الصمت في حرم الذات … د/ أحمد مقلد

 الصمت في حرم الذات

د/أحمد مقلد

من غمرات الحروف نسجت كلماتي ومن عبير الحروف صغت موضوعي ولكون الحديث يطول ومازال الود موصول فقد استمر حديثي ومازالت مسامراً من حولي ولا أظنه مل حديثي وهنا توقفت لحظات. ففي إستمرار صمت من حولي لغز لم أعرف سره ومع فواقي من غفوة الصمت أدركت أن المشكلة لم تكن في الرد ولكنها كانت في حديثي فقد كان الحديث موجها نحو داخل ذاتي ولم أصرح به إلا لذاتي خوفاً من عدم تقبل قولي أو توقع رفضه ممن قولته له نصحاً. فقد كان صمتي ناتجاً عن شعوري بالمسئولية حتى لا أزيد الأزمة ولم يكن نابعاً من الخوف من مواجهة الناس في حضورهم، فالمشكلة جد خطيرة وأتمنى أن تعلموا حجم حرجي من الرد والنقاش في ذات الأمر. فالمشكلة قد بدأت منذ زمن طويل مع أحد الزملاء فقد تعود أن يكون ودوداً للأخرين وداعماً لهم ومع تغير الهيكل الوظيفي داخل الهرم الإداري ومع إرتفاع المكانة وتصدره لقمة الهرم الإداري فقد تغيرت نظرته وتغير أسلوب إدارته لحياته، ومع زيادة الأعباء، وتحمله مسئوليات أكثر وأكثر، أخذ ينشر بين الناس رؤيته والمبنية على عكس ما عهدته فيه. والآن وقد أستمر فعله وقد زادت الشكوى منه فهل أواجهه بفعله، أم اطلب منه عودته لسابق عهده، أم أتجنب محاورته، والآن وقد طال زمن صمتي فقد وجدت نفسي أواجه ذاتي في المرآة، وفوجئت أني هذا الشخص الذي تغير. فقلت بحديث يغلب عليه الحدة من أنت يا أنا هل كنت أنت أنا أم أني تغيرت فصرت أنت وهل كان صمتي خوفاً من مواجهة ذاتي يا من تجسدت لي حياً أمامي وواجهتني في حلي وترحالي لقد وجب الآن أن أقول لك نعم لقد تغيرت وساء حالك وتبدلت أيامك وفقدت من محبيك الكثيرين ولم يبقى لودك غير القليل فهل تستمر في مسلكك الشائن أم تعود لتكون كما أنت يا أغلى من على الكون فأنت أنا وأنا أنت ولن يطول الحديث فقد واجهتك وتخلصت من شعوري بالذنب والآن هل حان الوقت لنكون معاً بعد أن تغيرت رؤيتك وأستنارت بصيرتك بحديثي والآن وقد أفتقدتك فقد حان موعد ذهابنا للعمل معا وفي كيان واحد ما بين واقع نعيشه وضمير يعيش فينا وتبقى الحياة مع المراقبة لتحيا الأخلاق فينا وتحيا المروءة بيننا.

قد يعجبك ايضآ

التعليقات مغلقة.