تنشيط وتفعيل دور المجتمع المدني ليعمل جنبًا إلى جنب مع المؤسسات الثقافية الرسمية، لترسيخ وعيًا ثقافيًا مائزًا.

وقال الشاعر الدكتور حسين القباحي، إن مسألة ضمان العدالة الثقافية هو أمر مطلوب لكل محافظات مصر وليس للصعيد فقط، إذ أن البعد الثقافي غائب إلى حد كبير عن الإرادة الصانعة للقرار التنموي الذي يهدف إلى جعل الثقافة أولوية.

وأوضح “القباحي” أن الصعيد على وجه خاص عانى لفترات طويلة من الحرمان في فرص التنمية في كل المجالات مما أثر على نفسية الإنسان في هذه البقعة، كما أن المؤسسات الثقافية التابعة لوزارة الثقافة تخلت كل منها عن دورها حقيقي، وبدا جميعها يعمل بشكل متشابه.

وأعتبر القباحي – أحد شعراء محافظة الأقصر ومدير بيت الشعر بالأقصر – أن الصعيد، للأسف الشديد، يعاني بصورة أكبر من غيره، من البطالة والحرمان من الخدمات، وهو الأمر الذي يعمق حرمانه من فرص المواطنة الكاملة بالتساوي مع باقي المصريين، كما أن هيمنة النخب الثقافية التي تتمركز في العاصمة وعدم إتاحتها الفرصة للمثقفين الفاعلين في القرى، يزيد من التهميش والإقصاء والتوتر.

ورأى أحمد جريو، أن الصعيد هو مستقبل نهل النيل، له ثقافته المميزة التي تعبر عن مصر، ولا يحتاج إلى ثقافة، هو فقط يحتاج إلى خدمات ثقافية، لأنه هو المصدر للثقافة الفرعونية والإسلامية من خلال المعابد والآثار التي تحملها أغلب مدنه، إذ تمتلك محافظة الأقصر ثلث آثار العالم.

واعتبر “جريو” أن الدراما المصرية قد ظلمت الصعيد، وجعلته متشددًا ومتعصبا، وهو لا يمثل الصعيد وإنما بعض القرى، مشيرًا إلى أن ثقافة العنف أتت من الطبيعة البيئية، وتحتاج إلى مؤسسات ثقافية تضع سياسة وبرامج وثقافية وتنمية ليس لمحوها، ولكن لتعديل هذا التشدد، وتحويله إلى نزعة إيجابية.

وقال إن ” الدراما لم تترجم الثقافة الجنوبية على حقيقتها، بقدر ما ركزت على العنف، والقضايا الهامشية، وابتعدت تمامًا عن رصد أهمية  العادات والتقاليد، باعتبارها تحافظ على الهوية المصرية”.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.