الطيبون يرحلون…

بقلم… نسرين يسري

الطيبون يرحلون ويتركون عالمنا نعم نتألم ولكن هذا المكتوب لكل منا… أن نتوقف في محطة ما… ما أصعب طعم الفراق لاقرب الناس لنا… هذا الشعور عندما مريت به مع وفاه والدي أحسست اني فقدت الدنيا ولا املك شييء وكأن أرواحنا تنسحب مننا عند سماع خبر وفاه فأنا حتى الآن احاول ان اتأقلم بدونك ولكن لا استطيع انساك… أمس جاءني خبر وفاه احد من الأقارب ولكن رغم المسافات والظروف كان رجل طيب مثل ابي يسأل على الصغير قبل الكبير بصدر رحب…
فليس هناك مصيبة تحل بالمرء، أعظم من مصيبة الموت، حين يفقد الإنسان عزيزاً عليه، ولا شك أننا مؤمنون بقضاء الله وقدره، ونؤمن بأن الموت حق على الجميع، وأن العمر والأجل مكتوبان، ولن يخلد أحد في هذه الدنيا الفانية، إلا أن الفراق صعب، وفراق الطيبون أشد قسوة وألماً، ويترك في النفس حسرات ولوعة لا تزول.
خيم الحزن والأسى على العائلة وعلى قلوبنا ، والقلوب قد اعتصرها الألم والحسرة، حزن وبكى على فراقه كثيرون، فكيف نحن القريبين منه؟
لقد وهب الله هذا الرجل الطيب الحاج احمد عفيفي محبة الناس ، وقلّ أن نجد لها مثيلاً، وهذه لاشك نعمة عظيمة، ينعم الله بها على من يشاء من عباده، لذلك لم يكن موته فاجعة وخسارة علينا نحن ، وإنما فجع بموته وخسره كل محبيه وأصدقائه وكل من يعرفه.
ففي هذه الدنيا هناك أشخاص من النادر أن يجود الزمان بمثلهم، لذلك يعد موتهم خسارة عظيمة، ليس فقط على أسرهم وعائلاتهم، وإنما على كل من يعرفهم، لأنهم يتركون فراغاً بموتهم، من الصعب جداً أن تجد بعدهم من يملأه … ترك رحيله فراغاً كبيراً لا يمكن أن يعوض ، فكيف سيكون حالنا وقد رحل عن دنيانا؟ مثل رحيل ابي… كان عندما يغيب أحد ، يتصل به ويسأل عنه، له من الصفات الجميلة والحميدة كثير وكثير، لا تتسع مساحة المقال لسردها، ولكن لعل من أبرزها وأعظمها، أنه كان رجلاً جامعاً لأفراد العائلة، وهذه صفة لا تتوفر في هذا الزمن ، كان دائماً يسأل ويطمئن على أحوال الآخر، أي صفة وأي ميزة أعظم من هذه؟. أسأل الله أن يجعلها في موازين حسناته.
علاوة على ذلك، كان يشجعني على الكتابه كان لا يترك لي مقال الا يقرائه بكل موده واحترام… قبل وفاته اوصاني ان ادعي له بالشفاء ولم أكن أعلم أنها كانت اخر رساله له… لم أكن أعلم انني في يوم من الايام اكتب عن خبر وفاته…
رحل ورحل ابي ايضا وستبقى سمعتهم وذكراهم الطيبتان وسيرتهم العطرة، التي ذاع صيتها، ستبقى خالدة يتناقلها الناس جيلاً بعد جيل، وستبقى محل فخر واعتزاز لأبنائه خاصة، وللعائلة بشكل عام، مثلما سيبقى خالداً في ذاكرتنا وساكناً في قلوبنا، إلى أن نصير إلى ما صار إليه ونلقى الله.. اللهم اجبر كسرنا على فراقه، وألهمنا الصبر والسلوان، واْجرنا في مصيبتنا، كما نسأله سبحانه وتعالى أن يغفر له ويرحمه وأن يجعله في الفردوس الأعلى من الجنة مع الصديقين والنبيين والشهداء، وأن يبارك في ذريته.. وإنا لله وإنا إليه راجعون
فحقا يرحل من عالمنا الطيبون دائما… تماسكوا بالموده والخير بين احبابكم ولا تنسوا الفضل بينكم… تصالحوا اعفوا عن ما ظلمكم… تذكروا ان لكل منا محطة سوف يتوقف عندها فاجعلوا لكم سيرة طيبه يتذكرها الآخرون في ذاكرنا…

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.