العبرة بالنهايات إرشاد نفسي بقلم: د. رحاب أبو العزم
العبرة بالنهايات وتأثير القراءة والخبرة في الرؤى الحياتية فبعد مرور خبرات حياتيه واستشارات أسرية لبعض العائلات، وبعد قراءة بعض الكتب وآراء النفسيين وأهل العلم تكوَّن لديّ قاعدة أو رأي لا أعرف له مسمى، لكن هي آراء قابلة للخطأ، وقابلة للصحة، وقابلة للتعديل إن تغيرت الرؤى الحياتية والخبرة البشرية؛ فلكل قاعدة استثناء، ولكل قاعدة زمانها، ولكل رأي مكانه. لقد تبين لي: (حينما نقتدي؛ ننظر إلى بدايات البشر، وإن أردنا الحُكم؛ فلنحكم على النهايات)
العبرة بالنهايات
حينما بدأتُ أقرأ في المالية والاقتصاد كنتُ أتصفح بعض الكلمات عن رجل الاقتصاد الأول في المملكة العربية السعودية وهو صالح بن عبد العزيز الراجحي الذي توفاه الله منذ تسع سنوات كيف بدأ حياته من محل الصرافة التجاري الصغير في الرياض إلى أعظم منظومة اقتصادية إسلامية.
رجل الاقتصاد السعودي صالح بن عبد العزيز الراجحي
أبهرتني بداية وعقلية هذا الرجل…
السؤال: لماذا حينما تأتي سيرته نذكر ملياراته ولا نذكر بداياته؟
لأننا اعتدنا النظر إلى النتائج، ولم نعتاد رؤية العوامل التي أدت إلى تلك النتائج لذا حينما نتخذ فلانًا قدوة فلنتعلم من بداياته، ولكن إن أردنا الحكم على الإنسان فلا نبتعد بخيالاتنا إلى بداياته الخيّرة، أو بداياته التي لا تليق؛ إنما إن أردنا الحُكم فلنحكم على الخواتيم.
التطبيق على العلاقات الأسرية والتنمية البشرية
في العلاقات الأسرية؛ ينظر الابن إلى الأب الناجح بانبهار ويتمنى فورًا أن يصبح مثله، ولا يرمي ببصيرته إلى بدايات هذا الأب من كفاح وصعاب وحينها يصاب الابن بالانهيار إن لم ينجح فورًا مثل أبيه.
أيها الفتى: أيها الشاب: انظر إلى بدايات والدك كيف تخطى درجات الدرج من البداية لأنك في مرحلة الاقتداء
الحكمة ؟؟
في الروابط الأسرية؛ انظر إلى التكريم النهائي فالعبرة بالخواتيم، وإن حكمتَ فاحكم بناء على العطاء النهائي، وليس عبر رصيد البدايات الذي يختل مع مرور التغافل وغض الطرف عن أخطاء الغير، الرصيد الذي يتلاشى مع تقديم التنازلات للشخص غير المناسب.
إذن بربط بسيط بين العلاقات المالية والعلاقات الأسرية ترامت لديّ رؤية بسيطة:
((إن اقتديتْ؛ فاقتدي بالبدايات الحلوة، وإن حكمتْ؛ فاحكم بناء على رؤية النهايات))
إرشاد أسري..صحة نفسية..تنمية بشرية