الطبخ.. . مصدر للسعادة والإبداع
الطبخ.. . مصدر للسعادة والإبداع
الطبخ له فوائد كثيرة اكثر مما تتوقع ففي فترة الاغلاق العام من اجل الكورونا لم يكن أمام الناس خيار، سوى الطبخ ، الأمر الذي ساهم في ظهور عدد كبير من الطهاة المنزليين، الذين اقتحموا المطابخ استغلالا للوقت، ومنفذا للتسلية، فتفجرت مواهبهم الإبداعية أثناء إعداد الطعام ومشاركته مع الآخرين.
الطبخ أفضل معلم للصبر والتركيز
يقول كوسيت إن الطبخ مفيد لتعلم الصبر والتركيز، لأنه ينطوي على خطوات متتالية، حيث يجب إكمال خطوة واحدة، قبل الانتقال إلى الخطوة التالية، وذلك يتطلب الصبر والتركيز معا، لأننا نقوم بالكثير من المهام أثناء الطهي في وقت واحد، على سبيل المثال: أثناء وضع العجين جانباً ليستريح، يمكن البدء في العمل على الحشوة، وهذا يتطلب تركيز الانتباه على ما يتم القيام به فقط..
الطبخ عملية لا يمكن التنبؤ بها، فيمكن طبخ شيء وحرق شيء آخر، بسبب صرف الانتباه، أو ربما إدراك أن الطعام ليس لديه الملمس والطعم المطلوب، وكل هذه المشاكل الصغيرة تتطلب حلا، والتدرب على حل هذه الصعوبات، يتحول إلى حافز للذكاء.
الطهي يغذي الصحة العقلية والنفسية
منذ سنوات عديدة تم استخدام فن الطهي كجزء من العلاج لمجموعة واسعة من الحالات الصحية العقلية والسلوكية، بما في ذلك الاكتئاب والقلق واضطرابات الأكل واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.
في الواقع عندما نطبخ لأنفسنا أو لأشخاص آخرين، فنحن نضع لأنفسنا هدفا قابلا للتحقيق، وهو ما يُعرف علميا بـ”التنشيط السلوكي” الذي يُستخدم لعلاج الاكتئاب والقلق وفقا لجمعية علم النفس العيادي، وهو يركز على زيادة اتصال المريض بمصادر المكافأة أثناء الطبخ، حيث يتم إنتاج 95 بالمئة من السيروتونين -الناقل العصبي- الذي ينظم النوم والشهية، ويحسّن الحالة المزاجية، ويثبط الألم في الجهاز الهضمي.
من جهة أخرى، تصف جولي أوهانا مؤسسة معهد العلاج بفن الطهي في ميتشغن الطبخ بأنه متنفس للتعبير الإبداعي، يساعد المرء على رفع تقديره لذاته، حيث يشعر الطاهي بالرضا عن القيام بشيء إيجابي لعائلته أو لنفسه.
وتضيف أوهانا بأن الطهي يمكن أن يكون تجربة مجزية للغاية، تساعد في تحسين التواصل مع الآخرين، من خلال مطالبتهم بأداء دور نشط في المطبخ، الذي يمكن أن ينشئ إحساسًا بالانتماء للعائلة والأصدقاء.
بينما يركز مايكل كوسيت مستشار الصحة العقلية والمعالج بفن الطهي في الولايات المتحدة، على مسألة تحفيز الوعي الحسي خلال عملية الطبخ برمتها؛ حيث تكون الحواس الخمسة: البصر والسمع واللمس، وبالطبع الشم والذوق نشطةً للغاية، ليصبح الطهي بمثابة قنبلة تفجر الأحاسيس وتزيد من اليقظة الذهنية.
طرق بسيطة لتعلم العلاج بالطهي
يقدم كوسيت في معهد العلاج بالطهي مجموعة من النصائح للطهاة المتمرسين أو المبتدئين لتطبيق جلسات العلاج بالطهي وأهمها:
– اختيار وصفة بسيطة من المكونات المعروفة والمريحة للطاهي؛ فمجرد تقطيع بعض الخضار لتحضير سلطة، يمكن أن يكون انطلاقة جيدة.
– تهيئة المطبخ لتجربة إيجابية، من خلال توفير المساحة الكافية وإعداد المكونات مسبقا، لتقليل التوتر وتشتت الانتباه.
– ممارسة الطبخ ليست مشروطة بتقديم طبقك لأي شخص غيرك، إذا كان ذلك يقضي على القلق ويرفع ثقتك بنفسك.
– تذكر أن تحصل على المتعة! اسمح لنفسك أن تكون مبدعا؛ فالأمر لا يتعلق بالكمال.
صفِّق لنفسك على المحاولة، عندما ينتهي بك الأمر مع طبق لا بأس به، أعده مرة أخرى؛ ثم جرب أشياء جديدة، خاطر قليلا، وتدرب.
– فكِّر في مشاركة أطباقك مع الأصدقاء والأحباء للجلوس معًا والاستمتاع باللحظة؛ كن فخورا بجهدك.
– تناول طعامك ببطء وانتباه، حتى تستمتع بطعامك وتتذوق نكهاته، خذ وقتًا لشم وجبتك قبل تناولها.
– احترم عملية الطهي عن طريق غسل الأطباق يدويا، ونظف المطبخ ورتبه، ليصبح الطهي بذلك ممارسةً مدروسة وممتعة للغاية.