«الصورة السينمائية» البطل الأقوى والعامل المشترك بـين « صلاة من وحى مصر العتيقة – فن الفلاحين – شكاوى الفلاح الفصيح»
تقرير : مروة السوري
عدسة : أحمد عبد الصبور
عرض خلال فعاليات “مركز الثقافة السينمائية” تحت إشراف مديرها “مجدى الشحرى” ثلاث أفلام من كلاسيكيات السينما التسجيلية وهم “صلاة من وحى مصر العتيقة” للمخرجة اللبنانية نبيهة لطفى إنتاج 1972 ، “فن الفلاحين” للمخرج عبد القادر التلمسانى ، “شكاوى الفلاح الفصيح” للمخرج شادى عبد السلام .
عملت الأفلام الثلاثة على رصد حاله فنية معينة رغم أن قصص الأفلام مختلفة إلا أن نقطة الالتقاء بينهم كانت الصورة السينمائية بطل الحدث الفنى حيث اعتمد الفيلم الأول ” صلاة من وحى العتيقة” على توثيق كنائس مصر القديمة وعناصرها البارزة وتركيز المخرجة على الانتقال بين المشاهد بسلاسة بالغة فى كادرات تصوير الكنيسة ورسم صورة لشعائره الدينية وخاصة حين اعتمدت على فتاة واحدة كبطلة العمل وهى دائمة المواظبة على الصلاة والخشوع والاقتراب من وجهها للدلاله على سماحته وبريقه من ممارستها الجيدة لشعائر دينها ، كذلك رصد رحلة العائلة المقدسة بصورة مميزة من خلال ترديد عبارات “الأب راعى فلا يعوازنى شىء لا أخاف شر الموت لأنك أنت معى – أطلبوا تجدوا – اقرعوا يفتح لكم سبل الحياة” كما أعتمدت المخرجة على اضفاء موسيقى تصويرية تشبه موسيقى الناى الحزين وهى شبيه القرب لموسيقى النهاية بفيلم “ضربة شمس” للمخرج محمد خان والذى اكتفى فى النهاية على البطل الموسيقى وسير الأبطال بأحد شوارع رمسيس كما الحال فى الفيلم التسجيلى الأول على تسجيل لقطات متفرقة للكنائس مع صوت الراوى وأنين الناى الذى تميوت به الأحداث وأعطت مزيج رائع من المشاعر الإنسانية الدينية .
بينما اعتمد الفيلم التسجيلى الثانى “فن الفلاحين” لـ عبد القادر التلمسانى على الحكى الموسيقى الشعبى والتركيز على يوم فى حياة فلاح وخاصة المرآة التى تهتم بتعلم النسيج وتناسق الألوان بدلا من الصورة التقليدية عن الفلاحة والتى تنقل شخصيتها الفنية لمن حولها من خلال أحدى مصانع النسيج المميزة فى فترة السبيعينات والتى يشعر من خلالها الزائرين بأنها منطقة سائحية وهو انعكاس لوجه أخر للمجتمع الفلاحى والتى تحمل العديد من المفاجأت وموسيقى من الألوان وتناسقها وفجأة يبدأ الرواى فى الانتقال لوصف حالة السجاد والنسيج التى تقوم بصناعتها الفلاحات ليشعر المشاهد أنه إمام تتر فيلم “شى من الخوف” لـ حسين كمال والذى اعتمد من خلال التتر على الرواية التراثية الشعبية التى ترصد حال أهل الدهشنة مع موسيقى بليغ حمدى المميزة ولكن هذه المرة بالفيلم كانت الموسيقى ممزوجة بين الموسيقى التراثية وادخال عناصر شعبية كمثل أغنية “سلم على لما قابلنى” ليمحى المخرج فكرة وصفه للنسيج بالوصف الأكبر لجمال فكرته وروعه تنفيذه بمختلف المواضيع بقرية الحرانية بالجيزة والتى تعرف لدى الجميع بأنها “جارة الاهرامات وموطن صناعة السجاد اليدوى” بفضل رمسيس ويصا واصف حين قام بإنشاء مجموعة مشاغل لتعليم اولاد الفلاحين حرفة نسج السجاد والكليم وصباغة الجلود والقطن وكفل لهم حرية الإبداع .
وكان لـ “شكاوى الفلاح الفصيح” للمخرج شادى عبد السلام دورًا سينمائيًا مميزًا بالسينما التسجيلة وخاصة فى روايته عن الأدب الفرعونى وقام ببطولته الفنان “أحمد مرعى” بطل فيلم “المومياء” ومن الواضح اعتماد شادى فى هذا الفيلم على الصورة السينمائية المميزة وخاصة فى تصوير المشاهد الخارجية للفيلم بالصحراء ورصد خط سير الفلاح قاطع طريقه لأجل الحصول على قوت يومه يتعرض إلى السرقة فيحاول الوصول لموكب الفرعون ليروى له ما حدث له من ظلم عتيد وبعد عدة مواجهات بين الفلاح الفصيح وفرعوت المستمع الجيد له يعود له حقه وتشرق شمس الصباح التى ترمز إلى عودة الحق وإشراقة الحياة وجدير بالذكر أن المخرج الراحل سمير سيف شارك كمخرج مساعد فى الفيلم وتدرب من خلاله على مشاهد الصحراء والذى استعان بجزء هام من خلالها بفيلمه “شمس الزناتى” ، ومهندس ديكور العمل “صلاح مرعى” أحد أقوى مهندسى الديكور السينمائى الذين اعتمدوا على الصورة التجريدة وجمال التكوين التى تعطى للمشاهد طابعها الخاص .