العزلة وإعادة التفكير .. هكذا تصبح شخص جديد ذات مشاعر مختلفة
العزلة وإعادة التفكير .. هكذا تصبح شخص جديد ذات مشاعر مختلفة
العزلة ليست هى البعد عن الناس فقط ، بل تصل إلى التفكير البعيد عن الدائرة العادية .. وهو مانستعرضه معا وبالتفاصيل في السطور القادمة .
بقلم : زينب محمد شرف
الصورة الذهنية هي اللوحة التي يرسمها عقلنا لكل تجربة

يحكي ذات يوم سرق رجل في بلاد الهند قطيع من الخراف “نوع من أنواع الغنم” فقبضوا عليه ووشموا على جبهته (س . خ) أي سارق خراف، ولكن الرجل قرر التوبة والرجوع إلى الله في تصرفاته، وفي البداية تشكك الناس منه، ومن توبته وأخذ يساعد المحتاجين ويمد يد العون للجميع الغنى والفقير، ويعول المريض ويعطف على اليتيم، وبعد مرور سنين، مر رجل أخر بالقرية فوجد رجلا عجوزًا موشومًا، وكل من يمر يسلم عليه ويقبل يده والرجل يحتضن الجميع، وهنا سأل الرجل أحد الشباب عن الوشم الموجود على جبهة هذا العجوز ما معناه؟
فقال الشاب: لا أدرى لقد كان هذا منذ زمن بعيد ولكنى أعتقد أنه يعنى الساعي في الخير.
لأن حدث كم قال نابليون هيل “إذا غيرت طريقة تفكيرك، ستتغير حياتك”
ومن هنا يجب أن نتذكر أن ما يبدو أحيانًا وكأنه النهاية، في حقيقية الأمر كثير ما يكون بداية جديدة، وليست للكلمات اى معنى سوى المعاني التي نعطيها لها، والسبيل الوحيد لجعل البشر يتحدثون خيرًا عنك، وهو قيامك بعمل طيب أيًا كانت الظروف.
حياه خلف قضبان من حديد
السجن هو مؤسسة تستخدم لإحتجاز الأفراد الذين أدينوا بارتكاب جرائم قانونية، ويعتبر السجن جزءًا من النظام القضائي في العديد من الدول ويهدف إلى معاقبة الأفراد الذين ينتهكون القوانين ربما بقصد أو بدون قصد، والهدف هنا إعادة تأهيلهم، ومنعهم نفسيًا من إرتكاب جرائم أخرى.
يوم فقد الأمل وإرتجاف الشعور
بعد صدور كلمة حكمت المحكمة حضورياً، لا تقتصر في هذه اللحظة تقييد الحرية الجسدية فقط، بل ترتعش الروح ويجن العقل، وسالت نفسي هل أول يوم بداية فقد إختيار الأفراد الذي نتعامل معهم من طباع وسلوك فقط، أما فقد نوع المأكل والملبس، وفقد التعبير عن المشاعر، حتى يصل إلى فقد الإحتواء، والشعور بالآلفة للأشخاص والأشياء.
السجن ليس شخص وراء القضبان، بل فيه قلب يشعر بالحرمان
السجن تنازل دون إرادة، ويصبح الإختيار من حق طبيعي إلى رفاهية في أبسط وأقل الأمور، ومن هذا المنطلق يجب أن نستشعر الإنسانية التي بداخل كل مسجون حتى لا يكون السجن مكان لتحطيم النفس.
تصالح مع نفسك داخل القضبان حتى لا تفسد حاضرك خارجه
أن كل شيء في ظاهرة دائم، وهو فى الحقيقة مؤقت، لذلك كن ممتناً لقضاء الله مهما كان، والأيام التي جئت بالألم سوف تذهب يومًا ما، وأنت مازالت وستظل انسان، والانسان خطاء، أن كل سجين ربما يكون هو ضحية نفسه، ورغم ذلك البعض يجدون في السجن معاني أكبر من الحرية، إذا كنت لا تستطيع أن تجد السلام في العزلة، فلن تجده أبدًا، حاول نحن نشعر بك.
الخروج من الماضى والصورة الذهني
الصورة الذهنية لشخص خرج من السجن قد تكون معقدة ومتعددة الأبعاد، وتختلف بإختلاف تجارب الشخص ومدى تأثيرها على نفسيته وحياته فيما بعد، ولكن أتصور قول بعض الأبعاد:
أعكس مشاعر الوحدة، وحرر الشعور بالراحة
يشعر الكثيرون بشعور من التحرر والراحة بعد فترة من العزلة والإنغلاق، وقد تكون هذه اللحظة مملوءة بمشاعر الفرح والإرتياح لأنها تمثل الخروج من بيئة محدودة إلى الحياة اللامحدودة.
الصدمة الاجتماعية هي اللحظة التي يتناثر فيها اليقين وتنهار فيها الهياكل التي إعتدنا عليها في الماضي القريب
قد يواجه الشخص صعوبة في التأقلم مع التغيرات التي حدثت في العالم الخارجي أثناء وجوده خلف القضبان، وقد يشعر بالعزلة أو الإغتراب بسبب الفجوة الزمنية بين حياته السابقة والحالية.
المنح تمنحنا الفرصة للانطلاق
افتح لك أبواباً جديدة، فالحياة لا تعترف إلا بمن يجرؤ على التجديد والتغيير والتحدي، كل خطوة جديدة تخطوها قد تكون بداية لفرص لم تكن تتخيلها ذات يوم.
لو كان بإمكاني العودة للوراء، لأغلقت الأبواب التي كنت بداخلها في الماضى
يشعرون البعض بأنهم بحاجة لإثبات أنفسهم أو التغيير بشكل كامل لتحقيق ما يعزز من مكانتهم في المجتمع، أختر الحرية بدلاً من قيود الندم، وبما أن كل صعوبة تواجهها تمنحك القوة والقدرة على الصمود، وأن الأزمات تصقل شخصيتك وتمنحك القوة، ثق في الله، تثق في نفسك وتكتشف معنى الحرية.
ونهاية القول الصورة الذهنية للشخص بعد الخروج من الأزمة تتراوح بين الأمل والتحديات النفسية والاجتماعية، مع رغبة في التغيير والتحسين بعد فترة طويلة من القيود.
دعوه لتسامح والرحمة
نداء لا ترى المسجون مجرم للأبد، ليس كل مخطأ مسجون، بل خارج قضبان السجن يوجد كثير من المجرمين، نعم الجرائم النفسية التى لا يوجد لها عقاب واضح، ولذلك نداء لا تحاسب المسجون مرتين على نفس الخطأ، لأن الله عز وجل لا يحاسب المخطئ مرتين.