العبقرية و الشذوذ الفكري*
*العبقرية و الشذوذ الفكري*
كتبت: سلوي صبري
اختلف بعض الكتاب علي تعريف الشذوذ الفكري، فالبعض يستخدمه و يُعَرفه علي انه “عبقرية” و البعض الاخر يُعَرفه علي انه “خروج عن المألوف و الطبيعي” … و لكنه ف جميع الاحوال يظل يدل علي الإنحرافات و التشوهات مهما حاول البعض في تجميل الكلمة و تزيينها و محاولة ترسيخها في أذهاننا….
*تعريف العبقرية*
هي تمتع المرء بقدر عالٍ من الذكاء يساعده على تحقيق منجزات عملية باهرة في حقل من الحقول و الخروج الحميد عن المألوف…
*تعريف الشذوذ الفكري*
هو انحراف و تشوه لأفكار مغلوطة يحاول البعض تصديرها للمجتمعات حتي يصبح “التشوه و الانحراف” هما السائدان…
*الفرق بين العبقرية و الشذوذ الفكري*
منذ نحو قرنين، كانت تجري العمليات الجراحية بدون اي مخدر… فكان المريض يدخل الغرفة العمليات و كأنه مقبل علي الموت من شدة الآلم… فكان يتم تقيده حتي لو يتحرك و في بعض الأحيان كان يتم وضع قطعة من الخشب علي جبينه ثم يطرقونها بالمطرقة حتي يغشي عليه و يفقد الوعي… أو يقومون يضربه خلف رأسه حتي يفقد الوعي لفترة ولكن كل هذا كان له اضرار على المريض…
حتي اكتشف العلماء النباتات و العقاقير المخدرة و لكن آثارها الجانبية كانت خطيرة… صم توالت الاختراعات و الاكتشافات حتي عام 1831، تم اكتشاف مادة الكلوروفوم و هي مادة مخدرة ، يقوم المريض بإستنشاقها للتخدير…
و تم استخدامها لأول مرة في عملية جراحية عام 1847 و لكنها واجهت معارضة و نقد شديدين من العلماء و رجال الدين … حيث اعتقد العلماء حينها ان هذه المادة تسبب العديد من الأضرار الجسدية… أما رجال الدين فقد كانوا يحرمون التخدير بشكل عام… فكان يعتبر “خروج عن المألوف و الطبيعي”
و لكن… سرعان ما تم الموافقة عليه و اصبح استخدامه شائعاً و معترفاً به سنة 1853…
أي بعد 5 سنوات فقط من استخدامه و بعد 22 عاما من اكتشافه… و يتم استخدام التخدير و تطويره حتي يومنا هذا ف جميع أنحاء العالم يوميا مئة الآلاف المرات لما له من فائدة كبيرة…
و هنا تتمثل العبقرية فالعلماء و المخترعين…
و الله سبحانه و تعالي قد امرنا بالتعلم و التفكر و السعي في مرضاته… فقد قال الله تعالي في كتابه الكريم :”يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات”
وقد رافق هذا الأمر قول آخر عن مكانة العلماء كما في قوله تعالى: “شهد الله أنّه لا إله إلاّ هو والملائكة وأولو العلم قائماً بالقسط”
أما علي الجانب الاخر…
يأتي الشذوذ الفكري و هو يتمثل في امرأة لوط…
منذ قديم الأزل… قرابة ٤ الآلاف عاما… جاء قوم لوط بفاحشة وكانت تُعتبر حينها “حق طبيعي لأهل القرية و ليس خروج عن المألوف”
حتي قام الله عز و جل ب خسف الارض عليهم…و اصابهم بعذاب لم يحل علي قوم قبلهم من قبل حتي الكافرون
فقد كان عذابهم أعجب وأشد أنواع العذاب….
فقد بدأ العذاب عند الشروق بإنفجارات مدوية تصم الآذان نتيجة ثوران البركان ” فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ (73)” مما أخرج القوم من بيوتهم ثم تلا ذلك زلزال شديد وخسف الأرض عليهم “فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا” ثم بدأت الحمم البركانية تخرج بشدة وبعنف “وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنضُودٍ”
ف هذا اكبر دليل علي ان الشذوذ ماهو إلا فاحشة… ليست مرض ولا اضطراب “وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ الْعَالَمِينَ) صدق الله العظيم…
و الشذوذ الفكري هو مناصرة الفاحشة والاعتراف بها و اعتبارها حرية شخصية….
كما فعلت امرأة لوط حين وافقت قوم لوط على تلك الرذيلة وشجّعتهم عليها و أسرعت تخبرهم بقدوم الضيوف إلى بيت زوجها، ووصفتهم لهم بقولها: “إنّه قد ضافه الليلة قوم ما رأيت مثلهم قط، أحسن وجوهًا ولا أطيب ريحًا”، فانطلق القوم يطلبون هؤلاء الضيوف…
و كان جزاؤها جزائهم كما جاء في كتابه الكريم: “قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ”
و من ثم لا يمكن المقارنة أو الخلط بين العبقرية و الشذوذ الفكري… فالعبقرية تؤدي إلي إصلاح و تطور في صالح المجتمع…و هذا عكس كلمة “الشذوذ” سواءً فكري او جنسي ..
فالشذوذ الفكري هو فعل إجرامي بحت في حق البشرية كلها؛ فهو سبب رئيسي لإنتشار الامراض الخطيرة و المستجدة…
كما انه فاحشة و بُعد عن الله عز و جل… بينما العبقرية و التفكر قرب من الله عز و جل و لا يصح التشبيه بينهم؛
“قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الأَلْبَابِ”
صدق الله العظيم