الضمير جنة الإنسان وسجنه. بقلم/ شيماء أحمد متولي.
الضمير جنة الإنسان وسجنه.
بقلم/ شيماء أحمد متولي.
_قد يكون الضمير وسادة من حرير كما وصفه البعض وقد يكون أيضًا وسادة من شوك تتالم عند وضع وجهك عليها. الضمير هو صوتك الداخلي الذي يحاسبك على أفعالك كل يوم، فبعض البشر يوميًا يحاسبون ُأنفسهم على ما مر بهم في يومهم قبل نومهم، سواء من أفعال أو أقوال و يتردد في أذهانهم تساؤلات هل جرحت أحد؟ هل تسببت في وجع أحد؟ فالضمير هو الصوت الداخلي الذي يخاطبنا أو يخاطب عقولنا بشكل صامت فالنفس والعقل عند التفكير بالإقدام على فعل شيء ما سواء كان هذا الفعل خيرًا أو شرًا ليلحق بالآخرين من بعض الناس، وأيضًا عند ممارسة هذا الفعل وبشكل خاص وخصوصًا بعد ممارسته. فكل إنسان يألف صوته الداخلي الذي يتهمه في بعض الأوقات ويُضيِّق عليه صدره وفي أحوالٍ أخرى يجلب له السعادة والفرح. هذا الصوت الرقيق الذي لا يسمعه غيره؛ إنما هو شعور فطري خلقه الله لكل البشر هو ” الضمير” وهو بطبيعته غريزة روحية وإحساس تُفرِّق بين الخير والشر بوضوح وبسرعة أكثر من الذهن ومَن يستمع لصوت ضميره لا يندم قط أو يخجل من سلوكه. حقًا إن الضمير هو (جنة الإنسان وسجنه على الأرض).فهو جزءٌ مُكمِّلٌ للطبيعة البشرية وهو موجود ونشيط في جميع البشر، بصرف النظر عن أجناسهم أو أعمارهم ودرجة ثقافتهم سواء كانوا متعلمين أو جهلاء بل هو ما يُميِّز بين ما هو صالح وما هو طالح وبين الفضيلة والرذيلة. فالجميع يتفقون في أن الخير يستحق الجهاد من أجله وأنَّ الشر يؤذي صاحبه و يستحق اللوم والندم على ما فعله. إنَّ الضمير هو مُقيِّمٌ أخلاقي حسَّاس، عند بعض البشر الذين لا زالوا أنقياء وأبرياء بل هو الذي يُمكنه أن يُوجِّه سلوكنا بدقة. فعندما تحاسب نفسك كل يوم على ماتفعله قبل نومك فانتَ إنسان لك قلب وعقل وضمير نقي.