الصين تبني شبكة حوسبة وطنية موحدة: قفزة تاريخية في سباق الذكاء الاصطناعي العالمي

كتب باهر رجب

في إطار سباقها مع الولايات المتحدة للهيمنة على تقنيات الذكاء الاصطناعي، تحرز الصين تقدما غير مسبوق في توحيد مراكز البيانات المتفرقة across the country ضمن شبكة حوسبة وطنية شاملة. هذا المشروع الضخم، الذي تقوده لجنة مراكز البيانات المفتوحة الصينية (ODCC)، يهدف إلى دعم تطبيقات الذكاء الاصطناعي وتعزيز القدرة التنافسية للصين على الساحة العالمية .

 

الخطة الوطنية: توحيد الجهود لتحقيق القوة الحوسبية

كما كشفت الصين عن نمو هائل في بناء حزم الذكاء الاصطناعي القياسية، التي تضم مجموعات من الخوادم والأدوات المتخصصة. وفقا لوزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات الصينية، بلغ عدد هذه الحزم 10.85 مليون حزمة بنهاية يونيو 2025، بنمو قدره 30.7% مقارنة بالعام الماضي . هذا النمو يعزز إلى الاستثمارات الكبيرة من شركات الاتصالات المملوكة للدولة مثل “تشاينا موبايل” و”تشاينا تيليكوم”، بالإضافة إلى عمالقة التكنولوجيا الخاصة مثل “علي بابا” و”بايدو” و”تينسنت” .

دور ODCC: قلب المشروع النابض

تأسست لجنة مراكز البيانات المفتوحة الصينية (ODCC) في عام 2014 كمنظمة غير ربحية، وتضم تحت مظلتها حوالي 100 شركة تقنية ومؤسسة بنية تحتية، بما في ذلك كبرى الشركات مثل “علي بابا” و”تشاينا موبايل” . خلال مؤتمر استمر ثلاثة أيام، ناقشت ODCC آليات تحويل مراكز البيانات النائية إلى شبكة موحدة، مما يعزز كفاءة تبادل البيانات و يسرع عمليات تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي .

 

التحديات التقنية: الابتكار رغم القيود

رغم الحرمان من الوصول إلى الرقائق الأمريكية المتقدمة، تواصل الصين تطوير حلول مبتكرة لتعزيز الأداء الحوسبي. قال هي زيكون، عضو فريق العمل الشبكي في ODCC، إن الصين حققت إنجازات كبيرة في تحسين الاتصالات بين الرقائق  و مجموعات الخوادم، التي تستخدم مزيجا من أشباه الموصلات المحلية والأجنبية . هذا التقدم حاسم لتدريب الذكاء الاصطناعي، حيث تتطلب هذه العمليات تبادل كميات هائلة من البيانات بين الرقائق .

 

الاستدامة والمرونة: أبعاد بيئية واقتصادية

كما أكد لي دايتشنغ، عضو مجموعة عمل المرافق في ODCC. على أهمية بناء مراكز البيانات بطريقة مرنة ومستدامة. تراعي عوامل مثل الأرض والطاقة والمياه والمناخ، مع زيادة الاعتماد على الطاقة الخضراء . هذا النهج يتوافق مع التوجه العالمي نحو تقليل البصمة الكربونية للتقنيات عالية الاستهلاك للطاقة .

 

السياق العالمي: سباق مع الواليات المتحدة

يأتي هذا المشروع في إطار السباق التقني بين الصين والولايات المتحدة. حيث أعلنت كلتا الدولتين عن خطط طموحة لتعزيز بنية الذكاء الاصطناعي التحتية . الخطة الصينية “AI Plus”. التي أُطلقت في أغسطس 2025، تهدف إلى تعزيز التنسيق الوطني وتوفير موارد حوسبة أكثر كفاءة .

مستقبل الذكاء الاصطناعي في الصين: رؤية 2030

كما تهدف الصين إلى أن تصبح رائدة عالميا في الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2030 . حيث من المتوقع أن تلعب الشبكة الحوسبية الموحدة دورا محوريا في تحقيق هذا الهدف. من خلال توفير البنية التحتية اللازمة لتدريب نماذج ذكاء اصطناعي أكثر تعقيدا وفعالية .

 

خلاصة

علاوة على ذلك، تمثل الشبكة الحوسبية الموحدة نقلة نوعية في استراتيجية الصين للذكاء الاصطناعي. تجمع بين الابتكار التقني و الاستدامة البيئية والتعاون بين القطاعين العام والخاص. في ظل المنافسة العالمية الشرسة. قد تكون هذه الشبكة هي السلاح السري الذي يضمن للصين مكانة الريادة في المستقبل التقني للعالم .

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.