الطيور علي أشكالها تقع .. تعرف علي أصل المقولة وسبب إطلاقها وسر ترديدها

الطيور علي أشكالها تقع .. تعرف علي أصل المقولة وسبب إطلاقها وسر ترديدها

 

الطيور على أشكالها تقع .. مقولة شهيرة نتداولها منذ سنوات طويلة فنجد أنفسنا بين وقت وآخر نردد أن الحياة أوقعتنا علي أشكال غير أشكالنا.
فما أصل المقولة ولماذا يعتقد الناس بها.

كتبت : زينب النجار

صار الكثير من الناس يستخدمون جملة “الطيور علي أشكالها تقع” والبعض يضرب بها المثل ويأكدون أنها مقولة صحيحة وإنها تتطابق علي الأشخاص المتشابهين في الأفكار والصفات والذين ينجذبون لبعضهم البعض ؛ وقد يشير بها آخرون إلى بعض الأزواج والزوجات، الذين يتشابهون في أفكارهم أو سلوكياتهم وطباعهم وميولهم ….

فما أصل هذه المقولة؟!.ولماذا يعتقد الناس بها ….
هذه العبارة مثل شائع جدًا يشير إلى أن الأشخاص يميلون غالبًا إلى الأنجذاب أو التجمع مع أولئك الذين يشاركونهم نفس الأهتمامات أو القيم أو الخصائص. ببساطة، أن الناس الذين يشبهون بعضهم البعض يجتمعون معا. ويتزوجون من بعض ، و الأصدقاء المتشابهون بنفس الطباع والصفات والأسلوب يقعوا بعضهم ببعض …

وقد نري الكثير يطلقون هذا المثل عندما يجدوا صديق أو صديقة ، زوج أو زوجة سيئان في التعامل والطباع والكذب فيطلقون عليهم هذه المقولة دون التأكيد من الطرف التاني الذين يشاركونهم حياتهم كزوجة أو أبناء هل هم ينطبق عليهم المثل أما لأن الزوج سئ تصبح الزوجة أو الأبناء سيئون وهل لأن الأبن سئ يصبح الأم والأب سيئون ..

فنري مثلاً بعض النساء تشير إلي جارتها التي تسكن بجانبها وتقول أنها سيئة الطباع وكثيرة الكذب والعصبية وتظن أن زوجها وأبنائها مثلها فتطلق علي الجميع جملة والطيور علي أشكالها تقع !

دون التأكد من طباع الأبناء أو الزوج ونري أيضا زملاء العمل أذا كان لديهم صديق سئ في الطباع والسمعة وكثير الكذب والشكوي والتذمر ، فيتهامسون إذا كانت هذه طباعه فكيف طباع زوجته وأبنائه وأخواته فيطلقون وينسبون إليهم مقولة والطيور علي أشكالها تقع دون التأكد من طباع وأخلاق زوجته أو أبنائه ، فليس الطيور على أشكالها تقع…

فقد كذب من قال الطيور على أشكالها تقع ..ليس دائما الطيور على أشكالها تقع
فالحياة ” أوقعتنا على غير أشكالنا وأجبرتنا على الكثير من الوجوه التى لا تشبهنا أبدًا ، الذين لم ولن يشبهونا قلبًا ولا روحاً ولا عقلاً ولا أخلاقاً ….

ولنا الكثير من الأمثلة التي تأكد عدم صحة مقولة “الطيور علي أشكالها تقع”

فلنا في “رسول الله صلوات الله عليه وسلم مثالاً عظيم في مكارم الأخلاق والأمانة وحُسن الطباع ونقاء القلب…

وكان عمه أبو لهب إنسان غليظ القلب جاف الطباع ومن أشد الناس تكذيباً وأذى للنبي صلى الله عليه وسلم ..
كما إن كاان لأبي لهب أبنة من نسله ودمه أسمها “درة بنت أبي لهب ” وأمها هي من وصفها الله تعالي في كتابه الكريم بحمالة الحطب…

لكن كانت ” درة ” جميلة الطباع رقيقة القلب وحُسنة الخلق والحياء ، ولم تملك يومًا طباع أبيها أو أمها فكانت مختلفة عنهم تمام ، كما أنها أسلمت وتركت أهلها وهاجرت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلي المدينة ، وحين هاجرت إلي المدينة عايروها النساء لأنها بنت أبي لهب وحمالة الحطب أعتقادًا منهم أنها مثلهم ….

فقالوا أنتٍ بنت أبي لهب الذي يقول الله عزَّ وجلَّ: “تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ(1) مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ(2)”، ما يُغني عنكِ مهاجرك”، فأتت درة النبي صلى الله عليه وسلم فشكت إليه ما قلن لها، فسكنها وقال: “اجلسي”، ثم صلى بالناس الظهر، وجلس على المنبر ساعة ثم قال: “أَيُّهَا النَّاسُ، مَالِي أُوذَى فِي أَهْلِي؟ فَوَاللَّهِ إِنَّ شَفَاعَتِي لَتُنَالُ بِقَرَابَتِي حَتَّى حَا وَحَكَمُ وَصُدَاءُ وَسَلْهَبُ يَوْمِ الْقِيَامَةِ”.

فلو كانت الطيور علي أشكالها تقع فما كانت وقعت سيدة نساء أهل الجنة ” أسية أمراة فرعون” التي كانت من نسب عريق وشديدة الحياء والجمال وحسنة الخلق والذي تمنى الزواج منها الكثيرون إلا أن نصيبها جاء من فرعون ! ولكن كان هذا الزواج هو الأختبار الذي صبرت ونجحت فيه بجدارة وأستحقت عليه لقب إحدى سيدات أهل الجنة الأربعة…

ولو كانت الطيور علي أشكالها تقع فما كان لسيدنا لوط نبي الله ذو الحكمة والخلق ورجاحة العقل أن تكون أمراته الغادرة الكاذبة الخائنة …

فأنا لم أصدق يوماً قاعدة ” الطيور على أشكالها تقع …
فأنا أؤمن بمقولة والقلوب علي نواياها تتلاقي …
ليت القلوب مثل الطيور على أشكالها تقع فكم من قلوب نقية وقعت ضحية لقلوب لا تعرف النقاء