الطفل الإتكالى بقلم دكتورة إيناس على

الطفل الاتكالي.

كتبت د / ايناس علي

في بداية تأسيس الأسرة وعندما يرزق الآباء بالأبناء يحاولون بكل السبل تدليل الطفل والقيام بكل متطلباته. ونادرا ما نجد الأسر التي تساعد الطفل على الاعتماد على ذاته في بعض الأمور الخاصة به . كتجميع ألعابه بنفسه. او ترتيب مكتبه او غرفته اعتقادا من الأسرة بأن الطفل لا يستطيع القيام بذلك . أو انه لا يؤديه بالشكل المناسب. او خوفا من حدوث بعض المشكلات الأخرى التي من الممكن أن تنتج من اعتماد الطفل على ذاته في بعض الأمور الخاصة به .
وبعد مرور الوقت يبدأ الآباء في جني ثمار ما زرعوه داخل أبنائهم . ونجد الصراخ يعلوا في البيوت والشجار المستمر كل دقيقة بسبب اعتماد الطفل اعتمادا كليا وجزئيا على الأبوين وخاصة الأم.
وتمر الأيام ونجد أن هؤلاء الأبناء صاروا شبابا . رجالا ونساء وأصبحوا بدورهم مسئولين بدلا من كونهم يسأل عنهم !!!

الأدوار تغيرت ولكن ما بداخلهم من اعتماد وإتكالية لم يتغير ولم يعد حدود المشكلة الصراخ والشكوى داخل البيوت بل تحولت إلى مشكلات عدم تحمل المسئولية وعدم القدرة على إدارة شئون الحياة ، وإلقاء كل طرف باللوم والمسئولية على الطرف الآخر، وقد ينتهي الأمر بفشل العلاقة وعدم استمرارها بسبب عدم معرفة كل طرف لمسئولياته تجاه نفسه وتجاه الطرف الآخر.
فليكن تحمل المسئولية سمة من سمات الشخصية التى نحرص على تدعيمها داخل البيوت حتى نستطيع خلق جيل قادر على القيام بواجباته تجاه نفسه وتجاه الآخرين .
ولنحرص على زرعها في أولادنا منذ الصغر حتى تنمو معهم يوم بعد الآخر. فخلق شخص مسئول لا يأتي بين يوم وليلة ويأتي ذلك بتفويضهم بالقيام ببعض الأمور التي تتناسب مع طبيعتهم العمرية والجسدية ، واشاركهم في الاختيار بين الأمور وتحمل نتائج تلك الاختيارات أيا كانت عواقبها. مما يعمل على تعزيز الثقة بالنفس لديهم .

فنحن بحاجة ملحة إلي أجيال نعتمد عليها في أسرنا ومجتمعاتنا قادرة على إدارة ذاتها وشئون حياتها بدلا من أن يتم ادارتهم من خلال الآخرين . فزرع اليوم هو حصاد الغد . فليحسن كلا منا زرعه .

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.