العاصفة لا تأتي إلا من النافذة التي نتكئ عليها و نطيل بها النظر

بعض الجروح نحن المسؤولون عنها، ونحن من صنعناها بأيدينا، فلا نلوم إلا أنفسنا. فهناك أشياء بالحياة العبث بها لا يغتفر، كأن تعبث بالضوء في قلب أحدهم فتطفئه.

بقلم نولا رأفت

الاستثناء

ما أصعب من أن تستثني أحدًا وتفضله عن الجميع وتختاره وسط زحمة الحياة. ذاك الاستثناء الذي يجعلك تترك كل المقاعد الفارغة وتختار أن تجلس بجواره وحيدًا. تلك اللهفة التي تجعلك ترقد مسافات طويلة على أمل في رؤية من تحب، تضع يدك على الأماكن التي شوهت في روحه وبكل خفة يد تزينها له من جديد.

المبالغة في الاهتمام

المبالغة في الاهتمام للأسف لا تزيد من المحبة ولا تطيل من عمرها، بل تختبرها. لأنه أحيانًا يرى هذا الحب والاهتمام عبئًا ولا يدرك أنها نعمة كبيرة. فتعلم كيف توازن مشاعرك، تقدر وتهتم ولكن دون أن تتسبب في ألم وجرح لقلبك.

العتاب

قبل أن تعاتب وتناقش شخصًا آذاك، بل وإعتاد على هذا النوع من الألم مرات عديدة، وتتذكر جيدًا أنك حاولت كثيرًا لفت انتباهه ومع ذلك دون جدوى، فكان يكرر نفس الأخطاء المزعجة. فتيقن وقتها أن عتابك أغلى من أن تظل تتألم بمفردك مهما كانت مكانته بداخلك، فكرامتك وعزة نفسك هي أقدس وأثمن من بقية المشاعر.

حكاية من الأدب الصيني

يحكى أن ذئبًا أراد أن يعلم صغيره دروسًا في الحياة وفن العيش، فأخذه إلى قطيع من الأغنام وقال: “انظر، هذه لحومها لذيذة.” ثم أشار إلى راعيها محذرًا: “لكن عصا هذا الرجل مؤلمة جدًا، فإياك أن تقترب منه.” وبينما كان الصغير يراقب، لمح كلبًا يقف بجوار القطيع فقال ببراءة: “هذا يشبهنا يا أبي.” فأجابه الذئب الأب: “أهرب متى رأيت هذا الكائن يا بني، فما لحق بنا من أذى في حياتنا كان بسبب أولئك الذين يشبهوننا لكنهم لا ينتمون إلينا.”

في النهاية…

يومًا ما ستفهم جيدًا أن الأشياء ترحل إن لم تجد الاحتواء. فحبك لنفسك وذاتك ليس أنانية، لكنه نضج. فهناك وجع مهما حاولنا إنكاره، ولكنه مع الوقت سيتلائم.

– فلماذا لم نجد في الحب ما يكفي من المغفرة؟

– لماذا لم نجد في الحزن ما يكفي من السلوان؟

– ولماذا ليس في الإنسان ما يكفي من الإنسان؟

– ولماذا؟

فراق مختلف

علاوة على ذلك كنت أتمنى ألا نتفارق، ولكن… أرجوك فارقني فراقًا مختلفًا. لم نكن يومًا نشبه البقية، دعنا لا نشبههم حتى في فراقنا. وكما كنت دائمًا أقول: “لو الزمن يرجع بيا لورا حبتين، أنا كنت أعيد على راحتي ترتيب السنين، أشوف ناس قبل ناس وناس بعد ناس، وناس كثير هعتبرهم ميتين